الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٦ صباحاً

المكافح الثوري لفيروسات النظام ...!

محمد حمود الفقيه
الخميس ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا أجد عنواناً مناسباً لما يحصل الآن من الثورات المؤسسية ضد فيروسات النظام السابق التي هلكت و دمرت أجهزت هذه المؤسسات غير هذا العنوان _ المكافح الثوري لفيروسات النظام _ و هذا حسب رأيي أنا كمتابع لما يحدث في هذه المرحلة الجميلة من عمر الثورة التغييرية اليمنية ، و التي اسقطت أصناماً وصل عمر بعضها لأكثر من ثلاثة و ثلاثون عاماً ، بدءً من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، و ماضيةً حتى آخر جهاز حكومي يغرق بالفساد .

و قد زادت هذه الثورة المؤسسية من زخم ثورة التغيير التي استمرت ما يقارب العام ، و قد شجعت الثورة المؤسسية لمكافحة و تطهير الفساد ، شجعت كل من كان محاصر بقيود الذل و المجاملة و الإنبطاح من المنتسبين للقوات المسلحة و الأمن ، وكذلك المنتسبون لجميع المؤسسات الحكومية الخدمية منها و التعليمية و غيرها ، و نستطيع القول ان الثورة الشبابة السلمية هي التي انتجت هذا النوع من ( مكافح فيروسات أجهزة الدولة ) ، المتمثل بالثورة المؤسسية لمكافحة الفساد ، و تتبعه أين ما حل ووجد في جميع المكاتب و الوزارات و الإدارات الحكومية ، و قد ظهر لنا جلياً نجاح هذا النوع من برامج المكافحة ، حيث انه قد يساعد بشكل كبير على تحقيق أهداف الثورة السلمية بكاملها .

إنني كغيري من أبناء هذا البلد المنهوب أشعر بسعادة تامة حين أسمع و أشاهد هذه الفيروسات المزمنة و هي تتساقط كأوراق الشجر ، و أنتابني شعوراً كبيرا بالراحة عندما سمعت بسقوط فيروس الدائرة العامة للتوجيه المعنوي في القوات المسلحة _الشاطر _ حيث لدي معلومات أكيدة على ان أحد من معاونيه كانت ميزانية القات اليومية له ، مبلغ 10 ألف ريلا مضافاً اليها اجرة التكسي الذي كان يداوم على إحضار القات للمعني يومياً مقابل 1000 ريال ، و بهذا فإن حساب المذكور مقابل (خزانته ) كما نقول في اليمن .. مبلغ 330 ألف ريال يمني أي ما يعادل حوالي 1500 دولار أمريكي ، وهذا الرقم لأشباع غريزة واحدة لهذا الشخص الذي يعتبر مقرب من الشاطر إداريا ، فما بالكم يا أيها الأحرار في المبالغ المالية التي تخص مصروفاته الباقية و مصروفاته العائلية بشكل يومي ، ناهيك عن انه قد يملك ثروة لانستطيع ان ندركها مالم يوضع كل فاسد تحت مجهر العدالة و القضاء ليتم الكشف عنها .

هذا مثالا واحداً أيها اليمنيون الأحرار ، و ما لم نستطيع ان نراه أعظم و أعظم ، حتى قضت فيروسات الفساد على كل أجهزة الدولة في جميع انحاء الجمهورية ، و نخرت جسد الدولة اليمنية و أودت بها نادي الدول الأكثر فقرا في العالم ، تسبب هذا الفساد الكبير بوفاة الكثير من الأطفال نتيجة الجوع الذي أصابهم لا يجدون ما يتوقون به أنفسهم من الغذاء و الدواء ، و تسبب هذا الفساد في إخراج كثير من اليمنيين الى الخارج ، يبحثون عن ما يسد حاجتهم و أبنائهم و ذويهم ، و أصبح اليمن و مقدراته و ثرواته في شباك المفسدين ، ولم ينجو أحد من اليمنيين من تبعاته و آثاره المدمرة ، و مورست حصحصة إلايرادات الحكومية من مختلف قنواتها الاقتصادية بيد عصبة محدودة من المتسلطين و المتنفذين في حزب المؤتمر الشعبي الذي حكم اليمن بأساليبة الاستعمارية و شراء الذمم من الضعفاء و أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا ينقادون الى الحق من عقولهم وقلوبهم و إنما من بطونهم حين تشعر بملء الفراغ .

لذلك أنني أدعو كل مخلص لوطنه اليمن الكبير الذي وصلت به الحالة الى موت سريري ، ننتظر وفاته في أي لحظة !! الى ان يحذوا حذو إخوانهم و زملائهم في كل أجنجة الدولة و مؤسساتها ، و كذلك أدعو كل المواطنين الشرفاء أين ما كانوا ، للعمل من أجل أخذ حقوقهم لأنفسهم و ان يسلكوا و يستخدموا مكافح الفيروسات الثوري ضد هذه الفيروسات المزمنة في كل مكان ، و لا ننسى أهمية تتبع التجار الذين هم أيضاً تحملوا أوزار من أوزار النظام الفاسد في إيقاع المواطن في شباك الغلاء من دون مراعاة للإنسانية و من دون إبداء أي رحمة تذكر بحق المستهلكين اليمنيين ، وهذا الجانب من أجل قطع السبيل لمن يحاول ان يستغل هذه الأوضاع التي تجري حالياً لتحقيق الصفقات التجارية الهائلة كما فعلوا في السابق .