الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٩ صباحاً

رداع البعيدة عن الإرهاب .. وحقيقة ما يدور هناك

بشير المصباحي
الخميس ، ١٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لا يساورني أدنى شك بأن من يقف وراء أحداث رداع ينتمون بشكل أو بأخر إلى الجهات الأمنيه المحسوبه على قيادات النظام وأركانه الرئيسية ... في ظل أجهزة تقوم بصرف اللحى بدلاً عن البدلات العسكرية ... وتعتمد العمامات بدلاً عن الرتب والترقيات ... بعد القيام بإستنساخ التنظيم الهلامي العالمي وإصداره بنسخة محلية راعت الخصوصية اليمنية.

فالجميع يعرف أن هناك بعض الأشخاص المتشددين تم إستقطابهم وتدريبهم ومنحهم الرتب الأمنية والعسكرية والمناصب القيادية في بعض المؤسسات الحكومية في السابق ..

وذلك من أجل إحتواء بعض العناصر المتطرفة في مختلف المناطق .. والعمل على توفير الدعم اللازم لهم .. وتنشيط رغباتهم الجامحة من خلال السماح لهم بممارسة هواياتهم المفضلة عن طريق العنف والتكفير بما يخدم التوجهات البوليسية لقيادات النظام وأركانه ... وفي نفس الوقت يغذي النزعة العدوانية لدى هؤلاء.

كما أن القيادات الإستخباراتية للنظام كانت تقوم بتوجيه هذه العناصر بصورة غير مباشره عن بُعد .. وإستخدامهم كأوراق ضغط على المجتمع الدولي وتخويفهم بالقاعدة لضمان توفير الشرعية الدولية لأركان السلطه التي أفتقدتها في وسط شعبها بشكل متزايد في الأونة الاخيره..

ومن خلالهم أيضاً يتم إبتزاز دول الخليج خوفاً من تصدير الإرهاب إلى تلك الدول الغنية بالنفط والحصول على الدعم المادي اللازم من هذه الدول ...

والأن وبعد أن أطاحت الثورات العربية بالبعبع القاعدي ..
فمثلما كانت هذه العناصر عالةً على النظام العالمي بعد إستخدامها للمساعدة في إنهيار الإتحاد السوفيتي ..
فإن هذه العناصر المحسوبة على أحد الأجهزة الإستخباراتية في البلد قد اصبحت تمثل عالةً على النظام اليمني منتهي الصلاحية تؤرق مضجعه ... ويبحث عن طريقة مناسبة للتخلص منها .. ومن دون أن يتحمل النظام المزيد من المسئولية محلياً ودولياً بصفته قد قام بإيواء هذه الجماعات الإرهابيه .... وذلك في الوقت الذي تبحث فيه تلك القيادات عن إستخدام فزاعة لإقلاق الأمن والسكينة العامه وترهيب المواطنين وتخويفهم بالنعرات الطائفية والمذهبية الغير موجوده أصلاً في المجتمع اليمني ..

وبطريقة ذكية يحاول المستفيدين من بقاء النظام السابق إستخدامها في أبين ورداع وغيرها من المناطق .. لإثارة الرعب ونشر الخوف في وسط الناس .. ومحاولة إستنهاض مخاوف الغرب المتلاشية من تنظيم القاعده في اليمن والجزيرة العربية ... بسبب الربيع العربي.

فإن نجحت تلك الفئات في إكساب النظام المتهالك شيئاً من عوامل البقاء فتلك مهمتها التي تستحق معها إستمرار الدعم والمسانده.

وإن فشلت فقد أستنفذت قيادات ذلك النظام كل ما لديها من أوراق .. في سبيل تحقيق أقصى قدر من المكاسب السياسية ...
وفي نفس الوقت تخلصت من ذلك الهم الذي قد يفشل أي مساعي دولية ... لتوفير الحصانة للرئيس وأركان حكمه ..

وهذا الأمر هو ما أكدته وسائل الإعلام بأن قوات الأمن أنسحبت من مواقعها دون أن تظهر أي مقاومة .. أمام من قاموا بالدخول إلى مدينة رداع والسيطرة على معالم المدينة ومسجدها التأريخي .. معللةً ذلك الإنسحاب بحجة أن لديها توجيهات عليا بعدم إطلاق النار .. فيما لم تتدخل قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في المنطقة.

وكذلك تصريحات خالد الذهب شقيق طارق الذهب بأن شقيقه سيطر على مدينة رداع بالتنسيق مع نظام صالح.(( وفقاً لصحيفة المصدر)).