الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٥ مساءً

اثر المتغيرات الداخلية على الانتخابات الرئاسية المبكرة ألتوافقيه في اليمن

عبدالحميد جريد
الاثنين ، ٠٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
في بداية فبراير من عام 2011م خرج الشباب اليمني في كثير من محافظات الجمهورية اليمنية مطالبين بإسقاط النظام اليمني وطوال مدة زمنية مستمرة حتى كتابة هذه السطور لازال الشباب اليمني متواجد في الساحة بنفس مطالبهم السابقة بالرغم من الشوائب والاختلافات التي حدثت في أوساط الشباب منذ قدوم المسيرة ( مسيرة الحياة ) التي قدمت من تعز إلى صنعاء وراح ضحيتها الكثير من أبناء الشباب اليمني الشرفاء وكما نعرف أن المجتمع الإقليمي ممثلا بمجلس التعاون الخليجي قدم مبادرة بماركة المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة لإنهاء الأزمة السياسية بين الأطراف السياسية حسب زعمهم غافلين بذلك موقف الشباب إزاء ذلك ومع كل ذلك فقد تم التوقيع للمبادرة الخليجية من قبل الأطراف السياسية في اليمن بتاريخ 23/11/2011م بحضور كل من ساهم في إقرار المبادرة الخليجية وكان من أهم البنود التي أوردتها المبادرة الخليجية هي على أن تكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين وتم الاتفاق على ذلك من قبل الأطراف السياسية وتم تشكيل الحكومة الائتلافية وإعلان يوم 21 فبراير من قبل الرئيس بالا نابه عبده ربه منصور كيوم للانتخابات الرئاسية المبكرة الذي ستخرج البلاد من الدوامة التي تعيش فيها هذه اللحظة ومع الاهتمام من قبل اللجنة العليا للانتخابات باجراءت هذه الانتخابات والإعداد لها كي تتم بطريقة ديمقراطية تكون هي المنطلق للمرحلة القادمة الذي ينتظر لها الكثير من أبناء الشعب اليمني بفارغ الصبر إلا انه وفي المرحلة الجارية نلاحظ إن هناك الكثير من المتغيرات الداخلية التي طرأت على الساحة اليمنية قد ربما تأثر على مسيرة ونجاح العملية الانتخابية للانتخابات الرئاسية المبكرة من خلال هذه السطور سنترف على بعض المتغيرات وهي كالتالي:-

