الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٢ صباحاً

حتى لانبك لحظة تأريخية لاحت ذات يوم بالأفق

بلال أحمد
الثلاثاء ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
سمعنا عن خلافات بين ثوار ساحة صنعاء ومن وفدوا إليها من قافلة الحياة ،حول المنصة تطورت بعد يوم واحد من وصول القافلة إلى اشتباك قال البعض أنها أوقعت 3 ضحايا.

وبغض النظر عن صحة وقوع ضحايا من عدمه، إلا أن الخلافات والاشتباكات بين الثوار على المنصة وعلى فرض الأراء أبداً لم تتوقف منذ بدء الاعتصامات في ساحة صنعاء ولم تخلو من وقوع ضحايا كان وقوع القتلى فيها ممكناً جداً وغير مستبعد النية والقصد بين فرقاء الثورة، فكل لديه الحق كما يظن، وفي سبيل الحق ترخص دماء المهاجم نفسه ومن باب أولى أن لايرى بدماء خصومه مايساوي شيئاً.

فإذا كان خلاف الثوار بينهم أنفسهم شديد إلى هذه الدرجة من أجل فرض القناعات والسيطرة في أمور يفترض التوافق عليها بين من يحملون هماً مشتركاً لتغيير الوطن إلى الأفضل، فلماذا كل هذا التصلب في إدانة نظام الرئيس صالح والاصرار على نعته بالدموية؟!

لن أدافع عن نظام صالح الذي وجد من يتجمل معه من ابناء الشعب نفسه، وتكفل عنه وعن جنوده بإيقاع معظم الضحايا من مناوئيه، لكن سأشدد الإدانة لثقافة الاقصاء والتطرف في العداوة والخصومة التي يتسم بها مجتمعنا إجمالاً، وأقول إن الحق لاينتصر بالخروج عن آداب الخلاف ولا بالتخلي عن مروءة المحارب إذ يحارب، ومن كان له حقٌ فهناك أدبٌ في أخذه ، حتى ولو انتزعه أصاحبه انتزاعاً ، دون أن يفقدوا حقهم بأخذه أخذاً منحرفاً يخسرون به أنفسهم لاكتساب حق لن يساوي شيئاً دون أخلاقهم، ومن اكتسب خلقاً لم يفقد شيئاً، وريت أنّ فرقاء الثورة يتذكروا بأن الكيس من دان نفسه، ويفهموا بأنّ مالا يدرك جله كله، فمن الغباء والرعونة أن يترك كله لأجل ثأرات ومعارك اصبحت تدار بطفولية عبثية أبعد ماتكون عن حقيقة جوهر التغيير المطلوب إن لم تكن تستنسخ أسباب كل مانعانيه من مشاكل بذات الثقافة القديمة.

لا أتخيل تغييراً دون استمرار أصوات الشباب العالية المسموعة، ولن يرضَ أحدٌ على السكوت عن أي انحراف بمسار هذا التغيير الذي بدأت عجلته تدور فعلاً بعد توقيع المبادرة، ولكن كفانا انحرافاً عن أخلاق الفرسان، وكفانا عبثاً بهذا الوطن المنهك وهذا الشعب المتعب، خصوصاً وأن الفرصة لتحقيق الأفضل باتت تلوح بالأفق واللحظة التأريخية تقترب لكن بالعقل والحكمة اللذان على الساحات تفعيلهما لتطوير وتجديد أغراضها بما يتماشى مع طموحاتها وأهدافها الجوهرية بأن تتحول ساحات الشباب إلى مجالس مراقبة، أو برلمان ظل،تقول الحق وتطالب به بمسؤولية وأخلاق وأدب، بل وتصعد ضد أي إلتفاف على بنود المبادرة وآليتها التنفيذية؛ وليعطِ الثوار للتخلف فرصة للفرار عن هذا الوطن كما قال الصحفي الثوري الناري محمود ياسين في مقالة له بعد توقيع المبادرة.