الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٠ صباحاً

حكومة هيا نلعب "عروس وعريس"! 2-2

فكري قاسم
الخميس ، ١٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
السياسيون يخرّبون المُجتمع، ثم يصرخون – بكل بجاحة – أنهم بُناته؟! ....على خراطيييييييين.

واضح جداً أننا الآن أمام مرحلة سياسية جديدة لم نألفها بعد، ولا أعرف – للأمانة - هل من الصواب كتابة أي رأي مُحبِط عن حكومة “الوفاق” أم أن علينا أن نكون – كما يريد لنا لصوص الثورة – ثوريين إمعات إلى آخر نفس وندعمم عن أي أخطاء مُحتملة؟!

إننا - في كل الأحوال - نريد حكومة مفتوحة وعادلة كالبحر.. البحر لا يعترف بـ “هذا مؤتمري وهذا إصلاحي”.. وهذا من البلاد وذياك صاحبنا.

البحر مفتوح يوزع أرزاقه على الجميع دون واسطة أو.. بطاقة انتماء حزبية، وعليك فقط أن تمتلك مهارة الغوص ورمي الشباك فيه.

نريد أن نعيش حياة جديدة بلا أحقاد ولا دماء. إن ضحايانا جراء حروبنا الداخلية وصراع السياسة اللئيم خلال الــ 50 عاماً الفائتة أكثر من ضحايا الكوارث الكونية الكبرى بعشرين ضعفاً ويزيد.

كوارث الطبيعة الغاضبة لا تنتقي ضحاياها، على عكس كوارث السياسة اللعينة في بلادنا، إنها تنتقي ضحاياها بعناية، ومجرد نظرة واحدة إلى جدران شوارعنا الآن أو حتى إلى جدران مقرات أحزابنا السياسية سنكتشف أن صور الضحايا المعلقة هناك تنافس صور مرشحي الانتخابات!.

سأنتقل إلى موضوع آخر له علاقة مباشرة بالأداء الجيد وبالإدارة الحديثة خصوصاً وأن صراعاتنا الدائمة صراعات حول التعايش بنبل واحترام.

في الحياة – إجمالاً - يبحث المرء دائماً عن التقدير، وبدون هذهِ المشاعر الإنسانية الدافئة يتحول الإنسان إلى حاجة “مُش ولا بد”؟!.

تعالوا إلى وزارات ومؤسسات وشركات العمل الحكومية والخاصة معاً، إن كثيراً منها لازالت تبدو أمام موظفيها أشبه بـ”دُب” سيبيريا البارد!.

ولئن كانت بعض “الدِّببة” تأكل لحوم البشر، فإن كثيراً من القيادات الغبية تمتص دم موظفيها بلؤم مُفرط وخبيث.
ثمة نصائح مهمة يجب على الجالسين في الصفوف الأمامية لـحكومة الوفاق أن يقرأوها باهتمام:

قبل أن تُصبح وزيراً أو قائداً أو مديراً عاماً أو رئيساً لمصلحة ما، أو حتى رئيساً لصف خامس, فإن النجاح مُتعلق – دائماً- بتنمية قدراتك وبالاقتراب من موظفيك أكثر وأكثر.
حينما تنجح في تحقيق ذلك، يكون النجاح الأكبر متعلقاً - بالتأكيد - بتنمية قدرات الآخرين.. وإنه لشيء سيء وغير إنساني بالمرة أن تُصرف مخصصات التأهيل والتدريب في كثير من المرافق الحكومية في بنود تافهة غالباً.
ولأن التأهيل الجيد يفضح عورات القيادات الرديئة، فإن الإدارة اللصة والغبية وحدها من تفضل بقاء موظفيها محلك سر!.

عليك أن تعزز ثقة موظفيك بأنفسهم وأن تغدق عليهم بالعناية والتشجيع والتقدير. عند ذلك ـ فقط ـ يمكنك الحديث - وبثقة - أنك وزير أو مدير عام ناجح وابن ناس كمان.
بعض “الدِّببة” يعتقدون أن تشجيع الموظف، والعناية به، سيجعلانه ينفش ريشه. هذا الاعتقاد السيء مصفاة لا تُكرر غير الأسوأ.. وأما الواثقون من أنفسهم فهم – عادة – ما يكونوا ناضجين بما يكفي لأن يعرفوا أن نجاح فريقهم، أو نجاح وزارتهم أو إداراتهم أو شركاتهم ومؤسساتهم، سرعان ما سيؤدي إلى تقديرهم كأشخاص مؤثرين وفاعلين.

وبين هذا وذاك إننا نريد أن نرفع القبعات احتراماً لأداء أعضاء الحكومة، سواء كانوا محسوبين على السلطة أو على المعارضة، كي لا تطاردها اللعنات، ولكن عليهم أن يساعدونا في ذلك، ما لم فإن الوجه من الوجه أبيض.