الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٩ مساءً

قناة سهيل والمتاجرة بالأرواح والدماء..

جلال الدوسري
الاربعاء ، ٠٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
لقد أصبحت على قناعة تامة بعد أن كانت تراودني مجرد شكوك حول الخط الإعلامي لقناة سهيل الفضائية وماتنتهجه من أسلوب في سبيل الوصول إلى تحقيق ماأجده ليس إلا مصالح شخصية ضيقة لملاك القناة ومن تتحدث بإسمهم..

وفي الأونة الأخيرة تأكد لي بما لايدع مجالآ للشك أن هذه القناة ليست ثورية ولا لها في الثورة لامطيط ولاسليط ,وأن ماتقوم به هو متاجرة بأرواح ودماء الأبرياء من ثوار اليمن الأحرار الذين أنتفضوا بإستقلاليةٍ مطالبين بإسقاط النظام والتحرر من الظلم والقهر والتسلط والإستبداد..

إلى قبل أقل من عام لم أكن أعلم عن قناة سهيل سوى إسمآ؛حتى حلت ثورات الربيع العربي فكانت المناسبة التي أجدها الأن غير حميدة في متابعة شبه دائمة لما تبثه هذه القناة ,حيث وجدت نفسي مغرر بي من خلال ذاك النهج والخطاب الإعلامي الثوروي الخالص..

وحتى بعد التوقيع على مبادرة العار الخليجية؛يلمس المتابع الحصيف أن بريق ثورويتها الخداع بدأ يخفت وإن حاولت إظهار ثباتها عند موقفها المخادع أصلآ..وهنا وجدتني أراجع حساباتي وليتأكد لي أنها ليست سوى قناة تحزبية تعصبية, تدار بعقلية قبلية ثأرية وليست ثائره..وذلك حين أعدت شريط ذاكرتي إلى الوراء قليلآ, ووجدت أن تغطيتها لما تعرضت له مدينة تعز- في حينه- من حصار شامل ,وقصف متواصل ,وقمع سافل,كانت تغطية منعدمة تمامآ إلا في الحالات التي كانت تكثر فيها الأرواح المتطايرة ,والدماء المتدفقة ,والأشلاء المتناثرة,حيث نجدها وقد نفخت في الصور ,وأعلنت حلول يوم النشور ,وما أسرع ماتغيب الصورة, وتعود إلى اللقاءات المحصورة, واللقطات المبتورة ,

والأناشيد المسطوره,ولتتشاكى وتتباكى لما يحدث فقط في حي الحصبة وصوفان ,وأرحب ونهم اللواتي أقتلعهن الطوفان..
وحين عدت إلى مسيرة الحياة الراجلة ,التي أنطلقت من تعز الباسلة إلى صنعاء البطلة؛ لم تقم القناة بأي تغطية تذكر لهذه المسيرة على مدى الأيام التي سار بها الأحرار ,حتى كان الوصول إلى مدخل العاصمة في جولة دار سلم بداية نهاية المشوار ,فكانت قناة سهيل هناك بالإنتظار ,وهي على موعدٍ مع مادةٍ إعلامية تجذب إليها الأنظار, ولتنتشي مبتهجة بما ستحققه من إنتصار ,على حساب أرواح ودماء الشهداء الأبرار ,الذين تربص بهم الثعلب المكار ,بتهاونٍ من أحزاب اللقاء المشترك الغدار ,الذي قبل ووقع وبدأ بتنفيذ إتفاقية العار ,مقابل نصف سلطةٍ لا يستطيع فيها إصدار أو رفض حتى نصف قرار..