السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٤ صباحاً

أبين .. خارج حدود الزمن ..!!

موسى العيزقي
الاربعاء ، ١٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
عاد بعض نازحي محافظة أبين إلى ديارهم بعد قرابة تسعة أشهر من النزوح نتيجة الاشتباكات والمواجهات التي اندلعت في مايو الماضي بين الجيش وما يُعرف بجماعة أنصار( الشريعة)، التي سيطرت على أجزاء من محافظة أبين لاسيما مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، ما أدى إلى فرار الكثير من المواطنين الذين أصبحوا لاجئين في المخيمات، يعتمدون على المعونات والمساعدات التي تقدمها لهم الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية بعدما ذاقوا مرارة العيش،و تقطعت بهم كافة الأسباب، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت بهم أنفسهم.

وهاهم اليوم يعودون، ولكن العودة لا تعني انتهاء المأساة،فالطريق لازالت محفوفة بالمخاطر، نتيجة فقدان الأمن والاستقرار، واستمرار المواجهات، إضافة إلى صعوبة الحياة المعيشية، حيث يعاني الكثير من النازحين ظروفاً إنسانية استثنائية، نتيجة تهدم منازلهم وانقطاع التيار الكهربائي عنهم، وعدم وجود مواد غذائية، بسبب توقف الحركة التجارية، وشحه المساعدات الاغاثية.

الأمر الذي يتوجب علينا جميعاً أن نبذل ما باستطاعتنا من جهود من أجل مد يد العون والمساعدة لإخواننا ونساءنا وأطفالنا في محافظة أبين المتضررين من هذه الكارثة الحقيقية، انطلاقاً من المسئولية الأخلاقية.

أخيراً.. لقد همُشّت قضية نازحي أبين ولم تحضَ بالدعم والتضامن الشعبي والإعلامي المطلوب ، كما ولم تحضَ بالاهتمام السياسي المفروض، على الرغم من العهود والوعود التي قطعتها الحكومة السابقة، بحل هذه القضية، والعمل على إنهاء معاناة النازحين، وإعادتهم إلى منازلهم، إلا أن ذلك لم يتحقق، وباءت الحملات العسكرية التي قام بها الجيش لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعة بالفشل.

واليوم يُعلق الكثير من نازحي أبين الآمال الكبيرة على الحكومة الانتقالية في أن تضع حلاً عاجلاً لهذه القضية المؤرقة للمواطن والمهددة للوطن وسلامة أرضية.