الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٧ صباحاً

لحزب الإصلاح "الإخواني" نقول: لايراجم بيوت الناس من بيته مبني من زجاج

يحي محمد القحطاني
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بداية نسأل حزب ألإصلاح (ألإخواني) ومليشياته ماذا ستجنون من وراء ما تقومون به من انفعالات وما تسعون إليه من أعمال ألانتقام والإبعاد وتصفية الحسابات الحزبية الضيقة لبعض الكوادر ألإعلامية في التلفزيون والصحافة،وفي اليمنية ،وكلية الطيران، ووزارة المالية، والتربية والتعليم،ووزارة العدل، ,ألأحوال المدنية،التوجيه المعنوي، والتعليم الفني ،ومؤسسة الكتاب المدرسي،وفي الكلية البحرية، والتربية والتعليم، وفي المرور،وحتى دكاترة الجامعة ومدراء المدارس، لم يسلموا من عملية ألإبعاد والتصفية ،لأنهم ساندوا الشرعية الدستورية، ووقفوا مع النظام ، والبعض ينتمي للمؤتمر الشعبي العام، ومن الفئة الصامتة،وتتم هذه الممارسات المخالفة للنظام والدستور ممن يدعون أنهم دعاة الدولة المدنية،ودولة النظام والقانون، فالمدني الحقيقي هو المفترض سلفاً أنه يقبل الآخر،وأنه سيكون أكثر تأهلاً لاحترام الحقوق والحرية والمساواة، وأن أيديولوجيته الوحيدة هي الصالح العام والمصلحة العامة،ولعل أكثر ما يشيع الغموض في حال الإسلاميين أنهم لا يتقنون سوى الاشتغال بالدين والفتاوى ألإسلامية،وقد استخدموه في الدعاية السياسية وفي استقطاب الناس، واستندوا إليه في المناورات والمماحكات على غرار سواهم من أصحاب الأيديولوجيات المختلفة، بل كرروا أساليب مورست من تيارات شتى، شيوعية ويسارية،وما يحدث اليوم في بعض الوزارات والمؤسسات ليس بجديد،فالتهديدات بعملية ألإقصاء والمحاسبة لمن يقفون مع الدولة قد جاء مرارا وتكرارا،على لسان المهندس عبد الله صعتر والشيخ حميد ألأحمر في حق الفئة الصامتة والناس المخالفين لهم بأنهم ملعونين وخارجين عن الدين،وقالوا أيضا أن هناك فئة من المحامين والصحفيين والأطباء والمهندسين من صمت ووقف مع النظام،هذه الفئة وجدت وتربت في حضن السلطة الحاكمة حسب زعمهم ،وهي فئة جاهلة لا تعرف قداسة مهنتها وبذلك فإن الصحفي والمحامي أو الطبيب والمهندس ليس سوى رجل بليد أو منافق رِعدِيد أو ذي مصلحة دنيوية وخلقه غير رشيد ولا مكان له بين الأحرار بل هو أشبه بالعبيد،مثل هذه الملايين التي تختلف معهم بالرؤيا والبصيرة،تستحق في نظرهم الجلد والرجم باعتبارهم مجردي الضمائر،بل أن احد قادة هؤلاء ألإقصائيين توعد هذه الملايين حتى وان كانوا عشرة ملايين حسب قوله بعقوبة ألقتله والسفاحين،،وما حدث في ألأيام السابقة ولا زال يحدث إلى يومنا هذا في بعض الوزارات والمؤسسات ،من عملية استبعاد وإقصاء وتشويه سمعة بعض الكوادر وتصفية حسابات، في حق أناس ليس لهم لا ناقة ولا جمل ومعظمهم غير حزبيين،بسبب تعيين معظم الوزراء في حكومة الوفاق الوطني من أصحاب الو لاءات الشخصية،ووفق رؤى وقناعات تحكمها وتسيطر عليها المصالح ألأنانية والحزبية الضيقة،هذه المعايير الخاطئة لعملية التعيين قد جعل الرؤية غير واضحة لمستقبل اليمن واليمنيين،لأن الوطن وما يمر به في الوضع الراهن من أزمات وصراعات تضعه على محك السقوط