الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٦ مساءً

الثورة ولعبة الأمم

مروان المنصوب
الثلاثاء ، ٢٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يبدو أم جميع الحكام العرب من مدرسة واحدة ومنهجها عتيق ولم يشاء معلميهم التقليدين تأهيل ذلك المنهج أو إعطاء الحكام مفاتيح التفكير في مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر والأزمة المالية - ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب هدد بأن إسقاط نظامه سوف يسقط ليبيا بيد القاعدة وكذلك فارس العرب والصادق الأمين وعميد الحكام العرب صالح حاليا يهدد بذات تهديد ألقذافي، ذلك المنطق يثير الشك في أشخاصه لناحية أن القاعدة من صنيعهم ويؤكد أنهم أنهم رغم المدة الطويلة في الحكم لم يفهموا لعبة الأمم ولم يدركوا أن الشيوعيين قد تركوا أفغانستان وأن القاعدة من أوصلت أمريكا إليها وأن الأمريكان أعلنوا نهاية فصول مسرحيتها الطويلة بقتل بطلها أسامة بن لادن ولم يبقى سوى معاقبة الممولين والمجندين لها ومن وفرو لها ملذات أمنه، وأن القاعدة إن بقي لها أعضاء أو مناصرين فيفترض أن يتحولوا إلى خلايا نائمة أو ما يعرف بحالة كمون وأن القوى الدولية تدخل في صرع مع إيران الشيعية وذلك الصراع يقتضي أن يكون له قادة وجيش جديدين ولذلك استغلت تلك القوى الخلاف السني الشيعي فدعمت قوى سلفية حزب النور في مصر باعتبار أن من مصر خير الأجناد كما تخوض القوى السلفية في اليمن معاركها التدريبية ضد الحوثيين بثبات وبدعم من "أنصار الشريعة" وكل ذلك بهدف إعاقة أي تغير في الوعي قد ينتج عنة ظهور تفاهم أو تحالف سني شيعي (إيران – تركيا – السعودية - سوريا).

ولذلك فأن القوى صاحبة القرار في مجلس الأمم تسعى لتنقية أوراق العب والتخلص من تلك الأوراق التي لم يعد لها جدوى وثارت عليها شعوبها وتسبب حرجا كبير لها وتلميع رجالها من خلال لعب دور الثوار أو أنصار الثورة أو الجيش المناصر لها أو الجيش الحر، ولذلك لا عجب أن تلعب قطر دور الممول للثورات وأن يطلب أمين عام الجامعة العربية السابق إدخال قوات عربية إلى سوريا مقابل الدعم له في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة وباختصار إن المنطقة مقدمة على أزمة كبيرة وعلى الجميع وخاصة الثوار بأن توازن علاقاتها ومصالحها دون أن ترهن شعوبها في لعبة الأمم وأن ترسل رسائل واضحة بأن حقها في التحرر وأن تضمن مستقبل أبنائها مؤسسات قادرة تحفظ التعايش الأمن والسلم الأهلي لكل المذاهب والطوائف.