السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٢ مساءً

نعم للقبول بالآخر..لا للإقصاء

دحان النجار
الاثنين ، ١٦ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
نحن في حالة ثوره والثورة تتطلب حشد كل الجهود والطاقات من اجل إستكمال مهمتها بإسقاط النظام بكل مكوناته العسكرية والأمنية والسياسية والإدارية وتأسيس نظام مدني ديمقراطي يحمي الحقوق العامه والحريات ويكفل سلامة الإبداع في كل المجالات وإعتماد مبداء الحوار في كل ما نختلف فيه.

يجب أن نتمثل الثورة ومبادئها التسامحيه في سلوكنا اليومي ونحترم العقل البشري ونحاوره ونجادله باللتي هيا أحسن وان نرفض كل سلوك مخيف سواء كنا نسلكه عن قصد أو بحكم العادة ,ويجب أن نتريث قبل ان نصدر أحكام قطعيه وفتاوى عاطفيه قد تجرنا إلى ما لايحمد عقباه من صراع بين قوى الثوره ومكوناتها الأساسيه من تكتلات وأحزاب وتجمعات مهنيه أو إجتماعيه هيا بأمس الحاجه للتلاحم في هذه المرحلة الحساسه من عمر الثورة الشبابية الشعبية.

بالأمس عبر بعض السياسيين والكتاب عن حوثية مسيرة الحياه القادمة من تعز والتي أعادة للثورة وهجها وزخمها وأعتبرة معجزه ثوريه سطرها شباب وشابات تعز الرائعين فائقي التضحية والفداء ومن انظم إليهم من المناطق التي مروا بها وتجرعوا آلام السفر من برد وجوع وخوف وتعرضوا للقتل والتنكيل عند وصولهم صنعاء. وهكذا سمعنا عن مسيرة الكرامة القادمة من الحديده والتي عانى مشتركيها بشكل لا يطاق من متاعب وضغط نفسي وكان يفترض بكل ثائر وإنسان أن يقف وقفة إجلا ل وإكبار لهاتين المسيرتين اللتان تؤسسان لإسلوب سلمي ثوري إبداعي ينفرد به ثوار اليمن عن غيرهم من ثوار الربيع العربي لا أن يتعرضا للتشويه ويلاحق قادتهما في المنصات والساحات وفي وسائل الإعلام من قبل ثوار يشاركونهم نفس الهدف والمستقبل.

أتهم ثوار تعز بالحوثيه وكذلك أتهم الحراك الحنوبي وبعض اعضاء الإشتراكي (بالإضافة إلى قوى أخرى), وكل من يتهم بالحوثيه بنظر من يتهمهم هم عملاء لإيران ومن يكون كذلك فهوا معاد للعالم الغربي المتحضر ولدول الجوار السنيه وكأن المقصود هوا إحراق من يختلفون معه إفتراضيا على شكل الدولة القامه (التي يجب أن تكون مدنيه ) , وجعله في مواجهه مع المجتمعين الدولي والإقليمي بقصدإخراسه كي لا يطالب بها ولا يشكل قوة فعليه تفرضها وتحميها. وربما لم يكن البعض قصد ذلك , لاكن هذا ما يفهم من ظاهر ما قيل وكتب ومورس.

أنا شخصيا أقر بفاعلية التنظيمات الأسلامهة ودورها الكبير في ثورات الربيع العربي ولا أرى في ذلك شئ خارقا ولا مخالفا لما توقعته في بداية تسعينات القرن الماضي , بل وأشعر بالطمأنينه والرضاء لمشاركتها في الحكم على اساس ديمقراطي تعددي وأرى بأنه يجب العمل مع هذه القوى بكل رحب وسعة و خلق علاقة جديده بين مكونات المجتمع السياسية كما هوا حال المشترك الذي يعتبر تجربه رائعه في عالمنا العربي. لكن في المقابل المفروض أن تنأى هذه القوى بنفسها عن مخلفات الحرب البارده في الشموليه وعدم القبول بالآخر و إصدار الفتاوى الدينيه بشكل متسرع بدون مرجعيه دينيه عليا مخولة بذلك.
تارة نسمع بحوثية وإيرانية بعض مكونات الثورة وتارة نسمع بعلمانية الدولة المدنية القادمه ومخالفة ذلك لشرع الله, فهل هذا بعني عدم القبول بشركاء الثوره وبأهدافها المعلنة؟ أم نحن امام محاكم تفتيش يمنية؟ هل ستتواجه رؤانا حول شكل الدولة المدنية القادمه دائما بتهم مخيفه كهذه؟
أرجوا من الثوار ان لا ينجروا وراء متاهات كهذه تضعف الثورة وتفرغها من محتواها الأنساني والديمقراطي والذي لا يتعارض بالطبع مع العقيدة الإسلامية السمحاء .

سلوك كهذا سيضعف الثورة وسيولد ردود أفعال سلبيه وإنسلاخ مكونات ثورية مهمه من ساحة الفعل الثوري وهيا قوى يمنيه مهما كان مذهبها أو إنتمائها الجغرافي والسياسي والإجتماعي وستبقى يمنيه وبالتالي جزء من الحراك السياسي والإحتماعي شئنا أم أبينا والتعايش لابد منه والحوار السلمي الديمقراطي في كل ما نختلف فيه لا مفر منه إن كنا صادقين مع انفسنا ومجتمعنا.