والانهيار نتيجة لثقافة الاختلاف التي تمارسها تلك القوى المختلفة على ساحات الاختلاف,فكل أزمة من الأزمات التي يمر بها الوطن سببها الحقيقي الاختلاف المفتعل في المبادئ والثوابت والولاء وعدم التقارب في الرأي وعدم التوافق والتمسك بالمزاعم النخبوية و القبلية العرقية والعنصرية المناطقية والمذهبية التي نمتاز بها عن غيرنا من الشعوب،وحتى لايتحول مفهوم الثورة والتغيير إلى مشروع تدميري للمؤسسات والأخلاقيات،خاصة بعد أن وصلت التجاوزات الأخلاقية إلى مؤسساتنا التربوية والتعليمية حيث يلاحظ أن بعض الطلبة لم يعودوا يتمتعون بأخلاق طالب العلم التي حث عليها ديننا الحنيف فأصبحوا يتطاولون على أساتذتهم، بل ويمدون أيديهم عليهم وخير دليل على ذلك المظاهرات وأعمال الشغب داخل قاعات المحاضرات في جامعة صنعاء ومنع بعض دكاترة الجامعة من التدريس إضافة إلى ترديد شعارات وكلمات جارحة ضد الدكاترة بما لا يليق من طالب علم ضد معلمة، فأين ذهبت أخلاقياتهم نحوا معلميهم، وأين هم من قول الشاعر(إنما ألأمم ألأخلاق ما ذهبت*فإن هموا ذهبت إخلافهم ذهبوا)وكذلك قول الشاعر (قم للمعلم وفه التبجيلا*كاد المعلم أن يكون رسولا)ونقول للإخوة حزب ألإصلاح(ألإخواني) أن شعارات التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة الذي ترفعونه،كلام حق يراد به باطل،فها هيا بشائر التغييرات التي بداء وزرائكم القيام بها في بعض الوزارات والهيئات الحكومية وفي الجامعات الحكومية على طريقة(أبعد مؤتمري وعين إصلاحي)أو (أقلع بصلي وأغرس ثومي) فالتغييرات قد جاءت نتيجة التناقضات الشخصية الناجمة عن الغلو والتطرف والأحكام المسبقة وسرد الاتهامات تجاه الغير،وفق رؤى وقناعات تحكمها وتسيطر عليها المصالح الحزبية الضيقة،فحن ضد الفساد والمفسدين ومع التغيير والتطوير وتعيين الكفاءات والخبرات ومع من يسعي لتحسين ظروف معيشة الموظفين في الوزارات والمؤسسات التي نعمل فيها وهذا مطلب الجميع ولا جدال حوله، وبنفس الوقت لسنا مع من يوظف هذه المطالب المشروعة لصالح حزبه أو جماعته لتدخل البلاد في دوامه جديدة وسيناريو أخر من الفوضى الخلاقة،ليقضي على ما تبقي من البنية التحتية في الوطن اليمني،بفعل السياسة العرجاء لأحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسهم حزب ألإصلاح(ألإخواني)، ومن المفارقات المدهشة أن النزوع إلى تأزيم الحياة السياسية أسلوب سبق وأن تجرعنا مرارته وألأمه ومآسيه قبل وبعد انتخابات 1993م حينما عمدة بعض الأطراف السياسية إلى التمترس وراء سيناريو أعدته سلفاً لنفسها وإرادة تعميمه على الوطن كله رافضة أي حوار وأية مبادرات وأية وساطات وأي رأي مهما كانت صوابيته وعقلانية وموضوعيته وأي طرح يأتي من الأخر أو حتى تنازلات يقدمها الآخرين,وهذه دلاله أكيده على أن النزوع إلى تأزيم الحياة السياسية صار هاجسا يستبد بعقول البعض بحيث صار لا يقبل الرأي الأخر بل أنة يرفض كل شيئي يأتي من هذا الأخر لمجرد الرفض والإيغال في المكايدة والتأزيم مسترشداً بمقولة أصحاب نظريه المكارثيه علي وعلى أعدائي يا رب أوهدم المعبد بمن فيه رغم تعارض هذه ألمقوله مع منطق العقل والصواب ومقتضيات المصلحة الوطنية.

