الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً

مؤامرات أمريكية سعودية تستهدف الحوثيين

علي السيد
الجمعة ، ٢٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
عندما نتحدث عن مجريات الأحداث في المناطق الشمالية خلال الحروب الست وما بعدها نجد الموقف الأمريكي البارز والشريك للنظام اليمني في تلك الحروب ، وكذلك التدخلات السافرة التي تمارسها المملكة السعودية في اليمن على مدى عقدا من الزمن .. حيث يتحركون صوب المصلحة التي تصب في الاتجاهات المراد لها من قبل قوى الشر والاستكبار العالمي ..

فهم على مدى الست الحروب يقومون بالتجهيزات اللازمة لخوض المعارك من تدريبات وتقنيات ودراسات للخطط حربية معدة سلفا حتى التسمية للمعارك كانت جاهزة فالحرب الخامسة أطلقوا عليها البرق الخاطف ، والحرب السادسة أطلقوا عليها الأرض المحروقة .. وفي نفس الوقت اللقاءات المكثفة بين المسئولين الأمريكيين واليمنيين وكذلك الدعم اللوجستي الذي لا يخفى على احد التي كانت تقدمة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي للسلطة اليمنية أثناء المعارك والحروب الست التي دارت رحها في المناطق الشمالية .. فهكذا كانت المؤامرات الأمريكية تستهدف أبناء تلك المناطق ..

فالزيارات الرسمية والعلنية أثناء الحروب الست للرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي وبعض الساسة في البيت الأبيض لهو بالجلي والواضح للتدخل الكبير والسافر في شؤوننا اليمنية .. وكذلك الرعاية والاهتمام الغير مسبوق الذي كان يحظى به الرئيس اليمني في أمريكا خير دليل على الشراكة الواضحة والمعلنة في الحروب التي شنتها السلطة اليمنية على أبناء المناطق الشمالية .. وهذا ما كشفته وثائق "ويكليكس" عن الحروب التي دارت رحها في شمال اليمن ، حيث تحدثت هذه الوثائق بان الولايات المتحدة الأمريكية شريك أساسي وحليف استراتيجي للنظام اليمني بالتزامن مع الأحداث التي جرت في شمال اليمن ..

في المقابل فشلهم الذريع في الحرب السادسة التي كانوا قد أعدو العدة لها وأمعنوا في المضي لاجتثاث ما يسموه بالحركة الحوثية في شمال اليمن ، فشنوا الحرب تحت غطاء دولي وإقليمي وتكتيم إعلامي رهيب ودعم للوجستي وعسكري لا محدود ، إلا أن الجيش اليمني مني بالهزيمة والخسران ، حينها تدخلت المملكة السعودية ودخلت على الخط في الشهر الرابع من الحرب والمعروف عن النظام السعودي بأنه متغطرس ومتكبر ويرى بأنه سيحسم المعركة ويقضى على الحوثيين .. لكن إرادة الله لم تسمح لهم بذلك لان الحرب هذه هي أمريكية بامتياز على مواطنين يمنيين يرفضون السياسة الأمريكية التي تنتهجها في الشرق الأوسط .. وفي نفس الوقت الجيش السعودي بدأ في الزحف على الأرضي اليمنية لكنة ووجه بصمود منقطع النظير فاحتدمت المواجهات وقتل الكثير من الجيش السعودي أثناء الزحف واسر البعض منهم فكانت نكسة كبيرة للنظام السعودي في تقديمه لجيشه المترهل وقودا لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل .. ومن ثم غضب آل سعود فصبوا الآلاف من الصواريخ والقذائف على الأراضي اليمنية واجلوا أكثر من 450قرية سعودية وتراجعوا إلى الخلف فتقدم الحوثيون في الميدان وسيطروا على عشرات القرى السعودية ..

فهذا التطور الخطير في ساحة المعركة جعل الأمريكيون يدخلون أيضا على الخط ويشاركوا في الحرب السادسة التي دارت رحها في شمال اليمن ،وتدخلت الطائرات الأمريكية الحديثة التي كانت تنطلق من الأساطيل البحرية التي تكمن في البحر الأحمر وخليج عدن .. وتشن غارات جوية مكثفة على أبناء المناطق الشمالية سميت بالدقيقة والمضبوطة حسب دراسة "راند" ، فشنوا الآلاف من الغارات المشتركة "أمريكية – سعودية – يمنية " قتل على إثرها أكثر من ألف قتيل من المواطنين العزل ..

