السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٣ مساءً

ما الذي يخبئه المستقبل لليمن ؟!

موسى العيزقي
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لاثة عقود من الزمن أفرزت صراعات متعددة، وتحديات جمَه ألقت بضلالها على مختلف المجالات، ومن هذه التحديات القضية الجنوبية، والوضع الاقتصادي المتردي، وقضية صعدة، وغيرها من القضايا التي سنستعرضها في هذه التناولة السريعة:

أولاً: القضية الجنوبية وابرز التحديات القادمة:

لم يعد الحديث عن الانفصال مجرد دعاية انتخابية عمل على إذكائها النظام الصالحي خلال سنوات طويلة، بل باتت المخاوف واضحة العيان، من هذا التحدي، ومن قبل جميع الأطراف فحسب مصادر فإن أطراف العمل السياسي وأثناء توقيعهم للمبادرة الخليجية بالرياض، أبدو قلقهم الشديد حول القضية الجنوبية.

وذكرت المصادر أن قيادات خليجية أكدت على بذل مساع مشتركة وبذل جهود كبيرة من اجل العمل على تقريب وجهات النظر بين القيادات الجنوبية المختلفة، في مسعى لإيجاد حل في إطار الوحدة الوطنية.

· وذهبت مصادر إلى وجود جهود تبذل من قبل المملكة العربية السعودية لغرض الوصول إلى أرضية مشتركة يتفق عليها كل الفرقاء الجنوبيون، للدخول في حوار وطني شامل يتمخض عنه الخروج برؤية مشتركة حول مستقبل القضية الجنوبية.

· وكانت حكومة الوفاق قد تعهدت برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة بوضع آلية متكاملة بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر عقدها في (21) فبراير المقبل، لحل الكثير من القضايا العالقة وذلك من خلال الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني شامل لمناقشة كل قضية على حده، وإيجاد حل عادل ومنصف لها.

· ثانياً: مستقبل تنظيم القاعدة في اليمن:

في تقرير نُشر مؤخراً كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن معلومات مثيرة للجدل حول مستقبل تنظيم القاعدة والعمليات العسكرية الأمريكية ضده في اليمن، حيث أشارت تلك المعلومات إلى أن طائرات بدون طيار أمريكية زادت من دورياتها في اليمن، وبدأت البحث عن أهداف للتنظيم، حيث نشطت عملياتها العسكرية لاسيما بعد اغتيال زعيم القاعدة الروحي ( أنور العولقي).

وذكرت المعلومات إلى أن نظام الرئيس علي عبد الله وباكستان وإفريقيا ووكالة الاستخبارات الأمريكية الجنرال( ديفيد باتريوس) على توجيه ضربات أمريكية لمواقع وأهداف للقاعدة داخل أراضي اليمن، وهو ما يدل ذلك على عدم علم النظام اليمني وأجهزته الأمنية والمخابراتية بحادثة اغتيال القيادي ( أنور العولقي).

ومع اندلاع ثورة الشباب السلمية قالت الصحيفة أن الولايات المتحدة استغلت الفراغ السياسي، والاضطرابات الأمنية في اليمن والتي أحدثتها الثورة الشبابية وزادت من عملياتها العسكرية فوق اليمن.

وكشفت المعلومات عن رغبة أمريكا في نقل مركزها من باكستان وإفريقيا إلى اليمن، وإنشاء قاعدة هناك.

وأكدت الصحيفة أن المدة الزمنية تتراوح في ( ثمانية أشهر إلى عامين).

وتؤكد الواشنطن بوست أن عملية بناء هذه القاعدة لم تكن مسألة استجابة لدواعي أمنية ولكنها ربما تجاوز للسيادة غير الموجودة على الأرض اليمنية.

ثالثا: بقاء الرئيس صالح
زادت حدة المخاوف لدى بعض السياسيين اليمنيين حول إمكاني، (بقاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح وممارسته للعمل السياسي، خصوصاً بعد وجود تأكيدات من قبل رموز في نظامه حول استمراره في العمل السياسي من خلال ترأسه لحزب المؤتمر الشعبي العام.

حيث طالب النائب البرلماني عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، ( شوقي القاضي) في تصريح صحفي له بضرورة إخراج صالح وأولاده من البلاد، وقال القاضي : أن اليمن لن يستقر طالما وصالح ما زال موجودا على أراضيه.

