الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣١ مساءً

هلا بملكة السلام ..في أرض السلام

صالح السندي
الجمعة ، ٢٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً
احتفلت تلك الجموع والجماهير الغفيره بعودة الناشطه اليمنيه و ثائرة الربيع العربي وحمامة السلام توكل عبد السلام , في منظر جماهيري ودرامي بديع , ولم تخف تلك الجموع اصوات الفرحه التي حامت في الافق وتردد صداها في اطراف صنعاء وضواحيها , معلنة لليمن قدوم ملكة السلام , وكنت وانا اتابع الاحتفاليه الكبرى بقدومها , لم اتمالك نفسي من الفرحه العارمه , والشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء الى هذا الوطن الكبير , بعد رحلتها المكوكيه عبر القارات حاملة روح ونبض الانسان اليمني الثائر الطامح للتغيير بحرية وعزه وكرامة .

توقفت لحظات وانا ارى تلك الجموع الغفيره والاصوات المرتفعه والايادي المتكاتفه , وهي ترفع شارات النصر وشعارات الترحيب , متأملا في المصادفه التاريخيه والتناقض العجيب , وسخرية الاقدار , لحين قدوم رأس النظام ورئيس الدولة في حله وترحاله متخفيا ورآء ستار الليل المظلم , هاربا من نار وغضب الشعب , وعائدا بالخزي والعار في رحلات صامته يكتنفها الغموض والصمت الرهيب المطبق , وانا ارى تلك الجماهير المصطفه على قارعة الطريق وفي الساحات المكتضة لاستقبال الاخت الثائرة توكل كرمان , تبادر الى ذهني للحظات عودة رئيس اليمن ولم نسمع بعودتة الا في الاخبار وبحياء وتكتم شديد , مقارنه عجيبة ومفارقه تأريخيه تدعو للتأمل والتوقف والاعتبار .

توكل خرجت تنقل صوت الشعب ومعاناته وألامه , سافرت عبر الدول لتنشر رسالة الشعب اليمني والربيع العربي , بينما الرئيس سافر ليعالج نفسه من لفحة نار غضب الشعب الثائر , عائدا في خوف و صمت وتوجس وترقب , توكل عادت مرفوعة الهامه , يملؤها شموخ الحرية والإباء منتصرة بما حققته من تلك الجوله الرائعه , وكان لها عبر ترحالها وسفرها وتنقلاتها محطات استقبال وحفاوه وكرم ضيافه , بينما الرئيس ينتظر بالاشهر مجرد تأشيره دخول للولايات المتحدة وغير مرحب به في اغلب الاقطار العربيه والعالميه , وملاحق قضائيا من عدة منظمات وهيئات حقوقيه دولية , وان كان هناك من يود إستقباله لمجرد انه ضيف ثقيل على الدوله المضيفه , او بما تقتضية المصالح السياسيه , وفق المبادرة الخليجيه من غطاء وضمانات قد لا تطول .

هنا تنتصر ارادة الشعوب بخلق الزعماء الحقيقين للوطن , وتوكل كونها امرأه يمنية فقد نقلت للعالم اجمع تلك الصورة المشرفه والمشرقه للمرأه اليمنيه , وغيرت الصوره الخارجيه المغلوطة عن المرأه اليمنيه كونها فقط مجرد ربة بيت خاليه من اي مشاركات وفعاليات سياسيه ومؤثره في البلد , لذا لاقت القبول والرضا لدي جميع دول العالم ومراكز صنع القرار المختلفه في جميع الاقطار , لانها ببساطه خرجت لتعبر عن شعب , وتطلعاته وتحكي امجاده وبطولاته وعن ثورتة السلمية .

وبعودتها عادت للثورة روحها ووهجها وبريقها , وكأنها بحق روح الثوره ونبضها و معها جميع الاحرار والثوار , صنعت توكل بحق مجدا يضاف لليمن شرفا وفخرا , وصارت تاجا للسلام , واعادت الى الاذهان ذلك التأريخ الملئ بعبق الحضاره والمجد للملكه بلقيس بحكمتها وايمانها وسداد الرأي وحسن البصيرة , ووظفت توكل جائزة نوبل للسلام افضل توظيف في خدمة الثورة الشبابيه والشعبيه اليمنيه , وفي خدمة اليمن وتحقيق اهدافه المرجوه من نهضته وتطلعه للتحرر من الحكم الاسري والفردي , و محاكمة المجرمين ورموز الفساد وتطهير الوطن وبناء مؤسسات المجتمع اليمني الحديث , وكانت بحق لله درها صرخة كل يمني حر عزيز أبي يرفض الظلم وجبروت الاسره الحاكمه والطغمة الفاسدة , وسطرت وهي العزيزة مجدا وتأريخا معاصرا لليمن ممثلا بثورته الشبابيه السلميه , وكانت من أوائل من نادوا بالحرية والتغيير والنهضة في اليمن , مدافعة عن الحريات والحقوق المشروعة للشعب اليمني , والوقوف ضد النظام وديكتاتوريته وتصلفه وجبروته .

وكنا ونحن نتابع مسيرتها العالميه عبر الفضائيات والمقابلات وجدناها ذلك الصمود الذي يعبر عن حال الانسان اليمني , ورغم كل مشاعر الاحباط ومحاربة الثائره بمختلف الوسائل وتشويه صورتها بمختلف الاشاعات المغرضه ومحاربتها , الا انها كانت لا ترى الاوطنا يمنيا حديثا امام عينيها واهدافا عليا تسعى لتحقيقها بثبات وعزيمة عالية , وكرست كل طاقتها ومعها جميع الاحرار لرسم مصير اليمن بدقه وعنايه فائقه , في مختلف مراحل الثورة الشبابيه ومتغيراتها كانت صوتا داعيا لوحدة الصف والتكاتف والصمود بعيدا عن الفتن والاختلاف , فكانت بحق ثائره وقائده للثورة الشبابيه , لم تغرها المناصب والمراكز وبريق الاعلام والنجومية العالمية , ولم تؤثر فيها التقلبات السياسيه الوطنية الداخلية فكانت دوما على ثبات الرأي والمبدأ , ولم تغرها جائزة نوبل للسلام العالمية عن تواضعها وبساطتها وصدقها المعهود , فاعلنت تسليم الجائزه بجانبيها المادي والمعنوي لثورة الشباب اليمني ولليمن , فحق لنا ان نحتفل بعودتها ... وحق للوطن ان يفخر بها ...ووجب لها منا كل التحية والتقدير ,,