كما أنهم أدركوا أن إطالة مدى الحرب ليس في صالحهم فسارعوا في وقف إطلاق النار وأوعز الأمريكان مهمة إلى معهد أبحاث الدفاع القومي "راند" أن يقوم هذا المعهد بتقديم دراسة مفصلة لكل الجوانب السياسية والإعلامية ، والثقافية والعسكرية والاجتماعية للحوثيين .. لما من شأنه الاستفادة من الدراسة للمحللين الاستراتيجيين والاستخبارات والمخطيين العسكريين المعنيين بأمن شبه الجزيرة العربية واليمن والقرن الإفريقي ..

رعى هذا البحث دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وكالة الاستخبارات الدفاعية وتم إدارة وتنفيذ البحث من قبل مركز السياسة الإستخباراتية في معهد أبحاث الدفاع القومي"راند " ، وهو مركز أبحاث وتطوير ممول فدراليا يرعاه مكتب وزير الدفاع ،رئاسة هيئة الأركان ،قيادة الأركان فيلق المشاة البحرية ،وكالات الدفاع ، وهيئة الاستخبارات الدفاعية .. إن هذه الدراسة ليست بحثا عاديا لإغراض أكاديمية صرفة أو لإغراض النشر فحسب ، بل هي دراسة مفصلة عن جماعة الحوثي في شمال اليمن يغلب عليها الأسلوب ألاستخباراتي فيقدم هذا البحث رؤية تحليلية إستخباراتية كاملة حول جماعة الحوثي لكي يستفيد منه صناع القرار والساسة في أمريكا ..

وبالتالي عند قراءتي لهذه الدراسة وجدت أن القائمين على هذه الدراسة استنتجوا أشياء جعلت الحوثيين يصمدون في الحروب الست .. وبالأخص الحرب السادسة لأنها كانت حرب بيولوجية متطورة استخدم فيها الأسلحة المتطورة والتقنيات الحديثة فمن هذه الأسرار أن للحوثيين منهجا ثقافيا قويا منبثق من القرآن الكريم ، ويحظون بقيادة تمتلك الخبرة والحنكة والذكاء في التعامل مع كل الظروف .. حيث استطاع السيد/عبدالملك الحوثي أن يدير الحرب السادسة عسكريا وسياسيا وإعلاميا ، فالرجل يتمتع بحنكة سياسية وتكتيك عسكري متميز وكأن الحروب الماضية علمته أشياء كثيرة فالتجربة التي خاضها في السنوات الماضية كانت كفيلة بأن يستفيد منها ، فجعلته رجلا قويا وعبقريا ومخططا عسكريا ورجل سياسي مخضرم من الطراز الأول .. سيما تعامله مع مؤتمر لندن والذي استبق المؤتمر بخطوات ذكية وسياسية مما جعلت المؤتمر يفشل ويخرج المؤتمرون بخفي حنين ..

ومن ضمن الخطوات التي ساعدت الحوثيين على الصمود حسب دراسة "راند " هي القاعدة الشعبية والنسيج الاجتماعي المترابط التي تحظى به جماعة الحوثي .. والذي تحدثت عنه هذه الدراسة بشكل كبير هنا الساسة في البيت الأبيض حبذوا أن تقف الحروب الرسمية والنظامية ضد جماعة الحوثي في شمال اليمن حتى يعدوا خططا جديدة لتفكيك القاعدة الشعبية والنسيج الاجتماعي .. وإذا استطاعوا إصراف الحوثيين عن ثقافتهم القرآنية التي يحملونها ، ويتأتى ذلك ضمن مسلسل تأمري يستهدف أبناء المناطق الشمالية ..

