السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً

الى شباب الثورة ..احذروا الشذوذ الثوري !

محمد حمود الفقيه
الجمعة ، ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من الأشياء التي نسلم بها جميعا هو ان أي عمل كبر حجمه أو صغر يحتاج الى تدبير و تخطيط سليم كي يتفادى الفشل ، حتى و ان كان النجاح يوما ما معرض للفشل الأول و الثاني الى ان يتحقق النجاح كما يقول أديسون المخترع للمصباح الكهربائي ، حيث وصلت عدد تجاربه التي فشلت نحو أربعة آلاف تجربة لكنها وصلت في النهاية الى تحقيق النجاح ، و أنار أديسون العالم باختراعه هذا ، فما يخلو بيت من بيوت الأرض إلا و ظهر شعاع أديسون داخله إلا القليل .

و قد اخترت هذا العنوان لمقالي هذا _ الشذوذ الثوري _ عندما توجست خيفة أنا و من يوافقني الرأي من ظهور بعض الخلافات و الشقاقات في حرم ساحة التغيير بصنعاء ، و نحن لا نشك بأن للمنافقين موطء قدم في كل مكان ، و لم يخلوا حتى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم ، حين كانوا يؤدون معه الصلاة ، لكن الله سبحانه و تعالى الذي طالما يناصر الحق و أهله ليظهره على الدين كله و لو كره الكافرون ، فضح أمرهم و أنزل فيهم آيات تتلى في سورة سميت باسمهم كي يعرف العالمين من بني آدم بحقيقة الطابور الخامس كما يطلق عليهم بالمصطلح الحديث .

و لذلك إخواني شباب الثورة في اليمن الشرفاء ، فلتحذروا من الذين يزرعون الشقاق بينكم و لتنتبهوا من انحراف المسار نحو الشذوذ الثوري ، فمن ينادي على انكم فشلتم أعلموا انه يقودكم الى الفشل ، و من يحاول ان يخرج عن أهداف الثورة ، فهو يسعى لتحقيق من وراء ذلك مكاسب تشتيتية لشمل الثوار ، فهذا قفوه عند حده و ليراجع نفسه و ليعلم ان لكل عمل تخطيط و تنظيم كبيرين ، فالثورة ليست أضغاث أحلام يمكن تفسيرها ، إنما هي عملية تخضع للتنظيم و التخطيط و القيادة ، فإن لم يكن بها قيادة تتبع ، فهي لا محالة هشه و يمكن وصفها بتعبير أدق _ غوغاء _ لا تسمو الى درجة الثورية ، لذلك على جميع الثوار التنسيق فيما بينهم فيما يخص المرحلة الحرجة هذه ، فهي بحاجة الى التعمق بالتفكير الشديد و عدم التسرع بالأحكام التي من شأنها تشوع الفرقة بين الثوار الأحرار و تفتح المجال أمام النفوس الضعيفة لاختراقها .

و أودّ ان أشير الى نقطة يجهلها البعض من إخواننا الثوار الأجلاء ، و هي عدم الانتباه الى المحيط السياسي الدولى و البيئة السياسية الإقليمية التي تحيط بالثورة من كل الاتجاهات ، فلايمكن ان تنمو الثورة من دون ان تتأثر بريح السياسة العالمية أو شمس السياسة الإقليمية مثلا .. فهؤلاء كلهم ينظرون الى اليمن كدولة مرت بالضعف السياسي و الاقتصادي و ليس من الحكمة ان لا ندرك تأثير اليمن على جيرانه و على المنظومة الدولية ، نحن دولة نامية ان لم تكن أصبحت فاشلة الآن !! لهذا نحتاج الى من يأخذ بمقدمة العصا للخروج بالبلد الى بر الأمان ، و أول هؤلاء أصحاب الخبرة السياسية في الداخل بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية ، فمن هؤلاء من اشتعل رأسه شيباً و هو يسبح في السياسة ، ومنهم من له علاقة كبيرة بالمجتمع المحلي والدولي قد يساهم بشكل فعّال في قيادة الثورة الى ماقامت من أجله للقضاء على الظلم و الفساد .

و لن نغض الطرف عن الشهداء و الجرحى و أصحاب الإعاقة الجزئية و الدائمة ، فهؤلاء عمود الثورة و سنامها ، وطالما الثورة ماضية في تحقيق أهدافها المشروعة ، فلابد ان تمر على أبواب المجرمين الذين قتلوا شبابنا و يتموا أطفالنا و هجروهم ، ولكن ما لا يتحقق بالقوة و المنعة يتحقق بالدهاء السياسي و الحكمة ، و مهما طال الزمن أو قصر فلا بد من النيل من المجرم ولو تمتع في أرض الله قليلا فسوف يلقى عقابه الرادع جزاء بما ارتكبت يده ، نسأل الله ان يلم شمل شباب الثورة اليمنية و ان يمنوا بالفوز والنجاح ، و ان تتحقق لنا و لهم أمانينا في بناء هذا الوطن الكبير ..