الأطراف السياسية في اليمن ( المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك):-
وكما هي العادة التي نلاحظها بين الإطراف السياسية الممثلة بالمهاترات والاتهامات الداعية للتخوين السياسية من كل طرف للطرف الآخر حيث انه في المرحلة الجارية صرحت مصادر من قبل أحزاب اللقاء المشترك أن الرئيس صالح يحاول بكل السبل تعطيل المبادرة الخليجية عن طريق مواصلة ممارسة مهام لم تعد من صلاحياته الدستورية التي نقلت إلى هادي، كترؤس اللجنة الأمنية العليا التي لم يعد لها وجود، في محاولة منه لخلط الأوراق وإظهار هادي بالقيادي الضعيف وغير القادر على ممارسة صلاحياته الدستورية، ما دفع الأخير إلى إبلاغ رعاة المبادرة الخليجية بأنه سيترك صنعاء إذا استمر صالح في التدخل في صلاحياته وانتهاك المبادرة حيث وقد كانت الخلافات بين هادي وصالح قد ظهرت مؤشراتها في المداولات التي تخللت الاجتماع الموسع الذي عقده الرئيس صالح الأسبوع الماضي مع قيادات اللجنة العامة وأعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام وتسببت في مقاطعته لاجتماع مماثل كان مقرراً الخميس الماضي وبالمقابل كانت هناك اتهامات وجهها رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر وأمينه العام المساعد سلطان البركاني إلى هادي ب “الانحياز إلى المعارضة والتسبب في إضعاف حضور اللجنة العسكرية المشكلة برئاسته”، منوهة بأن هادي أبدى استياءه من مقاطعة البركاني له خلال إلقائه لكلمة أعقبت الخطاب الموجه إلى الرئيس صالح الذي حمّل فيه المعارضة مسؤولية تصاعد موجة الاحتجاجات المطلبية في المؤسسات الحكومية حيث تمثل كل هذه الاتهامات والمهاترات السياسية الذي تقوم بها الأحزاب السياسية في اليمن هي عبارة عن نقطة لزعزعة الاستقرار في البلد الذي بدوره سيؤدي إلى التوتر في أوساط الشعب مما يقوم بتقويض العملية الانتخابية القادمة
.
الحراك الجنوبي :-
مايلاحظ في المحافظات الجنوبية من قيام مظاهرات قام بها الكثير من أبناء المحافظات المطالبين برفض الدخول في الانتخابات الرئاسية المبكرة حيث قاموا بحرق بطائقهم الانتخابية في بعض تلك المحافظات مرددين بشعارات تدل على عدم دخولهم الانتخابات القادمة ومن ناحية أخرى يرى بعض من المحللين السياسيين بان الكلام عن مقاطعة الانتخابات في الجنوب سابق لأوانه مستدلين بان من يمسك اليوم بزمام الدولة هي شخصيات من الجنوب ممثلة بعبده ربه منصور ومحمد باسندوه الذي ربما يغيرون الأحداث الجارية اليوم إلا أن هناك خيفة مما ظهر مؤخرا من قبل الإعلام الحكومي ممثلا بصحيفة 14 أكتوبر من دعاية للأخ علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني بعد الوحدة اليمنية عام 90 م ورئيس الشطر الجنوبي اليمني قبل قيام الوحدة وحسب ما ورد على لسان الصحيفة (: "ذكرت مصادر مقربة من الرئيس على سالم البيض أنه يدعم بقوة إقامة مهرجان التصالح والتسامح في الأسبوع القادم المقرر إقامته فى مدينة عدن. وبحسب المصادر فإن البيض دعا كافة أبناء الجنوب إلى التلاحم والتراحم وطي صفحة الماضي دون رجعة والانتصار لدماء الشهداء الذين زهقت أرواحهم في سبيل حرية الجنوب، والذين يجب أن يشعروا بالراحة الأبدية فى قبورهم كوننا ماضين على طريقهم)) وبعد غياب استمر لمدة طويلة من
بعد حرب 94م إلى اليوم تظهر تلك الصحيفة الرسمية شخصية البيض وتصفه بالرئيس يلاحظ من خلال ذلك نرى أن هناك إرادة يحاولون أن يصبغوها لاستقلال الجنوب وان يعودوا باليمن إلى مرحلة ماقبل الوحدة . كما نرى أن الحراك الجنوبي ينقسم إلى فصيلين، يطالب الأول بفك الارتباط مع دولة الوحدة بشكل فوري ويرفض أي مشاركة سياسية قادمة، بينما يدعو الثاني إلى مشاركة سياسية في إطار الوحدة على أساس إقامة نظام "اتحاد فدرالي من إقليمين شمالي وجنوبي وكل ماحدث ناتج على الممارسات الخاطئة المستبدة التي مارسها النظام اليمني السابق وجعل كل البلاد في حراك ومايهمنا في هذه المقالة إننا نعرف انه إذا استمر الوضع في الجنوب كماهو عليه اليوم سيعيق بذلك الوصول إلى العملية الانتخابية وان وصلت المرحلة إلى الانتخابات فان الانتخابات ستكون منقوصة ومبتورة لأنها لم تمثل كل أطياف المجتمع اليمني .


الجناح السياسي والعسكري للحوثي :-
أشهر يوم الخميس الموافق 5/1/2012م في صنعاء حزب سياسي جديد على أسس تنظيمية دقيقة، قال مؤسسوه انه يمثل عددا من علماء الدين والمفكرين ومشائخ وشخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وشباب وناشطين من مختلف مناطق وشرائح المجتمع اليمني تحت أسم (حزب الأمة) ويقول احد مؤسسين الحزب محمد مفتاح إن الجديد الذي جاء فيه حزب الأمة أن فكرته ليست قادمة من خارج اليمن، وإنما هو حزب مؤسسي منذ ولادته، ولم ينشأ في الغرف المغلقة، وهو ملكاً لكم بكل وضوح وشفافية".مضيفاً" كما أن الجديد الذي سيقدمه حزب الأمة هو شراكة وطنية،واستقلال القرار السياسي الذي فقد كما ذكر أن عبدالملك الحوثي بارك وأيد الحزب آملا ان يحرز دوراً فاعلاً وايجابياً في مضمار الصحوة الشعبية الرافضة لكل أشكال التبعية والارتهان لقوى الاستنكار العالمي حسب زعمه كما توجد بعض الرؤى حول ذلك بعضها تدل على أن الحزب منشق من حزب الحق والبعض الآخر يقول أن الحوثي لم تكن له أي صله بذلك لكن من خلال متابعة الإحداث السياسية نرى إن هناك ارتباطات وثيقة بين طبقة السادة ( الهاشميين ) في حزب الحق وحزب ألامه وحركة الحوثي الذي الكل يعمل وفق
نظرية محدده وهي الارتباط الوثيق بالمذهب الزيدي حيث تمثل الكل أحزاب إسلامية ومهما حاول البعض إخفاء الحقيقة حول تكتل تلك الأحزاب تحت جناح واحد يمثل الطبقة الهاشمية متمثل بجناح سياسي يمثل الأحزاب المذكورة وجناح اخر عسكري يمثل حركة الحوثي ومع إننا نلاحظ أن الشعارات الموجودة في صعدة وفي ساحات التغيير التي تنص على العداء لأمريكا وإسرائيل وكما نرى من خلال شباب الصمود الرفض الكامل للتدخل السعودي في اليمن بحسب الاختلافات المذهبيه نود أن ننوه وكما هو معروف أن الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن جاءت كأحد بنود المبادرة الخليجية الذي ستكون محل الرفض من قبل تلك التكتلات والذي ستعمل على إفشال أي خطة تؤدي إلى مرحلة إنجاح العملية الانتخابية في اليمن

