الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٧ مساءً

توكل .. من اللون الأخضر الى إلاجتياز الحذر ...!

محمد حمود الفقيه
الأحد ، ٢٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٦ مساءً
الى كل من تمرّ عليه هذه الخواطر التي تخصّ المناضلة و بنت اليمن الثورية البارّة ( توكل كرمان ) ان يحاول جاهداً إيصالها اليها ، فقد شبهة عنوان الرسالة هذه ، باشاراة المرور ! التي دائماً ما يظل السائق منتبه اليها بالوانها الثلاثة ، ليتفادى عقوبة المخالفات المرورية ..
إذا كان ترك الشرع يعني توكلإً
فيا نفس موتي قبل ان تتوكلي !!

الأخت. القديره / توكل _ أبو توكل يخشى ان يجف قلمه قبل ان تنتهي كلماته إليك و هو يتألم من ألم من سمعوك و شاهدوك من الذين يكنّون لك خالص الحب و الاحترام !!ناهيك عن من يقفون في طريقك و طريق الثورة و التغيير الذين طالما عرفناهم يصطادون بالماء العكر فيعكرون صفوة علاقتنا بك و ودنا إليك و تقديرنا لك الكبير .

لقد حدثتني نفسي البارحة و قالت لي : هل توكل التي عادة إلينا .. هي التي غابت عنا بضع شهور !؟ أم أن توكلاً جديده بأفكارِ جديدة زارتنا البارحه و حلّت في دارنا و وطأة ساحت الحرية و التغيير ، و سط ترحيب و فرحة كبيرة غاضت على إثرها قلوب ِأعداء الحرية و التغيير ، و تلألأت سماء صنعاء بنور الفرحة الغامرة التي طمرة شباب الثورة السلمية ، فرحاً و سروراً بعودة رائدة الحرية و السلام ( توكل ) توكل التي دفعتني قبل ستة أشهر من السنة الماضية بتسمية مولودتي باسمها فخراً و رمزاً لأمراة ثائرة و قفت أمام الظلم و الطغيان و عاوده المظلموين و المرضى و المساكين ، و كانت أول شعلة ظهرت في وجه النظام و شوكة على خاصرته ، اليوم تأتينأ بنبأِ غريب على دارنا اليمنية و عباراتِ قد تقطع شجرة الثورة السلمية و توكل فوقها فتطيح هي أولاً و يتبعها الثائرون ..

ما كنا بحاجة ( نوبل للسلام ) مادامها ستنقض غزلك يا توكل أنكاثا .!! هل وصل بك الأمر الى ان ( نوبل للسلام ) أصابتك بالعظمة ، و لا أحب ان أقول لك ب " جنون العظمة " لأني متأكد انك لن تكوني كذلك ، و قد لاحظنا هذا المرض في الزعيم الليبي الهالك الذي ساقته عظمته الى تحريف آيِ من ( الذكر الحكيم ) أعاذنا الله واباك و جميع المخلصين لله و رسوله من ذلك .

إن ما أدليتي به لوسائل الإعلام ، عن ( الإسلام كمصدر أساسي للتشريع و نقاب المرأة ) قد أصابتني قشعريرة من هذا الأمر و خيبة أمل منك جراء و قوفك بين قوسيّ الإفتاء !! و انتِ ليس أهلاً للعلم و لا أهلاً للشريعة ، فهذا لا شك من اختصاص العلماء ممن أفنوا أعمارهم في أعماق البحوث عن الدين و مقتضياته ، و كم تمنيت لو انك جاوبتي على مثل هذا الأسئلة _ بعبارة واحدة مفادها ( و اسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) فمن خلال مراقبتي للحظة جوابك ، كنتِ في حالة من الارتباك و تخبطاً في الاجابة !! و كان بأمكانك ان تحيلي هذا السؤال الى أهل العلم و الاختصاص و من سيدشنون الدستور القادم ، كنت بذلك اجتزتِ عدسات المتربصين و من يتمنون لك الاختفاء عن ساحات الحرية و الثورة السلمية .

توكل .. إنك تعلمين ان الأشخاص البارزين على جدار المجتمع ذات الشهرة و الاهتمام ، و الناس العظماء و من مثلهم _ كلنا يحسب كم عدد خطواطهم كل يوم ، نراقبهم عن كثب لما لهم من أهمية كبيرة لدى المجتمع الإنساني و لما عليهم من مسؤولية عظيمة تجاهه ، و بالتالي فإن أي خطأ قد يقع على الشاطر كما يقولون (غلطة الشاطر بعشرة ) وهكذا .. بالأمس القريب خضتِ بما ليس لك به علم !؟ أو قد يكون لك علم بهذا ، لكنك ومن شدة فرحك بنصر الثورة ، و لا أدري ؟؟ هل كنت كالذي قال (( اللهم انت عبدي و أنا ربك )) أخطأ من شدة الفرح !

