الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً

2012م بلا زعامة .. ولا فخامة

حمد مطارد علي
السبت ، ٢١ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كانت صورهم تملا كل شيء في البلد .. أين ما ذهبت تجد صورهم وتماثيلهم ..

كانت أخبار ما يسمى بإنجازاتهم , وأقوالهم وتحركاتهم وبرقياتهم تحيز قدر واسع من مقدمة الأخبار في الإعلام الرسمي .. و تشعر بالملل والاكتئاب عندما تتابع نشرات الأخبار المطولة الفارغة المضمون .

كانت أناشيد وكليبات التمجيد والتبجيل والتقديس والتلميع .. هي الأغاني الوطنية بمفهوم الأعلام الرسمي .. فيدندن بها ليل نهار ..

كانت أي ذكرى يحتفل بها البلد .. يكون لذلك الرمز القائد الفذ باع في صنعها ... أو هو بالأصح من صنعها .. حتى وان كانت قد جرت أحداثها قبل أن تلده أمه ..

غزوا كل شيء كي يجردوا الناس من وطنيتهم .. وإيهامهم أن الولاء الحقيقي لزعامتهم وفخامتهم .. حتى وإن كان كل ذلك لحساب الوطن .. وقد سخروا قدر واسع من مقدرات وخيرات الوطن لصالح بقائهم .

غزوا حتى المناهج التي تدرس بها أجيال المستقبل ..
غزوا كتب التربية الإسلامية .. فجعلوا فيها ما يتناسب مع هواهم .. ويلبي رغبتهم .. ويديم الولاء لهم .. بل منهم من جعل له كتاب .. وبداء يشرع لشعبه من رأسه ..وحسب هواه .
غزوا كتب مادة اللغة العربية ..فجعلوها مرتع لأبواقهم .. يسوقون من خلالها النعت والمدح والمبتدأ والخبر لزعامتهم وفخامتهم ..

غزوا مادت التاريخ ... فجعلوها من صنعهم .. وأنهم من سطر التاريخ وعملوا ما يعجز عنه غيرهم .
غزوا التربية الوطنية .. فجعلوها من انجازهم .. أو بالأحرى تفضلوا هم بها علينا .. فقد شقوا الطرقات وبنوا المنشئات .. وفعلوا كل شيء .. ولولاهم لما كان هنالك تعليم ولا صحة ولا جيش ولا رواتب .. ولا ولا ولا ... ألخ ..

غزوا الجغرافيا .. فهم من رسموا الحدود .. وأوجدوا الخرائط .. فلولاهم لما كان هنالك خرائط ولا خطوط تزينها .. وتفصل بعضنا عن بعض .. كان الخريطة بيضاء فارغه .. ولولاهم لما كان هنالك نفط ولا معادن .. ولا حتى ماء .. ولا ربما بحر نصطاد فيه .

المهم يا جماعة الخير .. بين كل فتره وفترة .. يغيروا في المنهج .. ولولا الثورات العربية الشعبية المجيدة .. لربما اقتحموا مواد العلوم والرياضيات .. وجعلوها من منجزاتهم ..
سخروا جهدهم الحثيث لضمان بقائهم .. واستخدموا كل الوسائل لأجل ذلك ..

فكان العام المنصرم 2011م بمثابة مستشفي أمراض نفسيه .. إذا فسرناه بطريقه كوميديّه .. فقد عالج حالات مستعصيه .. والتي تعاني من جنون العضمه .. وحالات الرهاب الاجتماعي .. والوسواس القهري .. والتخشب .. والخبل .. والبلادة .. والصرع .. والاكتئاب... والهوس .. والهستيريا .. والأنفصام النفسي ..والقهم .. او ما يعرف بالنهام .. وغيرها من الأمراض التي استشرت في وطننا العربي .. وقد تم العلاج في أكبر مستشفيى عرفه تاريخ البشرية وقد أداره الشباب العربي بحكمة وحنكة وكفاءة .... وقد حقق نتائجه في أقصر فتره عرفها العالم .. وقد أفرز هذه المستشفى حالت مستعصية و قد يتم شفاءها مع مرور الوقت .. وهم من يعرفون في بعض البلدان العربية بــ( البلطجيه .. أو البلاطجه .. أو الشبيحه ) ..