نتيجة لثقافة الاستبداد والاستحواذ التي مورست في الشعب اليمني لأعوام مديدة ونظرا لعدم وصول الشباب اليمني إلى مرحلة احترام الآخر وترك ثقافة ( الأنا ) شهدت ساحة التغيير لقوى المعارضة بالعاصمة صنعاء صراع نفوذ حاد ودامي بين مكوناته تطورت خلال أيام إلى معارك كر وفر سقط فيها عدد من الضحايا وسط تعتيم إعلامي حيث كانت تلك الصراعات تاتي متفرقة من بداية الثورة وخاصة بعد إعلان الائتلافات حيث اذكر إني حذرت في بعض مقالتي في بداية الثورة أن الائتلافات في الثورة الشبابية هي ستكون وبالا على الثورة حيث أن الكل سيدعي ويطالب بالشرعية السياسية بحسب أن له الأولوية في الثورة وهذا ماحدث بالفعل وبالعودة إلى الصراعات المتفرقة إلا أنها وبعد وصول مسيرة الحياة إلى صنعاء بلغت
أوجها حيث تمثلت الصراعات بين كل من شباب الإصلاح وبين شباب الصمود الذي يسعى كل منهم بتجذير أحقيته في قيادة الثورة وهذا ماكان نتاج عن الائتلافات في بداية الثورة كما صرح بعض السياسيين إن الوضع سيزداد خطورة إذا ماغيرت تلك الفئات ( الإصلاح , الحوثيين ) نظرتهم وموقفهم تجاه الثورة وتجاه البعض ومع أنهم كشباب في الساحة رافضين للمبادرة الخليجية إلا انه في الأخير اتضح إن الكل يهدف إلى إرضاء قيادتهم العليا والمعروف أنها مختلفة الآراء تجاه المبادرة الخليجية
وكما هو معروف رفض الشباب لتكوين حزب سياسي في الثورة متفقين أن تسوية حزب لهم سيقوض الثورة الشبابية عن بكرة أبيها ويحطم الحلم الذين قاموا من اجله من البداية إلا انه ونتيجة للتصرفات الذي حدثت داخل الساحة قام بعض الشباب بتأسيس حزب سياسي يمني يوم السبت الموافق 31/12/2011بصنعاء يمثل ائتلافات ومكونات شبابية يمنية من داخل ساحة التغيير بصنعاء وشباب مشاركين ومساهمين في الثورة اليمنية وناشطين وحقوقيين وإعلاميين باسم (حزب التغيير الديمقراطي )كحزب سياسي ليبرالي شبابي مدني.,وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيدا من التعقيدات السياسية داخل الساحات اليمنية وإذا مااستمرالوضع كما هوعليه اليوم فان الأمور ستؤول إلى أشياء لم تحمد عقباها .

خلاصة
من خلال ماسبق نلاحظ إن كل التغييرات الداخلية ستؤدي إلى إجهاض إلى العملية الانتخابية الممثلة بالانتخابات الرئاسية المبكرة التوافقية بافتراض أن كلما زادت المعوقات لتنفيذ المبادرة الخليجية كلما زاد احتمال عدم إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة حيث أن الانتخابات الرئاسية المبكرة تعتبر هي المخرج الوحيد مما تمر به اليمن اليوم وكما يحذركاتب السطور من الأحداث التي ستقع بعد وصول مسيرة الكرامة القادمة من الحديدة إلى العاصمة صنعاء حيث أن اللجنة التنظيمية في ساحة التغيير بصنعاء تطرح شروط على المسيرة نتمنى أن تصل المسيرة بعيدا عن كل ماحدث في مسيرة الحياة . متمنيين من الله أن يحفظ اليمن وأهله من كل مكروه وان يحيي ضمائر اليمنيين جميعا لبناء دولة يمنية مدنية حديثة .