الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ صباحاً

عام جديد بمتغيرات وطنية جديدة

محمد هادي
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
عام 2011 عام مضى فيه ما فيه من المعاناة والتحولات في حياة شعوب المنطقة،، وذهب إلى غير رجعة بأقداره المحزنة والمفرحة، ودخل عام جديد (2012 م) الذي يأمل كل العالم بشعوبه وأنظمته وزعمائه أن يحققون فيه النصر والتقدم والقوة، فثمة متغير طرأ على الساحة العربية والإسلامية يترقب الجميع ما يكشفه القدر عنه، ألا وهو متغير ثورات الربيع العربي التي ظهرت في واقع الأمة العربية بين عشية وضحاها، ونتج عنها تغير ورحيل العديد من الأنظمة العربية، مع تباين واختلاف في أساليب وطرق إزاحة تلك الأنظمة عن كاهل الشعوب والجاثمة على صدرها لعقود طويلة من الزمن.

إن تلك الأنظمة والزعامات التي ارتضت بواقعها ومنهجها الفاشل التي ساست به شعوبها متسلحة في ذلك المنهج بمعايير الظلم والاستبداد والفساد واختلال موازين الحق والعدل فيها، وتفشي البطالة ومصادرة حقوق الشعوب في العيش الكريم، وإهدار المال العام لصالح حثالة باغية من المجتمع لا تفقه من حقوق شعوبها شيئاً، ماذا عليها لو كانت تلك الأنظمة والقيادات تلتزم المنهج القويم والسوي في إدارة شعوبها فتحكم بالعدل، وتقسم بالسوية، وتعطي كل ذي حقٍ حقه، وتضع الأمور في نصابها الصحيح في كل شئونها ما كان يحصل ما حصل لكنه قدر الله ومشيئته، إنها ذنوب وجرائم شاءت العدالة الإلهية أن تحكم فيها.

إن (متغير) التغيير الذي طرأ على الأمة العربية لا شك سيغير الكثير من الاستراتيجيات ومسار الحياة السياسية ومن ثم العديد من مسارات أخرى في مجالات الحياة على مستوى المنطقة، لكن هذا التغير يحمل الكثير من التبعات تقع مسئوليته بالدرجة الأولى على الأنظمة السابقة بفسادها وتدميرها لمقدرات وخيرات شعوبها، وسوءاتها المنكشفة، ومع ذلك تبقى المسئولية الكبيرة والثقيلة ملقاة على عاتق رجال التغيير تجاه أبناء شعوبها في كل المجالات خاصة المسار المعيشي والاقتصادي لأفراد المجتمع، ومدى القدرة والكفاءة في رفع المستوى المعيشي لهم وتطوير الوطن ونهضة أبنائه باعتبارهم قيادات بديلة تأمل فيهم الشعوب الكثير في نهضة الأوطان وتحسين الأحوال، ومن المؤكد أن العام الجديد

إن التفاؤل كبير في أن يثمر التغيير الحاصل في واقع الأمة عن قيادة رشيدة وحكيمة تقود دفة الوطن إلى بر الأمان، وتعيد الأمل والثقة في نفوس أبنائه بعد تلك الفجوة الكبيرة التي رسخها انعدام الثقة بين الشعوب وقياداتها، كما أن التفاؤل كبير للسير بالوطن إلى نهضة اقتصادية وثقافية وتعليمية وسياسية بكل اقتدار وإخلاص، فلسنا في حاجة إلى بذل المزيد من الصراعات والأزمات التي أنهكت الوطن، وأهدرت ثرواته وخيراته، كما لسنا حقلاً لتجارب للفاشلين وأصحاب المصالح الدنيئة، والمشككين في قدرات الآخرين من أبناء الوطن ورجاله.
ولا أدري ما الذي يرعب ويؤجج النار في قلوب البعض، حيث يرى بعض السياسيين أو المروجين للشائعات، والذين أخافهم انتشار وتفوق المد الوطني الإسلامي على الساحة العربية والإسلامية، خاصة المد ألإخواني، فذهب بعض المحللين إلى صعوبة وتعقيدات الوضع من فوزهم في انتخابات التغيير العربي القائم، فلا أدري أهو استعجال في الحكم على الآخرين، أم هو تحامل ومرض وغيرة، أم أن الأمر لا يعدو مجرد تكهنات وتخوفات ليس إلا، أم أنه التنافس والحقد بين أصحاب الأفكار والقوى السياسية المتعددة، أم أن هؤلاء الإخوان جاءونا من كوكب آخر فهم غريبون علينا ولا يفهمون عالمنا!! لا أدري.. لكن ما ينبغي أن نثق فيه ونؤمن به إيماناً جازماً أن الشعب هو من يختار ويحدد مساره وحاكمه، وأن أوطاننا أمانة في أعناقنا بعيداً عن كل الأهواء الذاتية والمزايدات السياسية، والأفكار الشاذة.

كما علينا أن نعي وندرك تماماً أن عين الشعب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه موجهة على رجال التغيير الحكماء الذين أحسوا بهموم شعبهم وعايشوا معاناته، فالكل ينتظر منهم التغيير الإيجابي المنشود في كل مناحي الحياة، وخاصة ما يهم الناس في حياتهم اليومية بتوفير الحد الأدنى إن لم يكن الحد الأعلى من الخدمات وضرورات الحياة المعيشية، وكلنا نرفق بحكومة التغيير ونشفق عليهم.. فالمسئولية كبيرة، والتبعات كثيرة، والقضايا الوطنية العملاقة في انتظار جهودهم المباركة، وحلولهم التغييرية المنصفة، ونقول لهم إن الله معكم ولن يتركم أعمالكم.. وإلى عام جديد مبشر بكل خير إن شاء الله، وكل عام والوطن في خير واستقرار وأمن وازدهار.