الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٨ صباحاً

المؤتمر الشعبي العام وحكومة الوفاق ..... التوجه نحو إفريقيا

علي حسن الخولاني
السبت ، ٢٨ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
في سنة 1994 أعلن وارن كريستوفر وزير الخارجية الأمريكي حينها، أن "الولايات المتحدة ستعمل على تقليص النفوذ الفرنسي في إفريقيا"، طبعاً، إعلامياً وكما هو معروف لقرابة سبعة ملايير من سكان العالم أن لاشيء في القارة الإفريقية سوى انعدام الأمن والاغتصاب والمرض والموت. لكن في المقابل، نجد أن الصورة الحقيقية لإفريقيا، خيراتها ومواردها ... لا تدور إلا في المكاتب الرئيسية للدول الصناعية الكبرى وشركاتها المتعددة الجنسية.

وعليه أتمنى من صانع القرار في المؤتمر الشعبي العام، أن يعيد هيكلة الحزب بما يتلائم والمرحلة القادمة التي بدأت ملامحها تتبلور من الآن، وأرى أن يتم استحداث منصب أمين عام مساعد للشؤون الإفريقية، أو دائرة تعني بالشؤون الإفريقية، نظراً لما تمثله أفريقيا [ خصوصاً شرق ووسط القارة ] من عمق استراتيجي لليمن وبالتالي تؤثر على الأمن القومي اليمني في الصميم، من خلال تهديدات أمنية [ القرصنة، التواجد العسكري الأجنبي في خليج عدن بحجة محاربة الأولى، حركة شباب المجاهدين في الصومال وارتباطها بالقاعدة، هذه الحركة التي هددت بإرسال مقاتلين لليمن في وقت سابق .. ، أيضاً التواجد الإيراني في القرن الإفريقي وكذلك الصهيوني ....] أو من خلال الاستفادة الاقتصادية والتجارية، من حيث كون منطقتي القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، في حال استقرارها ستكون سوق هامة للمنتجات اليمنية بالنظر إلى الميزة النسبية بين الطرفين، اليمن والمنطقتين الأنف ذكرهما، أو الاستفادة من الجاليات اليمنية المنتشرة هناك.

وأتمنى من حكومة الوفاق برئاسة دولة رئيس الوزراء أ/ محمد سالم با سندوة، [ وإن كان مهمتها الرئيسية، هي تجاوز أثار الأزمة التي عصفت باليمن، أي أولوية الداخل على الخارج، وأقول للحكومة لابأس بأن نهتم بمصالحنا الخارجية ... ] أن تعمل على إقامة ورفع التمثيل الدبلوماسي بين بلدنا وكل من جنوب السودان، كينيا، تنزانيا، أوغندا، بورندي، رواندا، الكونغو الديمقراطية، إلى درجة سفير، فاليمن أقرب إلى إقليم البحيرات العظمى من المغرب وهي دولة إفريقية.

كذلك تجمع صنعاء، يجب على اليمن أن تبادر بالدعوة من أجل استئناف انعقاد دوراته، كونه مدخل هام للتكامل الاقتصادي والأمني بين اليمن والقرن الإفريقي، بل ولابد أن تعمل اليمن من أجل إقناع دول البحيرات العظمى للانضمام لهذا التكتل الذي رأى النور في العام 2003. وأرى أنه من الحكمة إنشاء وزارة في حكومة الوفاق تهتم بالشؤون الإفريقية. فإفريقيا أيها السادة هي مستقبل اليمن.