الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

ثورة الشعب مدنية لا علمانية..

عبدالرحمن الدعيس
السبت ، ٢٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
انطلقت الثورة اليمنية كالزلزال لا يشق لها غبار تصهر كل من يقف أمامها كالبركان لقد خرج ملايين اليمنيين في كل أرجاء البلاد خرجوا ضد الظلم والتجاوز والطغيان ضد حكم الأسرة وسوء قيادة البلاد والاستهتار بمقدرات الشعب وممتلكاته وطموحاته, فاستيقظ الشعب وخرج ينادي ويهتف الشعب يريد إسقاط النظام .

سقط الشهداء وهم يرفعون ويهتفون برحيل النظام والفساد وليس برحيل الدين والمبادئ والقيم الراسخة كرسوخ جبال اليمن.

جرح الجرحى وهم يهتفون ويحلمون بيمن جديد مملوء بالسعادة خالي من الفساد والطغيان, ليس ببلد خالي من الدين ومليء بالفوضى بسبب الحرية المطلقة الذي ينادي بها البعض من الذين لا يفهمون أو يتناسون أن حريتهم تنتهي عند أطراف أقدامهم.

كنا نشكو في عهد عفاش من عدم وجود نظام بسبب الحرية المطلقة للمسئولين وللمفسدين وللعابثين فكيف يطالب اليوم بعض من الثوار بما كنا نشكو منه في عهد عفاش.

الشعب اليمني عندما خرج إلى الميادين والساحات لم يخرج من أجل تغير الدستور بل من أجل تطبيق الدستور فالكل يعلم أن المشكلة لم تكن في الدستور اليمني بل في عدم تطبيق الدستور فنحن بلاد الحكمة والإيمان بلد إسلامي ودستورنا يجعل من الشريعة الإسلامية اصل التشريع وهذه المادة لم تأتي برغبة الحاكم بل جاءت برغبة الشعب بعد مظاهره مليونية في تسعينيات القرن الماضي عندما كان الكثير من الشعوب لا تستطيع أن تتحرك, تحرك مليون يمني من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية فكيف باليوم وبنيغازي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وقاهرة المعز ترفع شعار الإسلام هو الحل وقرطبة يقودها الإسلاميين.

كيف يأتي اليوم من أبناء جلدتنا من يتكلم بلسان الغرب ويمثلهم ويكون سفير لهم بدون تعيين, بعضهم يبحث عن شهره وإرضاء للغرب مثلهم مثل الرجل الأحمق الذي أراد أن يذكر في العرب كالأبطال ولكن حماقته سبقته فتبول في بئر زمزم لتلعنه العرب قاطبة لسوء فعلته وهو في قمة السعادة والراحة وهم يذكرون اسمه فهؤلاء يجب عدم الرد عليهم لان مجرد ذكر اسمهم هو ما يبحثون عنه فيجب علينا أن لا نمنحهم هذه الفرصة. وأما الطرف الأخر فقد حصلوا على الشهرة ومن باب حسن الظن سنقدم لهم نصحنا ونقدنا وما زلنا نأمل فيهم خيراً مثلما قدمنا لهم شكرنا ومدحنا من قبل .

يا بنت كرمان لقد فرطتي في دماء الشباب في باب رئاسة الوزراء في معركة كنت تعلمي أنها خاسره وكنت تعلمي أن مجور ليس له من الأمر شيء فدافعنا عنك وقلنا لعله جنون الثورة وحماسها ونشوتها واليوم تفرطي بالدين والقيم والمبادئ بل وتحرضين وتشجعين على السفور ونقض عرى عاداتنا المحافظة العريقة والتي تميز اليمني عن سواه, فماذا سوف نقول؟ وبماذا سنعتذر ؟ وعن ماذا سندافع؟

يا توكل لن نجعلكي تفرطي بالدين كما فرطتي في دماء الشباب, نحن شعب الحكمة والإيمان نحن من خرجنا في مظاهره مليونيه من اجل الشريعة الإسلامية عندما لم يكن هناك من يخرج إلى الشارع في كل الدول العربية والإسلامية, بل كان هناك من يمنع الصلاة في الجامع والحجاب في الشارع فكيف باليوم وقد جرب الناس العلمانية والعلمانيين وقد وعدوا الناس بالتقدم والازدهار والحياة السعيدة مقابل ترك الدين فلم يجد الشعوب سوى الدمار والخراب, دمار اقتصادي وأخلاقي واجتماعي وطغيان سياسي فقام الربيع الإسلامي.

