الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٥ مساءً

دفاع عن الناشطة بشرى المقطري

فؤاد سيف الشرعبي
الثلاثاء ، ١٧ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لم تكن ما خطته الناشطة بشرى المقطري يستحق سيل الردود المتباينة بين مدح وقدح , وإطراء وازدراء , ولم تكن تلك الفتاة الوديعة تقوي على تلك الحملات الشعواء , حتى أضحت مجالا للتندر عليها , وهي تلك التي تستهويها الألقاب , وتموت في المدح والثناء , فهي الناشطة وان قالو ناخطة , والكاتبة والثائرة والأديبة , ومع ذاك جاءت مقالتها – مجازا نسميها مقالة – لتفتح عليها جبهات عدة , وهجوم من كافة الأعيرة الثورية , وقد جنت على نفسها براقش, وكنت ممن هاجمها قبل مقالتها وأظهرتها على حقيقتها ومما قلته عنها :

قيل عنها ذات طبع انتهازي مفتري
ولها سعي لتشتيت شباب ثائر
سرقة الثورة (تهذي) أهي كبش بربري
وهي للحوثي دفاعا مثل بوق تنبري
قيل من هذي فقالوا تلك بشرى المقطري .

وضعت هذا القالب في رسم فوتوشوب عليه صورتها وعنونته بـ ( ماذا تفعل حمالة الحطب في المجلس الوطني ) ونشرته على صفحات الفايس بوك , وأدى إلى سيل من الردود علي وأخرى تذمها , واصدر ما يسمى بالمركز الإعلامي لشباب ساحة الحرية تعز بيان إدانة في حقي .

بعد اقل من 10 أيام خرجت علينا الناخطة – عفوا الناشطة – بشرى المقطري بمقالتها التي صعق الكل من فحواها البعيد عن الأدب وان أطلق عليها شلة الأنس أديبة .

لكنني في هذه الإطلالة سأكون مدافعا عنها ضد هذه الحملات التي تشن عليها , وهي لا تستحقها , لأكون معها في محنتها وان كانت تراها منحة وليست محنة , من خلال التركيز على ما يوجب وقف الردود الردود عليها واعتبار ذلك مجرد حاجة في نفسها :

اولا : اطلعت على المقالة – مجازا – فوجدتها ركيكة المعاني , عقيمة التعبير , أخطاؤها تكاد تطغى عليها , فيه تمرد حتى على قواعد اللغة العربية الفصحى , وهنات وهنات فيها فمن ذلك :

أخطاء إملائية : مثل ( لتلعن صرختك – وهي تقصد تعلن )
( طريقها في لليل الحديد والنار – وهي تقصد ليل )
(وجرفت جثث أبناءها تقصد أبنائها الهمزة على السطر )
(لنتعلم من كل أخطاءنا تقصد أخطائنا)

أخطاء لغوية : مثل (لتلعن صرختك أنت والشباب الطيبين : والصحيح : الطيبون )

(هذه المدينة التي تضمخت سماءها والصحيح : سماؤها )
(وأن تكون معادلة بائسة لناهبي الثروات ومشعلو الحرائق، والصحيح : مشعلي لأنها معطوفة على مجرور)
(تريد لذلك الطاغية الذي منحه السياسيين الحصانة والصحيح السياسيون )

ليخرج الشماليين من مدينتنا،والصحيح الشماليون) )
وللقارئ ان يبحث عن الاخطاء الباقية في الجمل التالية :
أن ناهبي عدن ومفتوو استباحتها ) )
(كان هذا الحكيم الطيب، بسنواته السبعون)،
(وسيبقى أبناء تعز المدنيين)

فقد تعبت من التصحيح , ومن كثرة الأخطاء , نعم قد يخطئ الكاتب او الاديب لكن ليس بمثل هذه الكثرة , حتى يصبح المقال ممجوجا .

وقد تجد كلمات تبحث عنها في كل قواميس العالم فلا تجدها مثل (ما لم يقدر على كتابته حتى الآن عبقرية دون كيخوتة ) على وزن فتفوتة ,والمعنى في بطنها , او استخدام فعل في غير محله مثل (كنت أجوب عيني مذهولة من حملة الأعلام،)
وقد تستخدم ألفاظ غير لائقة مثل : (العهر السياسي المروع) ولن أتكلم عن قلة الأدب مع الله فقد اشبع ذكرا من قبل الآخرين في حملاتهم على هذا الحمل الوديع .

كل ذلك وغيره سيحتم على سيبويه إعادة النظر في كل إنتاجاته الأدبية , ويخرج هذا المقال عن المقال , ويجعله لا يمت إلى الكتابة والأدب بصلة , فكيف سميت أديبة يا ترى ؟؟! واي اتحاد كتاب منحها هذا اللقب , وبالتالي كيف ينقد مقالها وهو في مثل هذه الركاكة , أم لأنها بشرى , ذكرني هذا برواية ألفها العقيد القذافي فاشتهرت شهرة كبيرة , وحينما جاء النقاد إليها وجدوها لا تمت إلى الإبداع بصلة , ولكنه القذافي , وهذه بشرى, وبالتالي أوقفوا هذه الحملات يا أهل الحملات .

