الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٨ صباحاً

الرئيس المنتظر إلى متى سيظل صامتاً ؟!

موسى العيزقي
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
منذُ توقيع المبادرة الخليجية في الرياض، وهدوء (23 نوفمبر) صار الفريق عبد ربه منصور هادي الرجل الأول في البلاد، وبات يتصدر المشهد السياسي اليمني الجديد.
ما يميز هذا الرجل أنه يعمل بصمت مطبق،وهدوء تام، وهو ما اكسبه ثقة المجتمع الدولي والأطراف السياسية اليمنية.
هادي الذي ظل طوال (16)عاماً (نائباً في الظل)، بات اليوم الرئيس الفعلي للبلاد، ومن بيده التحكم بشئون العباد.

لجئ هادي إلى شمال اليمن قبل إعلان الوحدة بين الشطرين، تقلد العديد من المناصب القيادية والعسكرية كان على رأسها توليه منصب ( وزير الدفاع) العام 1994م، ثم (نائباً لرئيس الجمهورية) في نفس العام.

ومع اندلاع ثورة الشباب السلمية كان ينُظر لهادي باعتباره جزء من نظام صالح، ولم يحضى بأي اهتمام إلا بعد أحداث جمعة ( دار النهدين)، حيث حضي باهتمام داخلي وخارجي نظراً لتوليه مهام( رئيس الجمهورية) الذي نقل إلى العربية السعودية للعلاج.

عمل هادي مع مختلف الأطراف،ونجح في تسويق نفسه، ما أكسبه ود المجتمع الدولي، وثقة المعارضة اليمنية، وبدأ يسحب البساط من تحت أقدام صالح دونما أدنى احتكاك، أو رد فعل.

الخوف من دفع الضريبة
لا أحد يستطيع التنبؤ بما تخفيه الأيام القادمة لليمن ومستقبله، كذلك الأمر بالنسبة للنائب هادي، فهو على ما يبدو لا يحبذ أن يدخل في صراع مع أفراد عائلة صالح خصوصاً وهم ما زالوا يمُسكون بالمؤسسة العسكرية، والمناصب القيادية بالدولة.

أيضاً يبدو أن هادي لا يُريد الخروج عن طوع الرئيس السابق صالح، خلاف ما قام به طنطاوي مصر الذي كان السبب في الإطاحة بنظام حسني مبارك.

جوهر الاختلاف بين نظام صالح ونظام مبارك أن الأول ثبّت أفراد عائلته والمقربين منه بمفاصل الدولة الرئيسية، بينما اكتفى الأخير بوضع نجله جمال في قيادة الحزب الوطني.

يبدو أن هادي لا يُريد التطاول على صالح ربما من باب رد (الجميل والمعروف) وهو ما يمكن استشرافه من خلال خطابه أمام اجتماع اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، بتاريخ (27) نوفمبر، حيث قال أنه لا يستطيع العمل بدون دعم الرئيس علي عبد الله صالح، وحزب المؤتمر الشعبي العام، أيضاً إشادته بصالح وبحرصه على تجنيب البلاد من الدخول في أتون حرب مدمرة حد قوله.

رئيس خلفي ورئيس صوري
بين الفينة والأخرى يحاول الرئيس ( الخلفي) علي عبد لله صالح إثبات إنه مازال يُمسك بالعصا من المنتصف، والدليل على ذلك محاولته تصدر المشهد الإعلامي بقوة من خلال التصريحات واللقاءات التي غالباً ما يكون النائب بجواره ليثبت للعالم بان هادي لا يستطيع العمل من دونه.

لقد ثبت أن هادي لا يستطع امتلاك حق اتخاذ القرار والانفراد به وقد تلجئ ذلك من خلال اختيار أسماء مرشحي المؤتمر لشغل المناصب الوزارية في حكومة الوفاق الوطني،حيث لُوحظ تكرر وجوه مقربة من صالح ومواليه له، مع وجود معلومات تفيد بحدوث خلاف بين صالح وهادي حول حقيبة ( وزارة الدفاع) وغيرها من الحقائب.

ختاماً.. يبدو أن الفريق عبد ربه منصور هادي لا يحب الظهور أمام وسائل الإعلام وهو ما لوحظ عنه حتى اللحظة، فعلى الرغم من اعتباره الرئيس الفعلي للبلاد إلا أنه لم يطلع بمؤتمر صحفي، أو يلقي خطاب سياسي، أو تصريح، ناهيك عن مقابلة، وهو ما يدل على حبه للعمل من خلف الكواليس، بعيداً عن عدسات الكاميرا، وأعين الناس.

كذلك لم يصدر عن هادي تصريح يبُين فيه وجهة نظره، وتعامله مع الأحداث التي تشهدها الساحة، بمعنى أخر لم يحدد موقفه من ثورة الشباب السلمية.