الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٧ صباحاً

الحصبة وما أدراك ما الحصبة..!

موسى العيزقي
السبت ، ٣١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
الحصبة لا تقع في جبال ( التورا بورا) بأفغانستان، ولا في مدينة (وزير ستان) الباكستانية، وليست في جنوب لبنان، ولا معقل لتنظيم القاعدة، ولا تحتضن عناصر من حماس، الحصبة حي يقع في الشق الشمالي للعاصمة صنعاء، ويوجد فيه العديد من الوزارات والمؤسسات بينها وزارة الداخلية التي لا يبعدها عن منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر سوى قرابة 300 متر، وكذلك وزارة التجارة والصناعة، ووزارة الصحة العامة والسكان، ومبنى الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وكذلك معسكر النجدة، ويقع إلى الشمال الغربي مبنى التلفزيون.

يعد حي الحصبة المنطقة القبلية الأولى في العاصمة صنعاء نظرا لوجود منزلي الشيخ (عبد الله بن حسين الأحمر)، شيخ مشايخ قبائل حاشد، وكذلك منزل الشيخ (محمد بن ناجي الشايف)، شيخ مشايخ بكيل،ويوجد بها أكبر سوق تجاري، ويحدها من الجانب الغربي معسكر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء( علي محسن الأحمر)، كما يوجد في حي الحصبة مبنى حزب المؤتمر الشعبي العام، ( المقر الرئيسي)والذي لا يبعد سوى 200م عن مبنى الشيخ الأحمر، وكذلك مبان حكومية أخرى مثل (وزارة الكهرباء والمياه، والمواصلات)، كما أنه يحدها من الجانب الشرقي حي الشيرتون حيث توجد السفارة الأمريكية هناك.

إضافة إلى العديد من المؤسسات والشركات الإعلامية والتجارية المختلفة..

. حظي حي الحصبة باهتمام إعلامي وسياسي كبير منذ اندلاع شرارة الثورة الشبابية السلمية، وإعلان الشيخ(صادق الأحمر) زعيم قبيلة حاشد انضمامه إليها، ومساندته لها، حيث مثلت مسرح المواجهات الأولى التي شهدتها العاصمة صنعاء بين الجيش وأنصار (الأحمر).

كما حظي أيضاً باهتمام طرفي النزاع، حيث سعى كل طرف إلى الحصول على نصيب الأسد، والسيطرة على معظم المؤسسات الحكومية والعسكرية.

لقد تعرض سكان الحصبة لأبشع أنواع البطش والتنكيل بسبب الاشتباكات التي حدثت -والتي -عادة لا تميز بين من يحمل السلاح ومن لا يحمله.

كذلك الأمر بالنسبة للتجار والباعة المتجولون فقد كان لهم النصيب الأكبر مما تعرض له هذا الحي من قصف وعدوان أدى إلى تكبدهم خسائر فادحة بسبب إغلاق محلاتهم التجارية طوال فترة المواجهات، ناهيك عن النهب والسطو المنظم الذي طال هذه المحال، وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة,

لقد التقيت ببعض النازحين من منطقة الحصبة،ومن أصحاب المحال التجارية، وشرحوا لي حجم المعاناة، والأذى الذي لحق بهم وبذويهم والذين ينتظرون بفالق الصبر عودة الهدوء إلى هذا الحي لكي يعودوا إلى منازلهم ومحلاتهم، ويباشرون حياتهم من جديد.

ختاماً.. لقد صدق من قال بأن الحرب دمار، لا تميز بين المعتدي والمعتدي عليه، فنار الحقد والغل تحرق جميع المتصارعين، ولم تقتصر عند هذا الحد بل تمتد لتطال أولئك الأبرياء من الأطفال والنساء، الذين لا ناقة لهم مما يجري ولا جمل ..!!