إلى ذلك يتخوف الكثير من نشطاء العمل السياسي، من استمرار أفراد عائلة صالح بالإمساك بزمام الأمور في المؤسسة العسكرية والأمنية، وعدم وجود نص صريح في المبادرة الخليجية يوضح المدة المحددة لبقائهم في مواقعهم.

وقد ارتفعت حدة تلك المخاوف بعد تصريح المبعوث ألأممي الدولي لليمن جمال بن عمر حول عدم وجود ما يمنع أقارب صالح من ممارسة العمل السياسي.

أيضا بقاء صالح في القصر الرئاسي وممارسته لبعض المهام -وإن كانت لا تتعدى بعث البرقيات والتهاني لبعض زعماء وملوك الدول وبالذات العربية، في الغالب- إلا أن ما بدد تلك المخاوف هو إصداره قرار العفو لمن وصفهم بمرتكبي حماقات، وغيرها من القرارات التي وضعت اليمنيين أمام تساؤلات عدة مفادها ما الفائدة من نقل صالح مهامه لنائبه وممارسته لبعض الأعمال في نفس الوقت، وتواجده في القصر الرئاسي؟!

إلى ذلك دَع السفير الأوروبي في صنعاء إلى ضرورة أن يضطلع النائب ( عبد ربه منصور هادي) بدوره كرئيس فعلي للبلاد، وشدد السفير الأوروبي على ضرورة أن يمارس هادي صلاحياته كرئيس للبلاد، مؤكدا أن صلاحيات النائب وفقاً للمبادرة الخليجية تحد من تدخلات الرئيس الفخري( علي عبد الله صالح)، وأن الأولوية تقتضي أن يضطلع هادي بدوره كرئيس فعلي للبلاد.

من جهة أخرى دعاء العديد من أعضاء البرلمان النائب هادي إلى تحمل المسئولية والقيام بممارسة صلاحياته الدستورية وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية.

رابعاً: اللجنة العسكرية والمهمة الصعبة:
يذهب الكثير من المراقبين إلى القول بأن اللجنة العسكرية التي تشكلت بقرار من النائب هادي بداية الشهر الجاري، وفق ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، -يذهب إلى أن هذه اللجنة أهم من حكومة الوفاق -نظراً للتحديات الصعبة التي ستواجهها هذه اللجنة- والمتمثلة في إنهاء مظاهر التسلح، والتوتر، وإعادة الجيش إلى ثكناته، ودمج المنشقين، والعمل على هيكلته... الخ

وهي مهمة عسيرة تتطلب العمل بوتيرة عالية، وبتحرك سريع لإنهاء تلك المهام بشكل عاجل.

خصوصاً و المرحلة الراهنة هامة وحساسة جداً، ونقطة فيصليه في تأريخ اليمن الحديث، وتتطلب العمل بجدية عالية، ونية مخلصة، من قبل جميع الأطراف من اجل إنجاح اتفاق نقل السلطة خلال الفترة المحددة بـ(90) يوم، وتنفيذ كافة بنود الاتفاق دون نقض أو نقصان.

خامساً: الحوثيون والدولة الجديدة؟
شيئاً فشيء بدأ الحوثيون يمدون نفوذهم على أراض ومناطق واسعة من الدولة.

فبعد سيطرتهم شبه التامة على محافظة صعدة، أمتد النفوذ الحوثي إلى المحافظات والمدن المجاورة لها.

ويرى الكثير من المراقبين أن قضية صعدة تشكل ابرز التحديات أمام مشروع الدولة الجديدة، ما قد يؤدي إلى حدوث تصارع جديد بين الدولة والحوثيين، خصوصاً في حال عجز الساسة عن وضع حلول منصفة وعادلة، وتبني مشاريع تحتوي كافة أبناء الوطن وتكفل لهم حقوقهم المشروعة والقانونية.

سادساً: الوضع الاقتصادي
ينظر اليمنيون إلى الحكومة الجديدة بنوع من التفاؤل خصوصاً بعد التطمينات التي يبعث بها أعضاء فيها حول تبني خطط وبرامج ستعمل على تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد.

وعلى الرغم من التفاؤل المفرط الذي قد يبديه البعض إلا أن الكثير ما زال متشائماً من قدرة الحكومة على تلبية كل المطالب الشعبية، ومواجهة تلك التحديات المعقدة التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.