الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٥ صباحاً

من لايهتم بأمر المسلمين فليس منهم

عمر بامطرف
الجمعة ، ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
من الأقوال المأثورة (من لايهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) وهكذا حالنا اليمنيين نهتم بكل شئ ونتكلم في كل شئ ونسأل عن كل شئ ونعاند في كل شئ .... ولكن بطريقتنا الخاصة والتي لاتسمن ولا تغني من جوع ... مثلي مثل أي واحد من أبناء هذا الوطن العظيم يبحث عن الحقيقة فيخر عاكفاً فوق وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو المرئية والمسموعة وأحيانا يشدني فضولي وأقضي ساعات طويلة بمراكز الانترنت ولا أبحث عن شئ يخصني أو يعينني في حياتي العلمية والعملية بل أنتقل من موقع إلى آخر ومن صفحة إلى أخرى لأطلع على أخبار هذا الوطن رغم أني لست من رواد ومحبي السياسة لكن الفترة الحرجة التي يمر بها الوطن هذه الأيام تدفع بالصغير قبل الكبير لمعرفة ما يدور حوله .
بالأمس تناولت أغلب المواقع انتفاضة موظفي وضباط دائرة التوجيه المعنوي ولعلها فرصتهم المنتظرة منذ زمن للحصول على أبسط حقوقهم وحرياتهم، أو قد تكون لهم مآرب أخرى ........... لكن القهر والظلم والكبت دفعهم لذلك ومهما كانت النتائج .
في يومنا هذا ومن خلال تصفحي لموقع مأرب برس لفت انتباهي عنوان (طالبوا بتطهيرها من الفساد وإقالة مسؤوليها) فقرأته كاملا رغم أنه شمل الجهاز المركزي للرقابة والمؤسسة الاقتصادية والمركز الوطني وإدارة المرور وبعض الوحدات العسكرية .. إلاّ أنه ومن خلال اطلاعي على التعليقات على الموضوع تركزت جميعها على جهة واحده وهي المؤسسة الاقتصادية اليمنية حيث حاول موظفي هذه الجهة ومثلهم مثل غيرهم من موظفي الدولة المطالبة بحقوقهم المشروعة، لكن سرعان ما قابلهم مديرها العام الأستاذ حافظ معياد بإطلاق الرصاص الحي لينجح في تفريقهم ويثير في قلوبهم الرعب ... عاد هولاء الموظفين وأصحاب المطالب المشروعة إلى منازلهم والحيرة تملا صدورهم لماذا لم ينجح اعتصامهم أسوة بالتوجيه المعنوي أو كلية الطيران أو هيئة الطيران المدني أو أو أو.... فقال البعض ربما لعدم تكاتف وتآزر معظم موظفي الجهة رغم تجرعهم الظلم ،،،، وقال آخر لا ربما لعلاقة مديرهم بكبار رجال الدولة ،،،، وقال ثالث لا هي الحماية الكبيرة والترسانة القبلية والعسكرية والأطقم السريعة التي تحمي مديرهم حالت دون نجاح مهمتهم ..

التعليقات على هذا الموضوع كانت متفاوتة بين مؤيد للمطالب المشروعة وبين مستنكر للنيل من شخص الأستاذ حافظ كونه قامة مؤتمرية من الطراز الأول وأرجع ذلك إلى سعي اللقاء المشترك لمحاولة تشويه سمعته ومكانته العظيمة . لأتفق مع الطرفين وأبدأ بالطرف الثاني المدافع عن شخص الأستاذ حافظ حيث كان دفاعهم عنه مستنداً للمبررات التالية :

1- كونه المتكفل الوحيد بحشد وجمع وصرف المبالغ للجماهير التي تخرج لميدان السبعين كل أسبوع
2- كونه زعيم صقور المؤتمر والرافض لأي تسويه سياسية ومخرج سلمي للبلد
3- ترك العمل الرئيسي للمؤسسة الاقتصادية كجهة تجارية وتفرغ للتنقل بين مخيمات وساحات المعتصمين والمناوئين للثورة والمسميين بـــ ( البلاطجة) في مدينة الثورة وعصر والزبيري والتحرير وغيرها من الأماكن وتلبية حاجاتهم وتوفير متطلباتهم والتي تقدر بمبالغ خيالية
4- كرس جهوده في جمع بعض المشائخ وأصحاب النفوذ والتكفل بصرفياتهم لحماية الديمقراطية والشرعية كم يزعم وحمايته الشخصية
5- خاطر بنفسه وبمكانته بداية الأزمة وأقصد الثورة ونزل ساحة الجامعة ليخليها من المتظاهرين ضد النظام والحكومة
كل هذه الجهود الجبارة كانت مبررات للمدافعين عن شخص الأستاذ

أما الفريق الأول وهم أصحاب المطالب الحقوقية فبنو احتجاجهم على المبررات الآتية :

1- استبعاد البعض من مناصبهم دون وجهه حق
2- استعانة المدير العام بعدد كبير من المستشارين من خارج المؤسسة والدفع لهم مبالغ خيالية أقل مستشار بــ أربعة ألف دولار رغم وجود كفاءات كبيرة داخل المؤسسة والبعض مازال بالتعاقد وبمبالغ زهيدة جدا تتراوح بين العشرين والثلاثين الألف ريال يمني
3- ابتعاد المدير العام عن النشاط المعروف والفعلي للمؤسسة كجهة رائدة في خدمة التنمية وحول عملها إلى نشاط سياسي فقط
4- عقد الصفقات المشبوهة والتي كبدت المؤسسة خسائر فادحة كصفقة القمح المعروفة للجميع مع التاجر الحظا
5- البدء ببيع أصول المؤسسة كبعض الناقلات البحرية والبرية

هذه المبررات كانت من الأسباب التي دفعت المطالبين بإقالة مديرهم ... لكن للأسف الشديد غاب عن ذهن هولاء البسطاء أن الأستاذ حافظ يتمتع بحماية وحصانة أكثر من غيره سواء من وزارة الدفاع أو رئاسة الجمهورية أو قيادة الحرس وحتى من شباب الثورة أنفسهم حتى وإن وصل فساده عنان السماء. فالسياسة الحكيمة التي انتهجها الأخ المدير مع كل الأطراف كانت حكيمة في كسب ود الجميع وإلاّ لما سكت عليه شباب الثورة طوال العشرة الأشهر الماضية رغم علمهم بأنه المدبر والغارم لكل عملية تقف ضدهم وضد ثورتهم.
في الأخير سأترك للقارئ الحكم والله من وراء القصد ..