السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٣ مساءً

جين نوفاك تكتب عن الخيواني .. صوت اليمن في المعتقل

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
جين نوفاك :

عام 2004، كتب الصحفي اليمني عبد الكريم الخيواني من معتقلة ، أنا أؤمن بالديمقراطية والحرية والمساواة والحقوق وأنا مستعد لتحمل المعاناة والتضحية من أجل ذلك لأني لا أريد أن يعاني أولادنا من الدكتاتورية وسأناضل من اجل منحهم مستقبلاً أفضل ، أطلق الخيواني بعد سبعة أشهر من السجن واستمر في الكتابة في قضايا عامة لليمن تشمل الفساد والتوريث ، والحقوق المدنية ، وقد تتعرض لعدد من المضايقات الحكومية والرقابة ، والتهديدات ، وتشويه السمعة ليصل الحد إلى الاعتقال قبل أسبوعين بتهم مفبركة بصلته بالإرهاب .. الاعتقال السياسي الذي تعرض له عبد الكريم الخيواني احد أكثر الناشطين السياسيين احتراماً بعد جزءا من حملة حكومية واسعة لإحكام القبضة ليس فقط على المعارضة ، بل أيضاً على المعلومات القمع الحكومي المتزايد لوسائل الإعلام يأتي نتاجاً لنمو حالة عدم الاستقرار .
خمسة أشهر من التمرد في شمال اليمن ولدت أزمة إنسانية بنزوح ما يصل إلى 100الف لاجئ محلي مناطقهم ، وتوسع نطاق الاحتجاجات التي انطلقت في الجنوب في المدى والقوة . وكنتيجة للأحداث المشتعلة في أنحاء اليمن ، لجأت الحكومة إلى حجب المواقع ،وأوقفت خدمات الرسائل الهاتفية ورفضت منح التراخيص لإنشاء صحف جديدة وإطلاق الملكية الخاصة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة .
واعتقل الخيواني أثناء ستة أسابيع من الاعتصامات المتواصلة للصحفيين التي تطالب بتحرير وسائل الإعلام . اعتقال السيد عبد الكريم الخيواني الإصلاحي المعروف عالمياً مثل صدمة لليمن والمجتمع الدولي يوم اعتقاله عبرت لجنة حماية الصحفيين الدولية عن قلقها من أن يكون"الخيواني معاقباً بسبب أرائه الصريحة " فيما ناشدت منظمة صحفيون بلا حدود الحكومة اليمنية أن تطلقه حقيقة الاعتقال وأسلوبه كانت مفجعة للغاية إذ اخذ الخيواني إلى المعتقل من قبل قوات مكافحة الإرهاب الذين دخلوا منزله باعتبارهم عمال كهرباء ومنحوا صلاحية استخدام القوة القاتلة إذا حاول مقاومة الاعتقال .. داخل المنزل ضربوا ابنته ذات السبع سنوات بقوة أدخلتها في حالة اللاوعي ..
الضباط ضربوا الصحفي بشكل دام بإعقاب البنادق ..ونقل إلى المعتقل وهو ينزف وفي ملابسة الداخلية ،إمعاناً في الإذلال أخذا بعين الاعتبار طبيعة المجتمع اليمني ، وفي معتقلة ، جرم الخيواني من المعالجة الطبية للعديد من الجروح التي تعرض لها خلال اعتقاله ..كما حرم من الاتصال بمحامية .. ورغم الازدحام لزملائه ومناصريه الذين تجمعوا مباشرة خارج السجن ، حرم الخيواني من الزيارة بموجب أوامر صدرت من وزير الداخلية رشاد العليمي ... ووفقاً للسلطات فانه مسموح لزوجته بزيارته ،إلا انه لا يوجد شرطة نسائية هناك لتفتيشها حال الدخول، وهو ما حال دون زيارتها أيضاً. الخيواني لم يلتق القاضي مطلقاً ولم تطلق عليه أي تهم حتى اللحظة ، ورغم ذلك قررت المحكمة حبسه لمدة شهر بينما تفكر السلطات في التهم ..
أطلقت وسائل الإعلام الحكومية حملة تشويه ضد هذا الناشط ذاكرة أن الخيواني "يدعم الإرهاب" بدليل ذكر أن عبارة عن اسطوانات "" تحتوي على بيانات عن الوفيات المدنية جراء حرب صعدة ، ومعلومات أخرى عامة ، مفهوم على نطاق واسع إن اعتقال الخيواني جاء على خلفية كتاباته ، وأخرها المقال الذي كان مقرراً أن يكون عنوانه " التيس الذي صار فرعون "
