الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٨ مساءً

أولوية اليمن الجديد بعد صالح

عادل معزب
الاربعاء ، ٢٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بلاشك فقد استطاعت ثورة الشعب الشبابية السلمية التي انتفضت في مثل هذا العام في ساحات الحرية والتغيير أن تحقق الهدف الأول من أهدافها بشكل نهائي وهو خروج على عبد الله صالح من المشهد نهائيا بطريقة سلميه بعد حكم دام 33 عاما سعى من خلاله إلى تشويه صورة اليمن داخليا وخارجيا من خلال طمس حضارتها وثقافتها التي أذهلت العالم اجمع من خلال الثورة السلمية المباركة التي جمعت بين الروح الوثابة الطاهرة في الجانب الثوري وبين المسار السياسي الصحيح الذي استطاع أن يحلل الواقع برؤيته القوية حتى يستطيع إحداث التغيير المنشود بأكل التكاليف الممكنة مستفيدا من تجارب الثورات الأخرى في تونس ومصر وليبيا، وبعد مصارعة مع المرض العضال استطاعوا استئصاله بعملية ناجحة تكفل الدخول في بناء اليمن الجديد.

ويبدوا أن التغيير المنشود بدأ الآن ويجب أن تستمر الثورة في الميادين حتى تحقق كامل أهدافها وتسقط رموز الفساد في شتى المؤسسات المدنية والعسكرية، وتراقب الوضع كن كثب وتشارك في وضع لبنات الحكم الرشيد الذي يحلم به كل اليمنيين.

ومن أهم واجبات الحكم الرشيد الذي نريده في اليمن الجديد بعد تجاوز الديكتاتورية والاستبداد فإننا نتطلع إلى تحقيق الحكم الرشيد الذي يقود اليمن العيد إلى طريق التنمية الشاملة بمشاركة كل أبناءه في الداخل والخارج ومن أهم واجبات هو رد المظالم التي وقعت على أبناء الشعب ومحاسبة المسئولين الحساب الحازم حتى يطمئن الجميع إلى العدل من خلال الوقوف بحزم إلى قضايا الشهداء والجرحى والمشردين وكل من له مظلمة من عهد النظام البائد ،
وكذلك ينبغي المواجهة الصريحة والواضحة والقوية لكل أسباب ومظاهر الإفساد التي مارسها النظام البائد لسنوات طويلة واليقظة والانتباه والتفقد لكل مرافق الدولة بما يحمي مقدرات اليمن من خلال عملية تصحيح وتغيير في المؤسسات بما يلبي رغبة موظفيها كونهم أدرى بالفاسد من المصلح على أن تستجيب حكومة الوفاق والمشير هادي إلى تلبية مطالب التغيير. والعمل تقديم الكفاءات وذوى الخبرات المدنية والعسكرية في بناء اليمن الجديد فاليمن يمتلك من القدرات البشرية ما يكفيه إذا تم استخدامها بالشكل المناسب

كما يجب أن يكون للحكم الرشيد في المرحلة القادمة في اليمن رسالة يسعى وهى الوفاء بتحقيق وثيقة شرف الثورة الشبابية ، بأي وسيلة كنت نحن لا نريد تحقيق الأهداف بدفع الإثمان الباهظة كما هو الحاصل في سوريا وما سبقها في ليبيا ، لكننا في اليمن ندرك أن السياسة هي فن الممكن وما حققته السياسية في اليمن يعتبر انجاز غير عادى في إزاحتها لرأس النظام الذي كان يجيد فن المراوغة والرقص على رؤوس الثعابين داخليا وخارجيا وبغض النظر عن حصانة فهي إدانة واعتراف منه ومن معه باقتراف حقوق الشعب التي ستظل وصمة عار تلاحقهم حتى يردوا الحقوق إلى أهلها.

بالإضافة نشر ثقافة التسامح والموطنة والقبول بالأخر الذي لم تلطخ ايديهم بحقوق بالدماء والعمل على تعميق الوحدة اليمنية بين مختلف فئات المجتمع كما جسدتها ثورة الشباب الشعبية السلمية في شتى ميادين اليمن وأثبتت أن اليمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى سائر اليمن لمعالجة ذلك الألم ، فلا مناطقية ولا طائفية تستطيع أن تفرق بين إنباء اليمن الواحد.

وهذا كله يتحقق من خلال المواطنة المتساوية والعمل على ترسيخ الوطنية وحب الوطن من الإيمان ووحدته عن طريق تنويع ذلك المبدأ في المناهج التعليمية بكل أنواعها والعمل على حمله وطنية شاملة في كل القنوات الرسمية والخاصة والصحف لترسيخ هذا المبدأ وباستمرار حتى تكون الوطن هو مصدر العزة والفخر والرفعة (ارفع راسك فوق أنت يمني)....