يا بنت كرمان لن نتركك للعلمانية والعلمانيين فقد كنت فخر المرأة المسلمة, فلما جاءت طامة نوبل أنقلبت الموازين فمن سفرة إلى أخرى ومن المصافحة إلى التلميح إلى التصريح والتوضيح, فضاع ما بنيتي وخاب ما جمعتي, فليست القيادة بالأنقياد وليست الزعامة بالعمالة, وليست السياسة بالتنازلات.

يا بنت كرمان إنك رمز من رموز نساء الإسلام وعضوة لمجلس شورى حزب الإصلاح الإسلامي اليمني فلا تغرنك طامة نوبل فتكون عليكي نقمه, لا تتبعي أهل الهوى من العلمانين والحمقى والمغفلين والباحثين عن الشهره ولوباستفزاز المجتمع عبر الاستهزاء بالدين والقيم , فمنهجهم معروف وعلمانيتهم مشهورة وعددهم محدود وطموحاتهم مقهوره ولن يبلغ بصرهم أعلى من قدميهم.

يا بنت كرمان عرفناك امرأة ثورة دافعتي عن كرامة أبناء الجعاشن وفتحتي ساحة الحرية وقدتي أول مظاهرة وتعرضت للبلاء المتواتر فلا تكن قضيتك الشهرة أو التغريب فيضيع جهدك سدى وتذهب أعمالك أدراج الرياح ولا تنسي أنك أمام شعب مسلم الدين أغلى ما لديه من أجله يموت ويحيى.

أيها العلمانيون أيها الليبراليون مالكم لا تفقهون تخوضون معركة نتائجها معروفه معروفه الم يأن لكم أن تستفيدوا من ما جرى في تونس ومصر لا تظنوا أن سكوت الإسلاميين عن أقوالكم ضعف أو قله بل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة التي ستجرفكم إلى مزبلة التأريخ كما جرفت طغاة العرب من قبلكم, سكتوا لان هناك ما هو أهم ولأنكم لا تستحقون الرد, لا تستفزوا مشاعر المجتمع اليمني المسلم فيطردكم وينبذكم فهو مجتمع حكمة وإيمان قوي بنيانه أصيل عنوانه, سماته الصلاح وسعيه للفلاح وتجربته في نجاح, لن يذل أو يركع ولن يكفر أو يخضع, لن تنحني فيه جبهة لغير خالقها ولن يحصد خير ثورته غير شعبه المسلم الموحد ..

أيها الشباب في كل الساحات في كل أرجاء اليمن يجب عليكم قبل أن تتمسكوا بثورتكم ووطنكم أن تتمسكوا بدينكم فمن يتخلى ويترك دينه سوف يكون تخليه عن وطنه أسهل يجب عليكم أن تعلموا قول مؤسس الدولة المدنية الإسلامية عمر بن الخطاب رضي الله عنه "نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فهما أتبتغينا العزة بغيره أذلنا الله".

إياكم وصنع الطواغيت والتلميع لطالبي الشهرة ومحبي الفشخرة, أستمعوا لقول الله تعالى وقول محمد المصطفى وفسروهما بقول أبي بكر وعمر, انقادوا ولا تقتادوا, أستمعوا ولا تخضعوا, كونوا أعزة بدينكم حماة لعقيدتكم مدافعين عن حرماتكم.

يا علماء الدين وحماة العقيدة ورجال الدولة وقادة الفكر وزعامات القبيلة وأسود الجيش وأبطال السياسة أين أنتم من التغريب المستمر لأبناء اليمن, أين أنتم من الكفر بالله والألحاد به بل سبه علانية وشتمه ( جل شأنه) جهاراً نهاراً.
هل خفتم من موجة الثورة؟ فلا تخافوا فالثورة ليست ضد الدين بل هي ضد الكفر بالدين.

هل خفتم من الليبرالية؟ فلا تخافوا فأهل اليمن أهل دين حق وعقيدة خالصة صافية.

هل صارت الحرية لديكم مطلقة وبدون سقف؟ فتذكروا أن ديننا وعقيدتنا ثابت من الثوابت وليس في الأستنقاص منه حرية.
اتقوا الله في أمانتكم وقفوا موقف الجد وحدوا من هذه الظاهرة ( وأن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).