ألا يكفي ما سال من دماء وما أزهق من أرواح بسبب الفتنة التي عملتم على إشعالها؟،ألا يكفي ما خربتموه من المنشآت العامة والخاصة وما دمرتموه من المرافق والوزارات والمؤسسات؟،ألا تكفي تلك الخسائر الباهظة التي لحقت باقتصادنا ومقدرات الوطن، والتي لا يمكن تعويضها إلاّ في عشرات السنين؟،ألا يكفي ركام الدخان والرماد والدماء والأشلاء والمآسي والأحزان وأنهار الدموع التي انهمرت من أعين اليمنيين ومن الزائرين والمشاهدين على ما آل إليه الوضع في اليمن، وعلى ما أصاب هذا البلد من خراب ودمار، ممن استبد بهم العناد والمكابرة، فقرروا هدم المعبد على رؤوس الجميع،هذه الأحزاب السياسية على كثرتها سببت لليمن واليمنيين الكثير من النكبات والكوارث التي لا حصر لها،وتقف إلى جانب المتنفذين الفاسدين،وتحولت إلى أدوات للهدم ونشر الفوضى وزرع الفتن والأزمات،هذه ألأحزاب شوهت الاتجاه الديمقراطي وبناء دولة النظام والقانون والعدل واحترام أدمية الإنسان وحكمت على الشعب أن يظل أسير الماضي وغارق في أوحال الجهل والتخلف والاستبداد ومستنقع التطرف والتشدد والإرهاب و حينما يعشعش التعصب ويستوطن مفهوم الإقصاء في نفوس البعض يغدوا من الصعب على هذا البعض التزحزح عن رؤيته أو مواقفه السلبية لحقوق الآخرين،هذه الأطر واليافطات هي الأساس في المشكلة وفي ثقافة وبنيه المجتمع اليمني الذي كثيراً ما يؤمن بالمسلمات ويحتكم للعرف والسلوكيات ويتمسك بالقومية والقبلية, يجحف بالحقوق والحريات ويقصي المرأة ,ويزوج الصغيرات– يجهض الديمقراطية والمدنية ويكرس القبلية والمناطقية يمارس الفساد ويندد بالفساد يطالب بالإصلاحات ويكترث كل المخالفات،وقد أعجبني شعار رفعوه ثوار مصر(مسلم+مسيحي=مصر) ونحن في اليمن لماذا لم نرفع شعار زيدي+شافعي+سني+شيعي+إسماعيلي+يهودي= اليمن). ،فيأيها الشباب إذا كانت ثورتكم سلميه وتنشدون التغيير وتريدون الإصلاح يجب أن يكون مساركم أخلاقي ونهجكم أنساني وأهدافكم نبيلة وأدوات التغيير لديكم مسئوله وتعبيراتكم وأرائكم في إطارا لأخلاق الحميدة إن أردناها ثورة يؤرخها التاريخ وتتعلمها الأجيال كثوره حيه في قاموس الثورات،ويجب أن لا نجافي الحقيقة ونتحامل على كل المسئولين الذين سبق وأدو دورهم ومن ضمنهم ألأخ/ر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء السابقين وتحميلهم كل المشاكل السياسية والاقتصادية والإدارية والتي حدثت في اليمن،سواء نجحوا أو فشلوا فقد يكون هناك نجاح نسبي وفشل نسبي، وعلينا واجب الاحترام لهم بعد خروجه من السلطة بنفس القدر الذي كنا نوليهم إياه إثناء وجودهم في السلطة لأننا لو عملنا غير ذلك نكون من المتملقين ونسبغ الزيف على كل قيمنا ومشاعرنا وسلوكنا،وعلى قيادة وكوادر حزب ألإصلاح(ألإخواني) والذين عشعشت في رؤوسهم بعض الأوهام أن يتقوا الله في بلادهم وأن يتوقفوا عن إلحاق الأذى بهذا الوطن، الذي كلما خرج من نفق دفعوا به إلى نفق آخر، خاصة وأن الاستمرار في هذا المسلك سيكون ثمنه باهظاً