الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤١ مساءً
الخميس ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يتوسط التقاطع الواقع أمام البوابة الشرقية لجامعة صنعاء الجديدة ، مجسم معماري يعكس جمالية الخط العربي ويحوي ماروي عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله(الإيمان يمان والحكمة يمانية) ذلك المجسم كان المكان المناسب الذي يعتليه أعضاء هيئة التدريس عند إخراج إحتجاجاتهم خارج أسوارالجامعة ، وهو ذات المكان الذي خرج إليه طلاب الجامعة في أول خروج لهم من داخل أسوار الجامعة أيضاً ، وهو خروج الأيام الأولى من شهر فبراير ، وبالتالي أصبح لذلك المكان قيمة إعتبارية ، وبعد تثبيت الخيام أمام بوابة الجامعة أصبحت المنصة هي المنطقة التي يدار منها النشاط الإعلامي المباشر لساحة التغيير ، ثم بعد توسع الساحة في مختلف الإتجاهات ربطت المنصة بشبكة صوتيات تمتد حتى أطراف الساحة ، وعلى الرغم من نصب بعض المكونات لمنصة أخرى منافسة غرب الجامعة القديمة إلاّ أنها لم تحقق النجاح المطلوب ، فعاد التنافس على المنصة الرئيسية.

لقد ساد الخلاف بين المكونات الثورية حول الطريقة التي تدار بها المنصة منذ الأشهر الأولى ، وتولدت قناعة لدى البعض أن السيطرة على المنصة تعني السيطرة على الساحة ، وذلك غير صحيح فالمنصة هي جزء من النشاط الإعلامي للساحة وليست كله ، ثم أن اللجنة التنظيمية هي المعنية والمسئولة بشكل مباشر بفعاليات المنصة والساحة .

إن المتتبع للإشكالية التي تواجهها المنصة تتصل بصعوبة تلبية كل طلبات المشاركة خلال ساعات عمل إذاعة المنصة ، ومن الصعوبات الأخرى ما يتعلق بتوجيه محتوى الخطاب الذي ينشر ، فيجب أن يكون مراعياً للتوجه العام في الساحة ولايعكس رؤى جزئية لأي طرف كان ، بمعنى أن الرؤى الجزئية يمكن طرحها عبر منتديات الساحة واللقاءات العامة.

قد يقول البعض أن اللجنة التنظيمية لاتمثل كل مكونات الساحة ، وبالتالي ليس بالضرورة أن تتحكم هي وحدها بالمنصة ، نقول ذلك صحيح وندعوا إلى توسعة اللجنة التنظيمية لتشمل عدد أكبر من مكونات الساحة حتى تعكس البعد الديمقراطي لمكونات الساحة ، ولكن في الوقت الراهن وحتى يتم توسعة اللجنة ، يجب التوقف عن إثارة الصرعات الجسدية وفتح مجال للحوار الفكري بشكل شفاف يخدم مشرع الثورة الشبابية ، أما الصراعات التي بلغت حداً غير مقبول فتلك لاتخدم سوى القوى المضادة للثورة الشبابية ، وتصرف الأنظارعن مسار الثورة التي تجتاح مؤسسات الدولة.

نود التأكيد أن المنصة ليست الغاية من الثورة الشبابية الشعبية السلمية ولاتستحق مثل هذا الصراع ، ولكن في نفس الوقت هناك خطورة إذا أستغلت المنصة في توجيه الشباب الثائر خارج إطار التشاور والمسئولية ، فالمنصة هي التي يتم من خلالها الدعوة للمسيرات ، والمنصة يجب أن تعكس دائماً الإجماع الثوري المخطط ، أما تحولها إلى نقطة نزاع فذلك معيب في حق شباب الثورة.

لقد كان لكاتب هذه الأسطرجهد متواضع منذ اندلاع الثورة الشبابية ، وبروز المنصة في قيادة جماهير الساحة ، حينها قدمتُ رؤية إعلامية للمركز الإعلامي بساحة التغيير بعنوان(مبادئ الرسالة الإعلامية للثورة الشبابية) ، تلك الرؤية شملت عدد من المحاور لتوضيح أهداف الثورة الشبابية السلمية للرأي العام ، ومن ضمن ذلك تناولت الرؤية مقترح لإدارة المنصة بمفهوم يعكس التنوع السياسي والوطني ، كونها تختلف عن الساحات الأخرى لشمولها على مكونات من مختلف المناطق اليمنية والتوجهات السياسية ، وبالتالي طرحت حينها بأن يترك مثلاً ساعة يومية للفعاليات الشبابية في كل محافظة يديرها أبناء المحافظة وفق الثوابت الوطنية ، إضافة إلى مقترحات تؤكد على سلامة الألفاظ التي تطلق من على منصة الثورة ، كون المبدأ العام لثورة الشباب لايقوم على الإساءات الشخصية بل الخطاب الوطني المسئول .

أخيراً نأمل أن لاتكون المنصة سبباً لتفكك الساحة ، بل يجب أن تكون الموجه لثقافة الحوار، خاصة أن شباب الثورة في الأصل مواقفهم موحدة من العملية السياسية ، فهم مجمعون على رفض المبادرة الخليجية وما ينجم عنها ، وبالتالي مايحدث لاعلاقة أصيلة له بالمبادرة الخليجية ، بل زرع للشقاق في الساحة لخدمة إجندة داخلية وخارجية من خارج الساحة ،وذلك يستهدف بشكل مباشر النيل من وحدة المكونات الثورية ، لتحقيق هدف ضرب الثورة بالفتنة ، نأمل من كل المكونات أن تعيد النظر في مواقفها من بعضها البعض ، وأن تتحد في نقل اليمن إلى الدولة المدنية التي يلتزم فيها الجميع بمخرجات صندوق الإنتخابات النقي ، وذلك يعني أن على كل طرف حشد الجماهير بالبرامج السياسية وليس بالصميل والبدقية ، أما إن كان هناك من يريد الوصول إلى السلطة بالقوة ، فذلك يتناقض نصاً وروحاً مع أهداف ثورة الشباب السلمية الشعبية التي تسعى إلى بناء دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ، دولة يكون المواطنون فيها شركاء في السلطة والقوة والثروة .