الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٨ صباحاً

إب يا سيادة الرئيس تشكوك إلى الله

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - رداد السلامي :

اليوم هو العيد السابع عشر لقيام الوحدة اليمنية ..المنجز الوطني الذي تآزر من أجل تحقيقه الشعب اليمني وكافة القوى السياسية والوطنية ..الوحدة التي اختزلتها وسائل إعلامك في شخصك الأسطوري.
الوحدة ايها الرئيس العملاق في في أثير الواقع الافتراضي والمجال التخيلي ..الوحدة التي أفرغتها من مضامينها وحولتها إلى مجرد خطابات ومشاريع وانجازات وهمية لا وجود لها إلا في عقلك وأحلام طموحاتك الذاتية.
خطاباتك لم تعد تجدي سيادة الرئيس ..ولا تسقي الضاميء شربة ماء..خطاباتك عكس ما نبغي أو نريد فما تقوله يا سيادة الرئيس مؤسس على قاعدة متينة من الكذب و مصفوفة ممتدة من المواعيد والزيف والخداع..
خطاباتك يا سيادة الرئيس لم تعد تستثير فينا أدنى حماس أو تحرك فينا شعرة عاطفة بقدر ما تذبح فينا ما تبقى من أمل.
سيادة الرئيس :
اذبحنا كيف شئت دون صراخ أو ضجيج ..تفنن في قتلنا وحد شفرات سكاكينك وأحسن القتلة خير من الموت البطيء ..
سئمناك لم نعد نشعر بارتياح نحوك ..
إب التي كلت لها المديح اليوم ومجدت شهدائها تشكوك إلى الله ..ألا تعلم يا سيادة الرئيس أن دم الحامدي لم يجف بعد وأن قطيرات دمائه التي تنزف أسى من سكاكين القتلة المنتميين إليك والمحتمين بقوتك ونفوذك مازلت رائقة لم يصبها التخثر ..
ألا تعلم أن الطاغية أحمد منصور الذي أجلسته إلى جوارك اليوم شرد المئات من أبناء الجعاشن وسامهم سوء العذاب وأخلى القرى من ساكنيها لأنهم لم يدفعوا له ضريبة الهواء والشمس!! محتميا بنفوذك وجبروتك متكئا على قوة سلطتك وهيمنتك !!
أتعلم يا سيادة الرئيس أن إب حزينة لم تعد تتشح ثياب الفرح وأن السماء أمسكت غيثها وهي تستمع إلى تهاويمك وتعاويذك وأن دخان المديح المنبعث من مباخر أذيالك لوث صفائها وأحال زرقتها إلى لوحة سوداء كئيبة.
لا نريد خطابات يا سيادة الرئيس نريد أن نبقي نبضا للحياة هنا..نريد أن نضمد جراحاتنا ..أن ننقذ اللون الأخضر وهو يتسرب من بين أصابعنا ويغتاله جفاف وجود ك القاتل ..
لا تعزف على أوتار أحلامنا فنحن لم نعد أغبياء تستدرجنا إلى أفخاخ العاطفة لتمارس فعل العظمة في ذواتنا وتقتل فينا العقل والمنطق باسم الوطن والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار..
أين منك الآمن وأنت مصدر الخوف..أين الاستقرار وأنت مصدر القلاقل والفتن ,,أين الديمقراطية وأنت المنفرد بنا وسيد الموقف والقرار ..
نحن ضحاياك الذين أحلتهم إلى قوالب جامدة من الغباء والتخلف ...أصوات صاخبة يبتلعها الهواء ..نحن المحارق والمسالخ والكروت وأدوات مستعملة تحركها أصابعك متى تحركت فيك نوازع الجشع والفرعنة ..نحن مطاياك إلى حيث تريد ..إلى مجدك المصنوع من جماجمنا وكرسيك المصبوغ بدمائنا ..
بطل ذكي أنت يا سيادة الرئيس أتعرف لماذا؟ لأنك تسيرنا وفق مشيئتك دون اعتراض ..تحشرنا إلى ساحات محافلك وتذودنا كالإبل إلى مرابضها ونحن نهتف باسمك"عاش الزعيم...عاش البطل"
نصلب صورتك الباسمة بسخرية لاذعة وأنت تتلذذ بغبائنا وعبوديتنا وماز وشيتنا بنشوة منتصر يوناني قديم..
نتمنى يا سيادة الرئيس أن تستخدم ذكائك الاستخدام الأمثل كما استخدمه نظرائك من الجيران أوجدوا دولة المواطن والقانون أحالوا أوطانهم إلى واحات نخيل مثمرة بالشموخ والمطر ونحن أحلتنا إلى شعب لا يجيد إلا التطبيل والتزمير وتنميق الكلمات التي تبجلك ولاصقوا صور وفئران تجارب وكروت إحراق.