الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

الثورة ,,,, والأخوة

عباس القاضي
الخميس ، ٢٦ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
في تعليق على موضوع في شبكة التواصل الاجتماعي, نشره أحد مشاريعي في الأخوة في الله, أردت من خلاله إضافة مفهوم إلى الموضوع , ولكن وجدتُني أتعمق فيه ليصبح موضوعا بحد ذاته.

فالمحبة في الله مشروع عظيم من مشاريع " الظل السبعة " الذي ورد في الحديث المشهور " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله....".

وكلمة مشروع هذا, استدعاء لموضوع علق في ذاكرتي منذ زمن للمفكر المهندس / أحمد قائد الأسودي,,والذي حث فيه أن يكون لكل فرد مشروعه الخاص, وقد جمعتني به جلسة يوم أن كان الموضوع ما زال مخطوطة, وتساءلنا حينها كيف نختار مشروعا ؟ واستمر النقاش لنكتشف أن البحث عن مشروع, أصبح بحد ذاته مشروعا,, لكنه استدرك قائلا : أبحثوا عنه في شعب الإيمان, ولهذا خطر على بالي وأنا أتكلم عن مشروع الظل.

فإذا استعرضنا حديث مشاريع الظل السبعة, نجد أن بعضها غير متاح لكل الناس مثل الـ " الإمام العادل " النادر من يمتلك السلطة ؟ و " رجل تصدق بصدقة......." القليل من يمتلك المال...وبعض المشاريع تحتاج إلى مشقة " رجل قلبه معلق بالمساجد " وبعض المشاريع فرصة النجاح فيها ضئيلة " رجل دعته امرأة....." وبعضها قد تكون تجاوزتها " شاب نشأ في عبادة الله " والبعض لا تدرك تحقيقها لأنها مربوطة بالقبول " رجل دعا الله خاليا..." ويبقى المشروع المستهدف " ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " فهذا المشروع الأقل كلفة وفي متناول الجميع.

فالأخوة في الله إذا ما وضعناه موضع التنفيذ سنتجاوز الكثير من العقبات وسعدنا في الدنيا قبل الآخرة,, مشروع جد مهم فالأخ يشارك أخاه في ماله بغير قربى أو نسب , إذا جار عليك الزمن ستجده بجانبك يواسيك ويبذل كل ما يملك لتتجاوز هذه المحنة, إذا مرضت فإنك ستجده بجانبك وإذا فرحت رأيت فيه وجها بشوشا يزد الفرح سرورا وألقا.

المحب في الله لا يخاف, ينام قرير العين, ينظر إلى الحياة بتفاؤل, لأنه أحزانه مخففة وأفراحه مضاعفة.

المحب في الله يأمن المعاصي, لأن هناك من سيذكره ويهدد بمفارقته, إذا هو استمرأها, فيفوق من غفلته ويهرع للرجوع إلى أخيه وهو رجوع إلى الله.

المحب في الله لا يتجاوز العدل إلى الظلم لأن المظلوم سيلجأ حتما إلى أخيه فيتدخل ليعدله عن ظلمه.
المحب في الله إن وضع قدمه في الطريق وجد من يساعده على توجيهها إلى الاتجاه الأصوب والآمن.

أقول هذا وأنا أدرك تماما أن هناك نماذج لهذه الفضيلة, ولكن ليست بصورتها المطلوبة, فنحن مجتمع مناسباتي , نعيشها أيام أو أشهر أو حتى سنوات فتنقطع لسبب أو بدون سبب ونكون بهذا قد حللنا عروة الأخوة التي يجب أن لا تنقطع إلا بالموت , حتى لو بقي أحدهم بعد صاحبه تعهد أولاده بالرعاية.

الأخوة رأيتها في المعتصمات , فعندما يكونان في خيمة واحدة, قلوبهما يكادان أن يتعانقا, ولسانهما يقطران عسلا,, يقوم أحدهم ليلا , فينظر إلى أخيه , وهو نائم فيخلع عن نفسه اللحاف ليغطي به صاحبه,,ثم يعود لينام,,,فإذا قام من نومه وجد الإفطار عند رأسه قد أحضره صاحبه, ولكن إذا أنتقل أحدهم إلى خيمة أخرى نسي كل منهم أخاه, ولو أنهم عقدوا النية في التآخي لكان خيرا لهم, اجتمعوا أو تفرقوا, وهكذا سيكون الترابط بين أفراد المجتمع فتصبح جماعات ليكونوا مجتمعا لا يخافون فيها بأسا ولا رهقا