السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٧ صباحاً

مسيرة الأمل ..!!

موسى العيزقي
الاثنين ، ٠٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ صباحاً
حُظيت مسيرة الحياة التي انطلقت من محافظة تعز مروراً بمحافظتي اب وذمار، وصولاً إلى العاصمة صنعاء مشياً على الأقدام- حظيت باهتمام سياسي وإعلامي وشعبي وجماهيري كبير، وعلى المستويين ( المحلي والخارجي)،وأهتزت لهيبت قدومها كراسي القتلة والمجرمين والفاسدين.

لقد أثبتت هذه المسيرة أن شباب الثورة قادرون على فعل المستحيل، من أجل انتزاع حقوق المواطن المسلوبة، وإعادة الأموال المنهوبة، وتضميد جراح وآلا لام المدن والمحافظات المنكوبة..!

كما وتدلُ هذه المسيرة على أن أبناء تعز الأحرار لا يرّضون أبداً بالذل والهوان، فخّرجوا في مسيرة راجلة، لا مثيل لها، ليُسطروا لنا من خلالها أروع معاني الصبر والتضحية والفداء،خصوصاً وتعز قدمت لهذه الثورة ومنذ لحظة انطلاق شرارتها الأولى و التي كانت هي صاحبة السبق في تفجيرها- حيث قدمت العديد من الشهداء والجرحى الابرياء، ودفعت ثمن حصولنا على الحرية والعيش حياة آمنة مطمئنة ثمناً باهضاً، حيث أمتلئت فاتورة التضحيات بالعديد من أسماء الشباب والفتيات، ناهيك عن الدمار والخراب الذي لحق بهذه المحافظة الشمأ، وبأبنائها الشرفاء والعظماء.

إن تجهيز مسيرة بهذا الحجم، وبهذه الطريقة، وبهذا الحشد المليوني يحمل في طياته معانٍ عظيمة، ودلالات كبيرة، مفادها أن تعز إذا غضبت فلا شي يُرضيها، وإذا قررت الخروج على فاسد فلا يمنعها عن ذلك أياً كان ولو كلفها الأمر أن تضحي بأغلى ما لديها وهم شبابها، ونساءها، ورجالها البواسل والأوفياء.

ختاماً.. ( مسيرة الحياة) شيءٍ عظيم أذهل الناس جميعاً، فأي قوة وراء ذلك، وأي أرادة فولاذية تلك التي جعلتهم يقطعون مسافاتٍ طويلة مشياً على الأقدام رغم اشتداد حرارة الشمس، وقساوة برد الليل، إلا أنهم آبوا إلا أن يواصلوا المسير .

أن مسيرة الحياة فعلاً أعادت الأمل والحياة إلى جميع أبناء الشعب، كما نفخت الروح من جديد في جسد الثورة، وأعادت للثوار اعتبارهم الذي بدأ يتلاشى مع توقيع المبادرة الخليجية، ورفعت من معنوياتهم، و جعلت الشباب – لاسيما – المستقلون في وضع يُحسدون عليه كون منظمو هذه المسيرة غالبيتهم من الشباب غير المتحزبين !!