عليهم وعلى مجتمعهم وعلى الوطن، وسيجرهم قبل غيرهم نحو الهاوية، عملا بالمقولة(لا يراجم بيوت الناس من بيته مبني من زجاج) ولهم شعار يؤمنون به ويطبقونه (من لم يكن معي فهوا ضدي) وهم متعصبون ولا يقبلون الرأي والرأي ألأخر،وحزب ألإصلاح (ألإخوتي)لم يتغير فيه إلا بعض الوجوه وبعض الأسماء وبعض الألفاظ ،وسوف يواصلون أسلوبهم في المراوغة والتخفي,لأن الديمقراطية بالنسبة لهم حفلة تنكرية يشاركون فيها ليستولوا في نهايتها علي السلطة,وعندئذ تسقط الأقنعة, وتنكشف الوجوه،وهذا يعتبر أمرا مقلقاً لدعاة الدولة المدنية الحقيقية، وسيبقى مثاراً للتوترات في المستقبل في حالات النكوص عن الشعارات التي كان يرددوها طيلة أمد ألأزمة السياسية،وحتى لايكون حالي وحال المواطن اليمني مع حزب ألإصلاح كحال الشاعر عباس المطاع والذي كتب الكثير من الأناشيد الثورية لثور 26 سبتمبر الخالدة مثل أنشودته المعروفة(يافرحتنا يافرحتنا الله بارك في ثورتنا) وعندما بداء الثوار يمارسون التصفيات لخصومهم السياسيين كتب أنشودة معاكسة للأنشودة الأولى قائلا(ياجردتنا ياجردتنا الله عاقبنا بفعلتنا) والجميع يعلم أن قيادة المؤتمر الشعبي العام وقواعده لم يمارسوا عملية ألإقصاء والاستبعاد وتصفية خصومهم السياسيين من الوظائف العامة خلال ممارستهم للسلطة قبل قيام الوحدة اليمنية أو بعد قيام الوحدة،ونقول للأحزاب اليسارية والأحزاب القومية أنة سينالهم عملية ألإقصاء والتصفية والإبعاد بمجرد ألأنتها من المؤتمر الشعبي العام وسيكون حالهم إن وقفوا صامتين ومتفرجين على الفوضى الخلاقة التي يمارسها حزب ألإصلاح مع شركائه من المشايخ والقبائل ضد بقية ألأحزاب فسوف تكونوا الهدف الثاني وسيكون حالكم كمن يقول (ذبحنا يوم ذبح الثور ألأسود)عندها لن ينفع الندم ،وبالمقابل نحذر حزب ألإصلاح من التمادي في هذا المخطط ألإجرامي من عملية التصفيات والإقصاء والتشهير بالكوادر الوظيفية وسيكون الرد عنيفا ضدهم وسيكونوا أكثر تضررا من غيرهم من ألأحزاب،إذا فلت الزمام وزاد الخارق عن الرقع وستواجههم عناصر غبر ملتزمة بتعليمات أو توجيهات حزبية،وربما تمتد عملية الفوضى إلى المساجد والمدارس وقد نشهد مشادات وصراعات في الجوامع أثناء الصلاة والخطب وسيكونوا أمام الحكمة القائلة من حفر حفرة لأخيه وقع فيها عندها لن ينفع الندم وحالنا معهم سيكون، وعلى الباغي تدور ألدوائري خاصة وأن المراهنة على المجهول لايمكن أن تكون نتائجها مأمونة لأحد، فمن يزرع الشوك لن يحصد سوى الحنظل المر،وسند فع مكرهين فاتورة الجهل والفشل وقلة الكفاءة وأنانية المسئولين الذين أضاعوا أعمارنا وأهدروا ألإمكانيات والطاقات على مذبح الفساد والفاسدين والناهبين لحقوق الناس والشعب وأموال ألدوله،لتعمير قصورهم وزيادة أرصدتهم في البنوك الخارجية والمحلية،وكل ذلك على حساب خراب ديارنا وتدمير حياتنا وتمزيق أواصر ألقربي والمحبة والشراكة والإخاء الوطني وكل ما يقربنا من بعضنا البعض.والله من وراء القصد والسبيل.