الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٥ مساءً

كيف تصبح اليمن كندا

فايز القريحي
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
كندا دولة رائدة في التنمية والتقدم الحضاري والإنسجام في تناغم الأعراق كما انها في مصاف الدول التي تطبق وتمنح الحقوق والحريات للإنسان حتى وصلت مرحلة الاكتفاء إلى حد ٍما وبدأت ثم استمرت في حماية حقوق الحيوان ومعظمكم يعلم أنه إذا تعرض أي حيوان لموقف خطير من الممكن أن يودي بحياته سواءً في كندا وأمريكا أو في أوروبا تقوم الدنيا ولاتقعد حتى ينقذون هذا الحيوان الضعيف ياسبحان الله ..هنا تتجلى الرحمة الربانية وأخلاق الاسلام السمحة وهذه الأفعال بعينها مستمدة من الحضارة الإسلامية التي أثْرَت العالم بجمالها وحسنها وفنها لقرون عديدة مديدة.

أخواني القراء جلكم يعلم الحديث المشهور للرسول صلوات الله عليه وسلامه الذي يقول فيه (( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لاهي أطعمتها ولاسقتها إذ حبستها ولاهي تركتها تأكل من حشاش الأرض ))
والحديث الآخر الذي يقول فيه الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم (( بينما بغي من بغايا بني إسرائيل تمشي فمرت على بئر ماء فشربت وبينما هي كذلك مر بها كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فعادت إلى بئر الماء فملأت موقعها –أي :خفها –ماء , فسقت الكلب فغفر الله لها )), شتان بين مصيري المرأتين . وهنا نلاحظ أن كفة الزانية رجحت على الأخرى بسبب فعلها الحسن مع الكلب

وأما عمر وماأدراك ماعمربن الخطاب الذي كان من أعدل الناس والذي روي عنه أنه قال ( لو عثرت دابة بضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق ياعمر ) ا هـ ,هنا في هذا الموقف يتبين لنا أنه لو مد الله في عمرِ الخليفة عمر او اي من الخلفاء الراشدين أوعمر بن عبدالعزيز أو هارون الرشيد لكانوا أحرص بكثير على حقوق الانسان والحيوان والنبات أيضاً وكثيرة هي الأمثلة الدالة على رقي وسمو الاخلاق السمحة في التاريخ الإسلامي الذي وصل إلى أوجّه وقمة عظمته في القرون الماضية , وكما قال الشيخ عائض القرني لو أن عمر بن الخطاب كان شخصيةً أوروبية لحضي بشهرةً لايضاهى فيها أحد أو كما قال , وأزيد على ذلك قولاً من عندي انهم لكانوا أخرجوا الأفلام والمسارح وألفوا الكتب وأنواع الأدب والفن تغنياً واحتفاءاً بهذا الشخص .

وقد كنت أقرأ أحد المقالات للكاتب الدكتور خالص الجبلي حين كان ينفث بواعث الأمل بمقاله قائلاً ( أنه يمكن لأي بلد أن يسبق كندا فكلها مستويات من الحضارة , ومفاتيح التغيير لعلها أمران التعليم والقضاء على الفساد كما جاء في مذكرات رئيس وزراء سنغفورة في نقل البلد من العالم الثالث إلى الأول ) أهـ. كلام بليغ أختصر فيه التحدايات لنقل مستوى الحضارة في كلمتين الكلمة الأولى هي التعليم وهي عبارة عن القراءة والكتابة فتقدم أو تخلف الحضارات إنما يقاس بمقدار القراءة والكتابة لديهم وأما الفساد فمحاربته من أشرف المواقف لأن الفساد يفسد في يومين مابنيناه في سنين وقرون من حضارةٍ وعلمٍ وأخلاق وبناء وتشييد .

وفي أحد الأيام قبل شهر أو شهرين في وقت الغداء كنت أشاهد برنامج إضاءات الذي يقدمه الأخ تركي الدخيل حينما كان يجري مقابلة مع الكاتب الدكتور خالص الجلبي حيث أعجبتني كلمة قالها لتركي الدخيل ( أن الأمة التي تعدل هي الأمة الأقرب إلى الله )وكان يقصد بها كندا وألمانيا وأوروبا بشكل عام وأنا أزيد عليها إضافةً وتوضيحاً أكثر لما قاله الدكتور بأن الأمة الغير مؤمنة كلما عدلت هي أقرب إلى ميزان الله وأما الأمة المؤمنة كلما عدلت فهي أقرب إلى ميزان الله وأيضاً إلى رضا الله سبحانه وتعالى

أخواني القراء اسمحو لي أن أختتم بتعقيب خفيف على احداث الثورة التي نعايشها في هذه الايام واذكر قول الله تعالي (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) صدق الله العظيم , ذكرت لكم هذه الاية الكريمة لأنكم تعلمون أن جل الأسماء المشهورة التي أيدت وساندت الثورة إنما هي نيران على أعلام من علماء أجلاء وأدباء وكتاب وأكاديميون ومهندسون وأما الجهة المضادة للثورة فمعظم أسمائها تحوي الكثير ممن يتصفون بصفر على الشمال ودعاة لتصدير الجهل والإقصاء وأكثر ماأكره عندما أرى رجل ذا منصب يتصف بالجهل والكبرياء في آنٍ واحد وأكثر ماأضحكني في هذه الأيام هي جمعة (وإن عدتم عدنا) التي دعا إليها البركاني.