الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٠ مساءً

الدماء المقدسه.. ودماء الرعاع!!!

خالد محمد الكحلاني
الاربعاء ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
عرف عن الرئيس على عبد االله صالح صفة العفو والتسامح. وهذا ما اشتهر به الرئيس طوال فتره حكمه او هذا ماكانت تروجه لنا الته الأعلاميه ومنافقيه والمطبلين له حيث كان الرئيس في جميع محطات الصراع السابقه التي خاضها يبادر فور انتصاره الى اعلان العفو العام عن كل خصومه والمطالبه بطي صفحة الماضي وكانت عبارة الرئيس الشهيره " عفا الله عما سلف.

تعالوا نطوي صفحة الماضي ونبدا صفحه جديده"" تتردد دائما في نهاية كل منازله سياسيه او عسكريه يخوضها الرئيس مع خصومه بل يقوم بعد ذلك بتقريب بعضا من الخصوم الذين لم يعد منهم أي خطر واغرائهم بالمناصب والهبات ويقوم باستقطابهم وفجاءه يتحول هولاء الى اشد المناصرين له وما عبده الجندي واحمد الصوفي واحمد عبيد بن دغر ومجاهد القهالي الا نماذج حيه لذلك والقائمه تطول ويعلم بها المهتمين بالشأن وكانت الأله الأعلاميه دائما تبرز ذلك العفو والتسامح على انه يمثل عنوانا للحكمه وروح التسامح ونكران الذات التي يتحلى بها الرئيس واستعداده للتضحيه والتنازل عن كل ما يلحق به من اذى .

ولكن اعتقد انه اتضح للجميع بعد المؤتمر الصحفي الأخير للرئيس ان كل تلك الصفات الحميده لم تكن الا رمادا تذره وسائل اعلامه في عيون الشعب ففي الوقت الذي كنا منتظرين بشوق لسماع تلك العباره الشهيره عن طي صفحة الماضي فاجأنا الرئيس في مؤتمره الصفحي الأخير بوجهه الحقيقي عندما رد على سؤال حول قضية جامع النهدين حيث اكد انه لاتسامح ولا عفو فيما يخص محاولة اغتياله معللا ان دمائه ودماء اقاربه ومعاونيه غاليه ومقدسه و ليست للبيع والشراء وان القضيه قد احيلت للنيابه وان الجناه سينالون عقابهم الرادع.

هكذا اذا !!! في الوقت الذي يطالب الرئيس بانتظام مجلس النواب للبدء في اجراءات منحه واقاربه ومعاونيه قانون الحصانه الذي يعفيهم من الملاحقات القانونيه والقضائيه ويعفيه من دماء الاف الأبرياء من الجرحى والمعاقين والشهداء الذين سقطوا في جميع محطات الصراع التي خاضها في سبيل الحفاظ على السلطه ابتداء بحروب المناطق الوسطى مرورا بحروب الجنوب وصعده وانتهاء بالجرحى والشهداء الذين سقطوا في عموم محافظات الجمهوريه خلال الثوره الشعبيه المباركه والتي من المؤكد انه سيسأل عنها ويحاسب عليها يوم القيامه ان افلت من حساب الدنيا اقول بينما يطالب باصدار قانون الحصانه نجده يتشدد ويرفض التسامح والعفو عن من دبروا محاولة اغتياله في دار الرئاسه وكأن دماءه واقاربه ومعاونيه دماء مقدسه طاهره وزكيه لايجب التفريط فيها والتنازل عنها بينما دماء الجنود والمواطنين الأبرياء الذين سقطوا بسببه في كل تلك الصراعات دماء رخيصه ليس لها أي قيمه فهي دماء الرعاع والغوغاء من ابناء الشعب والذين لامانع لديه ان يقدموا كقرابين وضحايا في سبيل المحافظه على سلطة الرئيس الرمز.

اذا اتضحت لنا الصوره الأن : الرئيس كان دائما يتنازل ويعفوا بالنيابه عن اولياء الدم منصبا نفسه وكيلا عنهم بدون ان يعطوه هذا الحق ويتنازل عن دماء ابناءهم وضحاياهم وعن اي اذى لحق بهم اما وقد وصل الأمر الى المساس به شخصيا وايذائه فلا تنازل في هذا ابدا.

ويتناسى الرئيس انه ايضا كان يسعى الى التخلص من هولاء الخصوم الذين الحقوا به الأذى والذين كانوا حلفاءه حتى الأمس القريب وقد قصف بيوتهم وشردهم وجعلهم حبيسي الملاجئ واذا افترضنا صحة الأتهام لعلي محسن واولاد الأحمر بالوقوف وراء الحادث فيجب ان لاينسى الرئيس انه أيضا كان حريصا على الحاق الأذى بهم وقتلهم وقد قصفهم واستهدفهم اكثر من مره فهل اذا كان تمكن منهم او من احدهم سيكون ذلك مباحا له ومحرما عليهم.

موقف الرئيس هذا حول قضية محاولة اغتياله سيدفع حتما باتجاه التشدد ايضا في موضوع منحه الحصانه ووضع العراقيل امامها ليس فقط من قبل المعارضه الشعبيه الواسعه والرافضه منحه الحصانه والتي عبر عنها شباب الثوره في كل ساحات الحريه والتغيير وترجمتها بشكل اوضح مسيرة الحياه الراجله من تعز الى صنعاء بل وايضا من الشركاء السياسين الجدد والذين كانوا معارضة الأمس ومع اني ذكرت في مقالة سابقه اني مع اعطاء الحصانه للرئيس ومعاونيه من باب الألتزام بالمبادره الخليجيه واليتها التنفيذيه التي ارتضتها الغالبيه كمخرج للأزمه اليمنيه الا اني اؤيد وبشده الطرح الذي يتبناه البعض بضرورة ان يكون اعطاء هذه الحصانه ضمن قانون عفو عام يشمل كل القضايا محل النزاع بحيث تسقط كل هذه القضايا ويتم اصدار عفو عام عن كل المتورطين فيها واخراج الأشخاص الموقوفين على ذمة هذه القضايا لدى الطرفين على ان يتم اعتبار القتلى من جميع الأطراف شهداء للثوره ومعالجة وتعويض الجرحى والمصابين هذا اذا كنا فعلا نريد ان نمضي في طريق المصالحه الوطنيه وفتح صفحه جديده مالم فسنضل نراوح مكاننا نكيل التهم لبعضنا البعض ونخون بعضنا البعض دون ان نحقق أي انجازات على الأرض بينما تستمر الأزمه تطحن في هذا الشعب ومقدراته والله من وراء القصد...