الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٨ مساءً

الثورة ,,,, أداء ورقابة

عباس القاضي
الثلاثاء ، ١٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
عندما خرجنا إلى الساحات نفترش الأرض ونلتحف السماء ونتوسد الأرصفة, خرجنا نبحث عن وطننا المنتهكة كرامته, المبددة ثروته, النازفة جروحه, ونحن نعرف أن خروجنا هذا ليس نزهة أو سياحة, مدركين أننا سندفع ثمنا باهظا من دمائنا وجروحنا ووقتنا, وذلك لما عرفناه من بشاعة ذلك النظام الذي حكم أكثر من ثلاثة عقود.

فقد عمل خلال هذه الفترة في هذا الشعب تجهيلا وتزييف وعي وربط مصالح ضيقة مع أفراد محدودين من أجل بقائه, أغدق عليهم من أموال الشعب فأصبحوا يربطون مصيرهم بمصيره, لهذا كان اقتلاع جذور النظام جد عسير والمخاض شديد الألم.

والآن ونحن قد وضعنا عربة القطار في مسارها الصحيح لتحقيق أهداف ثورتنا من خلال مسارات متعددة :

القبول بالمبادرة الخليجية : لبينا فيها الدعوات الإقليمية والدولية لتجنيب اليمن ما هو أسوأ ولقطع الطريق أمام هذا النظام من تعزيز تحالفاته المشبوهة مع كثير من هذه الدول .

كذلك إضعاف ما تبقى من النظام باستبدال بعضا من وزرائه بوزراء كانوا معنا في الساحات من خلال حكومة الوفاق, فلم تعد يوم الثلاثاء - يوم اجتماع مجلس الوزراء - يوم شؤم على الشعب اليمني.

إخماد جذوة الإعلام المتغطرس والذي دأب على تقديس رأس النظام , وتزييف الحقائق وقلبها.

ثورة المؤسسات : والذي نأمل أن تحقق بعضا من أهداف الثورة دون كلفة في إزاحة الفاسدين من هذه المؤسسات الذي أصبح فيها الفساد والمحسوبية تزكم الأنوف.

والذي يقودون هذه الثورة كان معظمهم مع النظام أو الفئة الصامتة, عندما وجدوا تهاوي رأس النظام , دفعتهم الوطنية والقيم الكامنة فيهم بأن ينتهزوها فرصة للانقضاض على أولئك الذين كانوا يهددونهم في وظائفهم وارزقاهم إن هم انضموا للثورة أو لم يجاروهم في حمل المباخر والحشد في السبعين.

الشباب المرابطون في الساحات : ومعظمهم يرى ما تحقق ما هو إلا البداية, وتحقيق آمالهم تكمن في إقامة الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون, دولة المؤسسات, بعد محاسبة القتلة الذين أزهقوا الأرواح, وهذا لا يتحقق بمجرد الأداء فقط, ولكن يحتاج إلى رقابة فاحصة لمتابعة تحقيق هذه الأهداف وسلامة الإجراءات في جميع الفعاليات سواء المحققة منها أو التي تحت التحقيق أو المنشود تحقيقها.

والرقابة بأي حال ليست خفرا في الذمم أو شكا في السلوك ,وإنما واجب شرعي, جاء بها الإسلام, وموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يمثل الحاكم لم يغضبه موقف ذلك الصحابي الذي قطع عليه خطبته بقوله: سَنُقًوِّمُك بسيوفنا هذه,,,,,بل قال عمر: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوِّم عمر.