الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ صباحاً

ايران حين تحتل العالم العربي

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً

في هذا الجو العربي المنتكس جدا تعطى البطولة لمن من رفع صوته عاليا وقال أنا ضد اسرائل أو ضد الاحتلال ولان هذه اللغة هي المحركة للشعوب العربية المغلوب على أمرها كان على البعض الدخول الى قلوب الجماهير من هذه النافذة وبكل تأكيد فإن الظاهرة الكلامية حين يتجاوزها البعض للقيام بشيء عملي سيكون هذا البعض في نظر الشارع الذي لايرى غير العمالة ملهما ومبعوث العناية الإلهية ويجب التعاطف معه وهذا ماتلعبه إيران من خلال تأجيج صراعات لمن هم محسوبون عليها فكريا أما مع عدو الشارع العربي الأول اسرائل باعتبارها دولة احتلال وإما مع الحكومات العربية باعتبارها بظلمها وعمالتها العدو الثاني في نظر المواطن العربي لتخلق أولا بونا بين الحكومات وشعوبها المتعاطفة مع التمرد بدافع مشترك (ظلم الحكومات) ولتهيأ الجو ثانيا لنشر فكرها في هذه المناطق حتى يسود الولاء الشعبي لها كما هو حاصل من بعض الجهات الفكرية وحينها تكون قد حققت أهدافها بأقل الخسائر اضافة الى الاستعطاف المباشر والمحرج ربما للوضع الرسمي العربي السني من خلال الزوبعات التي نسمعها بين الفينة والأخرى من أحمدي نجاد إيران عنتر بن شداد القرن الواحد والعشرين.

صدق الشارع العربي أن نصر الله حقق نصرا على إسرائيل وصدقوا خطابات النصر التي ألقاها نصر الله وبشكل مباشر على مرمى مسدس من الطائرات الإسرائيلية التي لم تجرب يوما اغتيال السيد حسن وصدقوا أن الجنود الاسرائليين كانوا خائفين جدا وفي النهاية يحسب الشارع العربي كل هذه المكاسب الوهمية لإيران وتتسلم إيران درع البطولة. في اليمن ولان الشعب يتمتع بزيادة من الغباء العربي ربط الناس بين تمرد بدر الدين الحوثي المدعوم إيرانيا لإرساء قواعد الفكر الشيعي بعد الانتشار السني الملفت في الآونة الأخيرة بدعم سعودي وبين ظلم الحكومة وبين مايمر به الوطن من أزمات مع أن الشباب المؤمن( الإيراني الدعم) لم يرفع يوما أي من هذه الشعارات وجل مار فعه شعارات حقيقة في البداية تتعلق بالجانب الفكري تدعي أحقيتهم بالحكم وبالوطن وبالخمس وشعارات استهلاكية في النهاية تقول (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) سارعت الحكومة اليمنية لسحب السفير اليمني من إيران وطردت سفير إيران لديها وإيرانيين آخرين اكتشفوا متلبسين ولهم صلات بالحرب من بعض جوانبها وتناولت الصحف اليمنية وبشكل علني العلاقة الإيرانية بحرب صعده وأهدافها ومع ذلك فقد أدى هذا العمل أكله فالمعارضة رغم جدية الموقف وقفت على الحياد مع دعوات لوقف الحرب من الجانب الحكومي متناسية الوساطات المقدمة من جانب السلطة ومطالبة التمرديين بتسليم الأسلحة عن طريق بعض مشايخ القبائل اضافة الى الدعم الخفي لبعض الناشطين وتشجيعهم على إقامة ندوات تحتشعار (معا ضد الحرب)

في تقديري أن معا ضد الحرب المصطلح الجميل والمحبب تعني (معا مع المخططات الإيرانية) مع مع أهدافها في المنطقة , وهذا يبين أن المعارضة تبحث عن مكاسب شخصية وإن كانت في هذا البحث تلعب بورقة الأزمات التي يمر بها الوطن كونها الورقة الرابحة لاستهماج الشعب. لقد حققت إيران نجاحات كثيرة ومتنوعة في السنوات الأخيرة وكان للعداء الأمريكي السني باعتبار ان القاعدة محسوبة فكرا على السنة الدور الأبرز في تهيئة الجو بمختلف طرقه إعلامي وغيره للحكومة الإيرانية لمد نفوذها ومع ذلك تقع في هفوات كبيرة حين تسيطر شهية الانتقام على النفس لتفقدها شهية التفكير بمكاسب بعيدة او قريبة المدى فإذا كان نصر الله والحوثي قد حببا إيران بفكرها نوعا ما في قلب الشارع العربي فإن طريقة إعدام صدام قد أعادت الأمور الى بدايتها ومع ذلك فلا يأس ومازال هناك متسع من الوقت لعمل الكثير والكثير فشيعة اليمن والبحرين والقطيف والكويت وحسن شحاتة في مصر وباقي المناطق التي بدأت تمتد إليها الأيادي الإيرانية سيلعبون أهم الأدوار في السنوات المقبلة خصوصا وأنهم مع الحكومة الإيرانية يحملون ولاءً مطلقا بخلاف الجماعات السنية مع الحكومة السعودية التي لايحمل الولاء المطلق منها سوى الفكر إلجامي(أتباع محمد أمن ألجامي).

في النهاية لست مع السلطة ضد بدر الدين الحوثي ولست مع السنة ضد الشيعة أنا مع الوطن ضد التمرد مع المواطن ضد فساد السلطة أيضا