الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٦ صباحاً

مسيرة الكرامه عنوان وطن

صالح السندي
الأحد ، ٠٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٢ صباحاً
مسيرة الكرامه تخط بالخط العريض ملحمه تأريخيه جديده قادمه من ارض السلم والايمان , تترجل الامل وتقتفي قوافي العزة والكرامه , قادمة من ارض الحديدة المسالمه لتسطر ..هنا البراكين هبت من مضاجعها ..وتنقل الصوره الحيه والكريمه والتضحيات الجسام لتلك المدينة السائره في درب الثورة العارمه .. وتجسد شخصية الروح الحديديه السمحه المسالمه بطيبتها وبساطتها ونقاء معدنها , جاءت بشهدآئها وتضحياتها مثلها مثل باقي المدن الثوره حاملة مشعل الحرية والعزه والكرامة..مغمورة فخورة بما قدمته وما تقدمه للثورة وللوطن ..

في ظل تجاهل كبير ومتعمد لمسيرتها وصحوتها من تأريخ انطلاقتها الاولى من شوارع المدينه المسالمه , وصمت مريع غير مسبوق في مسيرة الثوره واحداثها وتقلباتها .. فهل الأقدام السمراء لأهل الحديده الشرفاء والاحرار لا ترقى لمستوى التغطيه الأخبارية ؟ , أوليست جديرة بمتابعة سير مسيرتها وتحركاتها لحظه بلحظه ؟؟ .. ام أن للسياسه نظره أخرى فيما يجري من ورآء الكواليس , ومن اهداف تخطها ايادي الساسه وتصوغها بمشتهاها وتحكم بها مسيرة الثورة ونهجها وتطلعها بما يناسب هواها السياسي المتقلب ؟..

هذه المسيره التي أتت نتاجا طبيعيا حتميا للظلم والدكتاتورية الأسريه المتربعه على عرش مملكة سبأ , تنتفض لتزيل عنها صدأ السنين من التهميش والاقصاء والابعاد من مواقع مركز القرار, وتتجسد اليوم في مسيره قطعت الاشواط والمسافات الطوال لتصل في طريقها الى صنعاء , حاملة مشعل العزة و الكرامه , وتعيد للثوره وهجها وبريقها الذي كاد أن يختفي ويتلاشي في ظل التخبط الحاصل وعدم الاستقرار في موازين امور اللحمة اليمنيه وتناقض الارادات الوطنية وتصادم المصالح السياسيه مع إرادات الشعوب , وبالكاد نسمع اخبارها ونفتش عنها في زحمة التهميش والتعتيم الاعلامي المفرط بحق مدينتنا الحديده وثوارها الاحرار ..

هكذا ارادت سياسة اليوم للمسيرة ان تصمت وان تجند تحركاتها وتشوه مسيرتها وتصبغها اصباغ مختلفه تروق لمزاجها السياسي ومصلحتها الحزبية وتخرجها من مضمونها بل واتهمتها بشق الصف واللحمة الوطنية وانها مدعومه من جهة ما وتنتهج نهج ما يضر بالوطن - حسب تصوراتهم - والصقت عليها التهم المختلفه لتنفر عنها عامة الشعب وينأى المواطن العادي عنها غير عابئا بها , وحاصرتها فصرت لا تراها الا في عيونها الراجله , وكم صادفنا هذا التساؤل المحزن لمرات عديدة .يتسائل احدهم لماذا هذا التعتيم الاعلامي للمسيرة ؟؟ .

.واذ ننادي بوجوب الوقوف مع هذه المسيره وإستقبالها إسوة بمسيرة الحياه , وتغطيتها اعلاميا , ونؤكد على سلميتها وهدفها السامي ضمن المشروع الثوري الحضاري الانساني الوطني السلمي , نتمنى أن الاصالة اليمنيه السمحه مازالت عنوان كل يمني حر وتاج للعروبه متمثلة بكرم الضيافه وحسن الاستقبال ..

وهنا نتسائل ماذا اعددنا لهؤلاء الرجال وماذا قدمنا لهم بعد قطع كل تلك المسافات , وتحمل الجوع والعطش والبرد ومرارة السفر ومشقة الطريق ؟؟ هل ستخرج الساحات لإستقبالهم والتضامن معهم ؟ وهل ستجتمع الملايين للوقوف معهم صفا ويدا واحده ؟ وهل ستنثر الورود بين اقدامهم عطرا وشذا .؟. وهل سنزودهم بالماء والزاد ونمسح عنهم متاعب السفر ومشقته ؟؟

الثورة كيان واحد وجسد واحد لا يتجزأ ولا يتقسم حسب المدن والمحافظات ومختلف التوجهات الفكريه والعقائدية , فالثورة احتضنت منذ بداياتها مختلف المكونات الحزبيه والمذهبيه والفكريه , وصارت جميعا تتغنى بعيد الوطن وتأريخه وتسطر للزمن تحولات عظيمة لا تنسي وتسطر بمآء الذهب في صفحات التأريخ اليمني المعاصر , ومواقف بطوليه لا تمحى من الذاكره , وتقدم الشهدآء تلو الشهدآء بلا تجزء ولا تميز الا كونها دمآء يمنية على ارض يمنية , والحديده بسفرائها جوهرة الثورة , وعمادها المنيع وباكورة عشقها الاول للامل والحرية .

فقد شاركت المسيرات واشعلت الثورات والتحفت الخيام وتحملت برد الشتاء لأجل وطن مذبوح من اقصاه الى اقصاه , لتراه يوما ما ينعم بالحريه والعداله والمواطنه المتساويه .. إن التعتيم الاعلامي لما يحصل لهذه المسيرة , لاتفسير له إلآ أن ظاهرة المسيرات البين مدنيه وبين المحافظاتية لدى اصحاب القرار- فرقاء الامس وشركاء اليوم- ظاهره مجتمعيه ثوريه غير ناجعه , ولا تخدم مصالحهم السياسيه الوقتية الضيقة ..لذا عمدت الى غض الطرف عنها وإقصائها من الشريط الاخباري اليومي ومواقع النت والصحافه - الا فيما ندر من صحافه حره وطنيه خالصه- .. فالا يحق لتلك الاقدام ان تستقبل افضل استقبال يليق بمقامها . وان نوفر لها الحماية اللازمة . ام اننا سنتفاجئ بمن يقول .. ما كان لهذه القدم أن تكافئ بالقتل ؟؟!! كما حدث في مسيرة الحياة ..!!!