الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٥ صباحاً

هادي.. هل سيصبح الرئيس الوحدوي الذي نبحث عنه ؟!

محمد حمود الفقيه
الثلاثاء ، ١٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يكفينا من الثورة السلمية أنها طمست كل شئ يتعلق ب علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المخلوع الذي احتل ذاكرتنا منذ سنوات الطفولة الى ان بلغنا ثلاثة عقود من عمرنا ، حيث أنني اتذكر يوماً و أنا في الثالثة من عمري عندما كنت العب أنا و من معي من الصغار في القرية ، سمعنا صوتاً يدل على ان طائرة تحلق فوقنا ، فنظرنا الى السماء فوجدناها مروحية هليوكبتر تحوم فوق رؤسنا ، فناديناها بسرعة كبيرة العبارة التالية : ( عاش علي عبدالله صالح .. عاش علي عبدالله صالح ) و كانت الفرحة قد غمرة قلوبنا آنذاك ، خاصة أننا رأينا البسكويت يتساقط علينا من الطائرة ، فزدنا مهللين و مكبرين بنفس العبارة السالفة الذكر .

ولم نكن نعلم حينها ان هذه العبارات التي كنا نرددها كانت تدل على الوفاء لزعيم” الجمهورية العربية اليمنية “ في ثمانينات القرن الماضي ، و لم يتذكرها صالح يوماً ليعكس معانيها تجاه أبناءه اليمنيين ، إنما دقت مشاعره ليزيد علواً و استكبار على من كان يكنّ له الولاء من الكبار و الصغار ، كنا نردد هذه الجملة _ عاش علي عبدالله صالح _ آملين أن نعيش عيشاً كريماً في كنف سلطته و حكمه لليمن ، وحالمين برغد العيش الذي ننتظره من خططه و برامجه و سياساته الداخليه الذي سار عليها خلال حكمه لليمن .

الحين و قد مرت من أعمارنا سنين و لم نشعر يوماً أننا عشنا حياتنا كعيش (صالح )حياته ، شردنا من ديارنا و تهجرت فرحتنا معنا ، حتى أبنائنا الصغار لم تغمرهم الفرحة بوجودنا يوماً ، ذلك أننا غبنا عنهم طويلا ً نبحث عن ما يقتاتوا به أنفسهم ، كل يوم يخرج طفل المغترب يبحث عن أبيه بين جيرانه فلا يجده .

و ها نحن اليوم على مفترق طرق بعد ان أطاحة الثورة السلمية الرئيس صالح و نظامه ، فهل سيكون هادي الرئيس الوحدوي المنتظر ، خاصة و نحن نسمع ان الفجوة يوما بعد يوم تتسع بينه و بين صالح و معاونيه ، وهذا الذي نريده من التغيير الحقيقي في اليمن ، و لابد لشباب الثورة ان يسلمّوا بهذا الأمر .

إنني على يقين ان عبد ربه منصور هادي كان قد آمن بالثورة السلمية بقلبه ، و لكنه لربما كانت المخاطر تحوم بجانبه ، و هو يعرف جيداً تأريخ صالح السياسي الذي يرافقه الإجرام حيث لا يتورع بالنيل منه متى ما تأكد من إيمانه بالثورة التغييرية ، و لذلك فإني أدعو شباب الثورة الذين هم عمود التغيير و ذروة سنامه ، أن يقفوا مع هادي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن ، فهو في اعتقادي الشخصية الوحدوية التوافقية بين جميع الأطراف اليمني و من ضمنها الحراك الجنوبي الذي يطالب بفك الارتباط بين أبناء البلد الواحد ، و قد يكون هو الرئيس الذي تنطبق عليه مواصفات المرحلة المقبلة و من بينها الحفاظ على وحدتنا اليمنية ، لذلك يجب علينا ان نكون أكثر حكما ً و حلما ً لتدبير فترة ما بعد صالح ، و لا ننجر وراء الأهواء الشاذة التي تحاول الاصطياد بالماء العكر فتعكر صفوة ثورتنا و تجهض جهدا ً لا يقل عن جهد الأم لحملها ولدها تسعة أشهر من الزمان .

على حكومة الوفاق أيضا ًأن تعمل بدون كلل أو ملل مع هادي ، وهذا باعتقادي كفيل بتحقيق كامل أهداف الثورة اليمنية السلمية ، قد ينتقدني بعض القراء ، لكن هو واقع نعيشه و لا مناص منه ، و حسب تحليلي سوف تبيّن لنا الأيام ذلك و تشرح لنا تفسير ما ذكرته لكم في هذا المقال ..