ثانيا : المقال عبارة عن خربشات مرقمة تدل على الإفلاس في التعبير , وكلها مخيطة بصميل كما يقال , من أول النوايا الطيبة حتى زيارة الرجل العظيييييييييم والمبارك الأستاذ : علي مقبل عباد ، (كان هذا الحكيم الطيب، بسنواته السبعون،) فهل يستحق مثل هذا التعبير رد .

ثالثا : لا بد أن يُفهم الجو الذي كتبت فيه بشرى مقالتها , لإسقاط الحالة النفسية والعصبية والفيسيولوجية التي تمر بها على ما خطت يمينها , فعلى إثر فوز الناشطة توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام , تغير مزاجها وطريقة تفكيرها , وهي في نفسها ترى أنها أحق من توكل بالجائزة , وأضحت توزع استحقاق الجائزة يُمنة ويسرة كقولها أن أروى عبده عثمان هي الأحق , وأضحت تهذي بعد منح الجائزة لمستحقيها , أدى كما يقول احد أقربائها – والعهدة عليه - إلى قيام الشيخ سلطان السامعي بمنحها تذكرة سفر إلى لبنان علها تخفف من سخطها , وعادت وكلها حقد على حماة الثورة وعلي محسن والمبادرة , والمشترك أو فصيل واحد في المشترك حسب اعترافها , وتسابقت عليها المواقع المؤتمرية مثل الجمهور نت في مقابلات تشق الصف , وتسر العدو , وتحزن الصديق ,وأضحت مدافعه عن الحوثيين ومدنيتهم الممهورة بشعاراتهم الجوفاء !!! , ويدهم الخالية من السلاح !!! , وزاد الطين بلة هتاف الثوار في ساحة الحرية في تعز لانزالها من منصة الساحة عقب اتهامها مع محمد صبر بالوقوف وراء الضجة التي رافقت مسيرة الحياة , وسرقة بطانيات المشاركين في المسيرة , إضافة إلى أنها كانت شبه مقصية من قبل نساء ساحة الحرية في تعز كونهن يعرفنها ناخطة وليست ناشطة , ويدور حولها أكثر من علامات استفهام , وبالتالي ينبغي على من يشن الحملة عليها أن يراعي حالتها النفسية أولا , وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .

رابعا : هي لا تزال في مقتبل عمرها تقريبا , لم تعي معنى الأدب لغويا وربما أخلاقيا , حاولت تشق مسارها الأدبي بمقالة , جلبت عليها العنت من كل حدب وصوب , فما هكذا يشجع المبتدئ , بل وعنوان مقالها (سنة اولى ثورة) وهي تعني سنة أولى أدب وكتابة , فيا ايها المرجفون قتلتم الإبداع في أول سنة إبداع .

خامسا : لو كلف أهل الردود عليها أنفسهم للبحث في حقيقة ومغزى هدفها في خربشاتها , لكفوا عن الرد حالا واعتذروا إليها , ذلك أن ردودهم هو مطلبها , وهدفها هو الشهرة , واقرب طريق للشهرة هو مخالفة المألوف , والتهكم على العقيدة التي فـُطرت في قلوب العباد , يذكرنا ذلك بالأعرابي الذي بال في بئر زمزم , ولما عُنـِّف وسُمح له بالدفاع عن نفسه أجاب بقوله : أردت أن يعرفني الناس , وهذا هو شأن بشرى المقطري , هدفها الشهرة , من باب (خالف تعرف ) , وإذا كانت تتبنى المذهب الميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة ) فبأي حق نمنعها عن ذلك , إن هدفها أن يرد عليها الكثير وبعضهم بالتكفير , فيتضامن معها من على شاكلتها , وتسمع بذلك منظمات حقوق الإنسان , فيصبح حديثها في مشارق الارض ومغاربها , حرة ضد أي قيود , فتـُعلي المنظمات الحقوقية والانسانية قدرها , وتدافع عنها وتصبح عالمية تقول ما تشاء , وتسب من تريد , لتمنح جائزة نوبل عن جدارة , وعلى الأقل تمنح وظيفة سفير النوايا الحسنة شأنها شأن نانسي عجرم , والزعيم المنحل عادل امام ,
وبالتالي أليس الخطأ في من يشنون الحملات عليها , كونهم لم يسعوا لمنحها هذا الهدف دون التطاول على الله عز وجل من جهة , وكونهم يساعونها على بلوغه بحملاتهم من جهة أخرى , و الهجوم عليه يعطيها حجما اكبر من قدرها.
وخلاصة القول :

لا داعي للتشهير بها , فهي حمل وديع , تلك خطة لتلميعها وعرضها في سوق المنظمات الدولية , والى اللقاء في سنة ثانية ثورة .