حينها سارعت أمريكا بتغيير سفيرها في اليمن واستبداله بسفير يهودي الأصل يمتهن ميزة التفريق وخلخلت المجتمعات المسلمة .. ويجيد التلاعب بمثل هذه الملفات والقضايا الاجتماعية .. ومن ثم بدأ السفير الأمريكي العمل في تفكيك المجتمع اليمني والنسيج الاجتماعي ،فحيكت المؤامرات والمكائد ضد أبناء المناطق الشمالية .. فتارة يتلاعبون بورقة القبائل حيث قدم هذا الدور الشيخ صغير بن عزيز احد مشائخ سفيان ، وكذلك الشيخ عثمان مجلي احد مشائخ سحار فدعموهم بالمال والسلاح وكانا يتواصلان بالسفارة الأمريكية وكذلك بأمراء آل سعود وكانت المعارك تدار من قبل قيادات عسكرية أمريكية من داخل السفارة الأمريكية .. حيث أكدت مصادر مطلعة أن هناك غرفة عمليات داخل السفارة الأمريكية مخصصة لأبناء المناطق الشمالية لنسج المؤامرات ومن ثم يوجهون أياديهم العميلة في اليمن لكي ينفذوها ..

وبعد أن تفشل المؤامرة الأولى يسعون إلى تنفيذ مؤامرة أخرى وهذا ما امتاز به اليهود والنصارى في زرع الفتن والضغائن بين أوساط المسلمين ، فتراهم يجهزون سيارات مفخخة .. ومن ثم تفجر بين أوساط الناس في مناسبات وتجمعات حتى أنهم دقيقين في اختيار المناسبات التي يريدون استهدافها بالمفخخات كمناسبة المولد النبوي الشريف ،ومناسبة يوم ولاية الإمام علي ابن أبي طالب علية السلام لأنهم يعرفون ويدركون أهمية إحياء مثل هذه المناسبات ، فهم يتذكرون غزوة خيبر ويتذكرون من هو محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام ..

لكن بعد أن فجرت السيارات المفخخة واستهدفت المواطنين في المناطق الشمالية سارعت جماعة الحوثي في إدلاء التصريحات وإصدار البيانات التي تحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة .. وأن سفيرها وجهازها ألاستخباراتي هم من يقفون وراء هذه التفجيرات فهم كانوا يريدونها حرب طائفية بين سنه وشيعة مثل العراق ، ففشلت هذه المؤامرة وذهبت أدراج الرياح .. لاسيما وان الموقف لم يتغير وأن أمريكا هي من تقف خلف هذه المؤامرات وهي من تجهزها وتهيئ لها ..

وفي ظل الثورة الشعبية يحاولون إشغال أبناء المناطق الشمالية من الاصطفاف مع بقية أبناء الشعب اليمني ،لاستكمال ثورته المباركة التي خرجت ضد الظالمين والعملاء .. سيما وأنهم تقدموا بمبادرة أمريكية سعودية لإفشال الثورة واحراف مسارها الصحيح .. وفي نفس الوقت الالتفاف عليها وعلى مطالب الشعب المحقة ، حينها سارعت أمريكا والسعودية في شراء الولاءات القبلية والحزبية والسياسية وكذلك قيادات عسكرية ، لتضمن بذلك نجاح المبادرة التي يسمونها المبادرة الخليجية .. لكن الشعب اليمني رفض تلك المبادرة ولم يلقي لها أي اعتبار فاستمر في ثورته وتصعيده الثوري حتى تتحقق كل مطالبه وتقديم المجرمين والعملاء إلى المحاكمة العادلة لينالوا جزائهم ..

هنا تحركت أمريكا بالتحالف مع النظام السعودي في إشعال الحرائق وإذكاء الفتنة في المناطق الشمالية لا لشيء إلا إنهم رفضوا تلك المبادرة المشئومة ورافضين السياسات الاستعمارية .. فما يحصل في منطقة كتاف محافظة صعدة خير دليل وشاهد على التدخلات السافرة للمملكة السعودية ، وكذلك الأمريكان وإشعال الفتن بين أوساط المجتمع اليمني المسلم .. حيث قامت المملكة السعودية باستجلاب المرتزقة والمحششين والمأجورين إلى منطقة كتاف الحدودية لذكاء الفتنة والنفخ في كير هذه الفتنة معروفة العنوان والأهداف والاتجاه ولطالما استخدمتها أمريكا في العراق طيلة سنوات عديدة ، كما يقوم النظام السعودي بإرسال المواد الغذائية والمؤن والعتاد العسكرية إلى هؤلاء المرتزقة .. وفي نفس الوقت فتحوا لهم منفذ البقع الحدودي لكي يدخلوا جرحاهم إلى نجران لتلقي العلاج ..

