الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً

منير الماوري يكتب عن سر الخوف من علي ناصر محمد

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - منير الماوري:

أفاض الزميل إسكندر شاهر في محاولته لفهم دوافع الحملة غير المبررة التي تشنها صحيفة أخبار اليوم وصحف يمنية أخرى ضد الرئيس علي ناصر محمد، واستعرض بأسلوبه السلس في مقاله الأخير أسبابا عديدة قد تكون وراء هذه الحملة، لكني أخالف الكاتب الرأي وأستطيع الجزم بأن الهجوم على الرئيس علي ناصر محمد ليس بسبب ما قاله وإنما بسبب مالم يقوله.
صحيح أن الحملة الجديدة على الرئيس السابق جاءت بعد الحوار الذي أجراه معه أعضاء منتدى " حوار" الذي يتبنى حوارات جادة مع شخصيات سياسية ذات وزن كبير، ولكن الذعر الذي تسبب به الحوار في نفوس من يغذي أخبار اليوم بالأحقاد ليس سوى إنعكاس لخوف لدى البعض مما يمكن أن يقوله علي ناصر بحكم أنه في موقع يمكنه من الحصول يوميا على ذخيرة من المعلومات لا تتوفر حتى لبعض منهم في السلطة.
وصحيح أن الرئيس السابق المقيم في دمشق طرح أراء قوية في الحوار المشار إليه، ولكن هذا الأمر ليس جديدا عليه لأن الرجل يعتبر بمثابة محزون متنقل من المعلومات، ويطرح في كل تصريحاته أفكارا قوية، ومع ذلك فإن الخطورة تبقى فيما لا يقوله وليس فيما يقوله. ومن خلال قراءتي المتمعنة في الحوار وجدت أن الرجل لم يخرج عن حصافته، وكان دقيقا جدا في عباراته، ولهذا لا ألوم الصديق اسكندر شاهر إذا ما انتابه نوع من الاستغراب لردة الفعل المبالغ فيها على تصريحات الرئيس علي ناصر.
ولا أعتقد أن الرئيس علي ناصر محمد أساء للرئيس علي عبدالله صالح عندما تحدث عن وثيقة العهد والإتفاق كمشروع مازال صالحا لإصلاح اليمن، فالرئيس علي عبدالله صالح هو الذي وقع على وثيقة العهد والإتفاق، وهو الذي رضي بها، وربما كانت لديه حسابات أخرى وقتها، ولكن توقيعه يظل شاهدا أنه جزء لا يتجزأ من الوثيقة، ومن ينتقد الوثيقة فإنه دون أن يدري ينتقد الموقعين عليها. فعندما يأتي الرئيس علي ناصر محمد في 2007 ليذكرنا بوثيقة العهد والإتفاق التي تبناها خصومه السابقين في 1993، وعلى رأسهم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض فإن هذا دليل مصداقية وليس مدعاة للتهجم على الرجل.
وعندما يتهم الرئيس علي ناصر محمد بأنه متعطش للسطلة فإن الذاكرة تعود بي إلى ما قبل الإنتخابات الرئاسية عندما أسر إلي أحد قادة المعارضة اليمنية بأن قيادات اللقاء المشترك عرضت على الرئيس علي ناصر الترشح للرئاسة باسمها، وكنت وقتها من بين من أبدوا تحمسهم لهذا الإختيار، لدرجة أني أتصلت بمكتب الرئيس علي ناصر في دمشق لتهنئته بهذا الأختيار ففاجأني بقوله إنه لن يخوض انتخابات شكلية، وليس لديه رغبة في العودة للسلطة دون وجود مشروع حقيقي لبناء اليمن. وبعد ذلك أعلن من بيروت أن الخروج من السلطة ليس نهاية العالم، مشجعا الرئيس علي عبدالله صالح أن يضرب مثالا يحتذى به في تاريخ اليمن بالخروج من السلطة سلميا.
وفي اعتقادي أن الرئيس علي ناصر محمد كان مخطئا في عدم تلبيته لرغبة المعارضة اليمنية في خوض انتخابات الرئاسة، ولكن يبدو أنه كان يدرك جيدا أن عواقب الفوز أخطر من عواقب الخسارة، في ظل عدم جدية الطرف الآخر في الإحتكام للديمقراطية.
المطلوب من الرئيس علي ناصر محمد حاليا هو أن يظل صامتا، لا يصرح، ولا يكتب، ولا يبدي رأيه في أي مشكلة يمنية أو عربية أو إقليمية، لأن ذلك يخيف عناصر معينة في السلطة، لأن لديه معلومات مزعجة جدا للبعض، وهذه المعلومات على ما يبدو لا تتعلق بمراحل ماضية فقط وإنما تتعلق بأحداث جارية، فهل يتكلم علي ناصر أم يظل صامتا؟!