الخيواني يظل من طراز حديث يتحمل سوء معاملة الذي يتعرض له من قبل الحكومة اليمنية في مايو 2004م ناقش رئيس تحرير صحيفة الشورى تهديدات بالتصفية تعرض لها بعد نشرة سلسلة مقالات عن الفساد وتوريث المناصب ،
اليمن " سنستمر في معركتنا ضد اللصوص والفاسدين في مراكز النفوذ الذين تضايقوا من التقارير التي مست مصالحهم " قال الخيواني في تصريح نشرته صحيفة يمن تايمز ..
بعدها في عام 2004، عند ما اعتقل الخيواني بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية ، رفض شراء حريته بثمن التوقف عن الكتابة ، كان تلقى حكما بالسجن لمدة عام واحد وسط إجراءات محاكمة غير قانونية بسبب تسعة مقالات رأي نشرت من قبل طاقم صحيفة الشورى التي أوقفت لمدة ستة أشهر ..
خلال السبعة الأشهر التي قضاها الخيواني في المعتقل كسجين رأي ، تعرض للضرب وكسر فكه حينها .. كتب الخيواني " الحرية والديمقراطية ليست هبة الحاكم أو النظام ، هما انجاز أنساني عالمي لكل الناس على سطح الأرض " عفا عنه الرئيس صالح في مارس من عام 2005. وعند ما سمح للشورى بإعادة الإصدار " بشكل غير متوقع ، عادت الصحيفة للحديث عن عدد من القضايا بما فيها أحداث صعدة ، ونظام الحكم في اليمن ، طبقاً لصحيفة الصحوة .
في مايو 2005، وفي ردة فعل لصوت الخيواني العصي على الاستسلام استولى رجال مسلحون على مكتب صحيفة الشورى ، وبدأت بإصدار صحيفة في صف الحكومة في تكتيك جديد يعرف بـ الاستنساخ "
وفي بيان لائتلاف منظمات المجتمع المدني وصف " فضاء الإرهاب والعنف يسيطر على هذه الفترة السياسية ضد المعارضة والري ، ذلك الفضاء الذي أصبح أكثر قمعاً كما هو موثق من قبل منظمة صحفيات بلا قيود " عرفت سابقاً بمنظمة صحفيات بلا حدود حتى بذات الاسم " التي ذكر تقريرها أكثر من 200حالة انتهاك لحرية الصحافة في 2006.
بقية العام 2005وحتى 2006، استمر الخيواني بإصدار نسخة أصلية من الشورى الالكترونية ، وتعرض الموقع للانفجار نتيجة الضغط المتزايد على الموقع بفعل أخباره ، وتقاريره ومقالات الري والتحقيقات الجريئة التي تميط اللثام عن الفساد في مستويات النظام العليا والتي تشمل المسؤولين الحاليين والسابقين ، طبقاً ليمن تايمز .
وحجب موقع الشورى نت ، من بين مواقع أخرى استباقاً لانتخابات سبتمبر الرئاسية ، وفي نوفمبر منع عبد الكريم الخيواني مكن مغادرة اليمن لحضور مؤتمر نظمته هيئة الصليب الأحمر الدولية في المغرب ..
وفي ديسمبر 2006، كتب عبد الكريم الخيواني للأمم المتحدة عن القيود المفروضة على الصحفيين في اليمن ، " الدولة تصطادنا ، تنتهك حقوقنا ، وتقيد حرية التعبير " وقال في رسالة كتبها بمعية صحفيين قياديين آخرين " نحن تعرضنا للاختطاف والاختفاء القسري ولاعتقال غير دستوري ولا قانوني ، نحن محرمون من مصادر رزقنا لأننا ننتقد الفساد والنظام العسكري الذي يستولي على السلطة منذ 28 عاماً وقصرت الأمم المتحدة الاستجابة لذلك النداء
في فبراير 2007، أحضر الخيواني قسرياً للمحاكمة لمادة صحفية منشورة " أتمنى أن تظهر المحكمة تحمساً شبيهاً لقضية أنيسة الشعيبي أو تنظر بعدالة لقضية مهجري رعاش " أجاب الخيواني في إشارة إلى ضحية اغتصاب ومهجرين محليين استبدلوا برعية الشيخ .
وبحلول حرب صعدة المؤلمة ، حظر موقع الشورى نت ثانية في فبراير واصدر الخيواني تصريحاً قال فيه أن الحكومة اليمنية كانت تستهدف الشورى " لأننا ننتقد الفساد والتضييق في الحقوق والحريات " وإنه لمن السخرية والتهكم أن يكون الضحية الأخيرة هذا الناشط الحقوقي الموهوب للديمقراطية في اليمن ، وهو الذي كافح من اجل الحرية لسنوات ، هذه الحرب التي لا يمكن كسبها حتى تبدأ الولايات المتحدة بالارتقاء إلى سياستها المعلنة بدعم الإصلاح والإصلاحيين الشجعان.
نقلاً عن أسبوعية "الثوري"