ومن ثم يسخرون إعلام لتمرير هذه المؤامرات فترى القنوات الفضائية المؤدلجة تتحدث حول مجريات هذه الأحداث ، وتقلب الحقائق وكذلك صحف محلية وخارجية ومواقع الكترونية إخبارية يمارسون الكذب ، والخداع والتضليل ويزيفون الحقيقة ويقلبون الحقائق وما يجري على ارض الواقع ..

نلاحظ أيضا مجريات الأحداث الأخيرة في محافظة حجة كيف استطاع الأمريكان والسعوديين بتحريض بعض المأجورين لقتال الحوثيين ونقض الصلح المبرم بينهم قبل أيام فأعلنوا في السوق أنهم ناقضين للصلح مع الحوثيين ، ويدعون للقتال والتأمر على أبناء تلك المناطق ، فمارسوا العدوان وسقط قتيل من جماعة الحوثي .. ومن ثم حاولوا الزحف على منطقة الكبري فصدهم الحوثيون وقتلوا منهم عدد كبير واسروا عدد منهم حيث أدلاء بعضهم باعترافات خطيرة وقالوا أن من يدفعهم للقتال هي السعودية .. فتدفع لهم الأموال والمبالغ الكبيرة ليقاتلوا الحوثيين ومن ضمن الاعترافات أنهم لم يكتفوا بدر الأموال فقط بل أرسلوا قيادات عسكرية سعودية إلى حجة لكي يديروا الحرب ويدفعوا بالمأجورين لقتال الحوثيين فهذا بدا واضحا للجميع ..

حيث اعتبر مراقبون أن التدخلات السافرة والتحول الخطير في إرسال قيادات عسكرية سعودية تدير المعاركة في حجة لأمر خطير جدا ، وتحول في قواعد اللعبة ويحذر المراقبون من انعكاس هذه الأمور سلبا على المملكة السعودية ..
هنا نتساءل لماذا تسعى أمريكا والنظام السعودي أن يذكوا الفتنة ويشعلوا الحرائق في اليمن ؟؟..

الجدير بالذكر أن الاستهداف الأمريكي السعودي لأبناء الشعب اليمني ككل وللمناطق الشمالية بشكل خاص لهوا بالأمر الخطير الذي لا يحمد عقباه لان أبناء الشعب اليمني أصبح يدرك كل المخاطر التي تحدق به .. كما أن المؤامرات الأمريكية السعودية التي تستهدف أبناء المناطق الشمالية لم تكن وليدة يومها بل هي ممتدة لبداية تحرك السيد حسين بدرالدين الحوثي عندما تحرك وذكر الناس بالقرآن الكريم وقاطعوا البضائع الأمريكية ورفضوا السياسات الأمريكية الصهيونية في الشرق الأوسط ..
فمن يراقب الأحداث ويتابع مجرياتها عن كثب يجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وراء كل المصائب والأزمات التي يعيشها عالمنا العربي والإسلامي .. فيرى مراقبون أن أمريكا يراودها القلق الكبير ويقض مضاجعها تزايد القاعدة الشعبية والنسيج الاجتماعي لجماعة الحوثي يوما بعد يوم .. حيث أنهم راهنوا على تفكيك هذه القاعدة الشعبية والنسيج الاجتماعي الذي تحظى به جماعة الحوثي في شمال اليمن ، ففشلوا في تمرير تلك المؤامرات الشيطانية والاستعمارية وتحطمت كل ما تمنوا به على أيدي أبناء المناطق الشمالية لأنهم يحملون وعيا قرآني ، ويدركون الخطر المحدق بالأمة الإسلامية الآتي من البحار من تلك الفرقاطات ، والبوارج والقطع العسكرية التي تكمن في البحار والشواطئ العربية الإسلامية ..