الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٠ مساءً

اليوم العالمي لحقوق الشيطان

جلال الدوسري
الأحد ، ٢٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
قمت بعملية بحث في عدد كبير من المواقع على الشبكة العنكبوتية ولم أجد-مع الأسف الشديد- أي أخبار تذكر,أو مواضيع تتحدث بحجم الحدث الكبير والهام من وجهة نظري,وهو الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان..ولم يحفزني للكتابة في هذا الأمر سوى رسالة نصية تكرمت بها إحدى شركات الهاتف النقال في بلادنا بتاريخ25/1/2012م,وهذا نصها:(اليوم تحتفل بلادنا باليوم العالمي ال63لحقوق الإنسان برعاية رئيس الوزراء)وقد وجدت نفسي عند قرائتها أضحك من غيرشعور
مع تضاعف الإحساس بالألم والحسرة مقرون بالخزي والعار على ماهو عليه وضع حقوق الإنسان في بلادنا الحبيبة اليمن..يمن الحكمة الإيمان..

لا أدري أين ولا متى ولا كيف ولا حتى لماذا أقيم هذا الإحتفال؟!
فهذا اليوم أتى ليتمم عام ويبدء عام,والعام الذي تم شهد منذ لحظاته الأولى وحتى نهايته أسوأ وأبشع وأفضع الإنتهكات لحقوق الإنسان في اليمن.وإن كانت الإنتهاكات لحقوق الإنسان هي ديدن الأنظمة على مدى الأزمان,إلا من أتقى وخشي الرحمان..
تزامن عام حقوق الإنسان المنصرم مع هبة نسيم ثورة الشباب السلمية الشعبية,ومن العودةبالنظر في ثلاثمأة وستون يوم لا أجد يوماً واحداً خلا فيه من أي عملية إنتهاكلحقوق الإنسان بأي شكل من الأشكال الجسيمة المريعة.

حيث أُزهقت أرواح,وأُريقت
دماء,وأُحرقت ودكت ساحات,ودُمرت منازل ومؤسسات..تشريد وتجويع وإعتقالات
..طرد من الوظائف وإيقاف المرتبات..كبت الأراء ومصادرة الحريات..إلى حرمان الإنسان من الحق في التعلم والتطبب,والحق في أن يجد الماء والكهرباء والهواء..
عن أي حقوق نتحدث؟!وقد وصل الأمر حتى إلى حد إنتهاك حق رموز وقادة الدفاع عن حقوق الإنسان,ورعاته الأساسيين..سواءٌ على أيدي النظام الغاشم أو على أيدي من أدعوا الثورية بركب الثورة وأساليبهم قمعية همجية..ومن ذلك ماحدث للقاضي/
أحمد سيف حاشد ولبشرى المقطري وفكري قاسم وتوكل كرمان وغيرهم كثير..

أطراف عده-محلية وإقليمية ودولية- ساهمت في عمليات الإنتهاكات لحقوق الإنسان اليمني؛فبالإضافة إلى قمعية نظام علي عفاش الغاشم المستبد؛ فقد شاركه في ذلك أحزاب اللقاء المشترك بتهاونها وتخاذلها..كما ساهم في ذلك الكثير من القوى والقادة العسكريين والسياسيين والدينيين والقبليين.. سواء من الذين كانوا معارضين للنظام من سابق,أو من الذين أنشقوا عنه..

كما ساهمت أنظمة حكم إقليمية ودولية-بطريقة مباشرة أوغير مباشرة..وبشكل سري
أو علني-في عمليات الإنتهاكات.ومن ذلك النظام السعودي بمواقفه السياسية المساندة
لنظام علي عفاش,وإلى درجة مد العون له بالأموال الطائلة,ومختلف أنواع الأسلحة
المدمرة والقاتلة,وصولاً إلى إتفاقية العار الخليجية والتي تعتبر بحد ذاتها إنتهاك قذر وصارخ لحقوق الإنسان,ناهيك عن تعارضها مع كافة الشرائع لجميع الأديان,ومع
تشريعات وقوانين بني الإنسان في كل زمان ومكان..
وهي الإتفاقية التي بموجبها تم إصدار قانون الحصانة الذي هو بمثابة صك غفران

لكل من أنتهك حقوق الإنسان بمختلف الأشكال والألوان..
كما وساهمت أنظمة ودول ومنظمات إقليمية ودولية كثيرة بتلك الإنتهاكات؛حيث كانت مواقفها دوماً التواطؤ والتخاذل والتهاون مع كل عمليات القمع والعدوان التي مارسها نظام الظلم والطغيان..ومن أولئك أنظمة دول الخليج وجامعة الدول العربية
ودول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وحتى الأمم المتحدة..

وأصل إلى القول أن العام الذي شهد أسوأ الإنتهاكات لحقوق الإنسان منذ بدايته؛شهد في نهايته ومع إستمرار الإنتهاكات,أسوأ عملية إنتهاك على الإطلاق تمثلت بمنح حقوق للشيطان,بعكس ماكان يستحق على جرائمه التي أرتكبها بحق الإنسان..
وبالتالي فلم يكن الإحتفال بهذا اليوم سوى إحتفال لحقوق الشيطان..
فأي حفلٍ رعاه حضرة الأستاذ:محمد سالم باسندوة؟!!!