لكي أن تعلمين يا " توكل " بعد اليوم كم سيعاتبني من اصدقائي و اخوتي و من أحبهم حين كنت أدعوهم الى مناصرتك ، و دعوت الكثير الكثير ممن عرفت و من لم أعرف ، الى الوقوف معك في خندق الثورة فاستجابوا لدعوتي .. و كم دبّ قلمي و رقصت أناملي في مناصرة تلك الفتاة الشابة ، نصرة في مبادئها و نصرة في توجهاتها التي كانت تبدو لي تجاه وطنها و امتها ، و كم أخلص أبو توكل .. لكي كل إخلاص رغم الواقفون ضده و المنكرون على قلمه الذي لم يكن يوما مدّاحاً كي يعجب السلطان !! إنما رجل يحب الحرية مع من أحبها و يعشقها مع من شغف فيها و توّاقاً لنصرة المظلوم .. اليمني أولاً و كل مظلوم في هذه المعمورة .

هل يا توكل ما قلتيه عن الإسلام و موقعه من التشريع الذي يضبط الناس في دنياهم حقيقة بقلبك ؟ كما نطقت به لسانك ؟ إن ما أقدمتِ علية البارحة من تصريح على الهواء المباشر قد شكل صدمة لكل مسلم يمني و غير يمني ، خصوصاً المهتمون بقضيتنا نحن اليمنيون ، و انتقلت ِ بتلك التي يمكنني ان اسميها ( فتوى ) بين قوسين ، من الإشارة الخضراء التي كنت ِ تتمتعي بها في قلوب الملايين ، الى الأشارة التي تدل على المرور بحذر شديد بين قلوب المحبين لك و الذين دائماً في الامام مدافعين عنك و عن نهجك التحرري و الثوري ، و احذري ان يصل بك ( جنون العظمة ) الى اشارة ِ تتوهج احمراراً و خطراً على نفسك أولاً و على وطنك ثانياً ، فقد كدت ِ باطروحاتك الأخيرة عن الشريعة الإسلامية ، قريبة من دق ناقوس الخطر ، و بهذه الدرجة من الخطورة ، يهدم كل ما بني من أجل اليمن و يضيع كل جهدِ ثوري ، ظلّ شبابنا يمدون جسوره على مدى سنة كاملة .

لقد أغضبت بتصريحاتك تلك من هم أقرب إليك رُحما و من أوقدوا إليك نور الترحيب و الاستقبال و من فقدك طيلة غيابك عن الساحة الثورية ، و أفرحتِ بتلك كلماتك التي أشبهها بقنينة مكتوباً عليها ( خالي من الكحول ) و قد لا تخلو و أنا أقول لكلماتك ( خالية من الغرور ) و قد لا تخلو كذلك " فما أسكر كثيره فقليله حرام " !!

توكل .. إن كانت نوبل للسلام ستقودك الى التخلي عن عفاف بناتنا و أخواتنا ، و التنازل عن كتابنا كتاب الحق تبارك و تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون )) نقول لك لدينا آلاف الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم و دمائهم رخيصة لليمن ، قطرة دم أحدِ منهم لا تعدلها أي نوبل للسلام ، هؤلاء ضحوا من أجل الحرية و العدالة و المساواة و نيل حقوقهم كاملة و نيل حقهم الشرعي و الدستوري و القانوني ، و لا يمكن لهؤلاء الشهداء الذين قضوا نحبهم من أجل قضية اسمها اليمن ، ان نقدمهم كبش فداء لافساد قيمنا و مبادئنا ، ناهيك عن تخلينا عن الشريعة الربانية الحقة ، كيف سنحصل على النجاة من ركام الزمن الذي استفحل بشعبنا و نحن نخفي ما لا نعلنه ؟ كيف سننتصر على البغي و نحن نسعى الى البغاء !؟ كيف سنحصل على السلام و نحن نفتح لنا أبواب الحرب مع الله القاهر فوق عباده المنتقم ذو البطش الشديد ؟؟ الأسئلة كثيرة و التعبير لا يتحمله الوقت ، و الاجابة منك و إليك .

و أخيرا توكل ... أعلمي أن حياتنا و مماتنا و استشهادنا و جروحنا و كسورنا و المنا البالغ النظير ، و ثورتنا و أقامتنا في ساحات التغيير ، و ذهابنا و إيابنا و عودتنا و نجاحنا و فشلنا و تهجم عدونا علينا و تكبر المتكبرين على المشاكين و الضعفاء ، كل هذا لا يمثل لنا الّا واحة على جانب رحلتنا من الدنيا الى الآخرة ، يأكل فيها من أكل و يشرب فيها من شرب و يقضي حاجته المارّ على الطريق ..........