الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠١ مساءً

التضامن مع توكل كرمان .. واجب انساني واخلاقي

فائز سالم بن عمرو
الأحد ، ٢٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
شنت الصحف والمواقع الالكترونية وصفحات المواقع الاجتماعية حملة شرسة وضارية ضد الأخت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام وما يثير العجب في شان هذه الحملات الثورية غير الأخلاقية التي شنت ضد امرأة عربية يمنية مجرد أنها ذكرت آرائها وعبرت عن نظرتها في قضايا مختلفة ربما تكون صائبة أو مخطئة .

لاحظ كثير من الكتاب والنقاد التوجه الاقصائي والفردي والاعتزاز بالنفس واستعمال اللغة الخشبية والسيئة التي كانت تنتهجها السيدة الفاضلة ، فقد كانت السيدة توكل تجوب الأرض شرقا وغربا وتصدر تصريحات وألفاظ في حق النظام اليمني والرئيس اليمني لا تصدر من إنسان جاهل فاقد لكل القيم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية فضلا ان تصدر هذه التصريحات من سيدة حائزة على جائزة نوبل وتنتمي إلى أسرة سياسية ، وهي من ارض يمنية مشهورة بأخلاقها ورفعت أهلها وتميزهم بمخزون وافر من الأخلاق والقيم ، وزاد هذا الانحراف في خطاب السيدة توكل وبلغ ذروته في اللقاء التي أجرته السيدة مع قناة دريم المصرية ، وقد كان لقاءا وحوار جريئا فجرت فيه الأخت توكل ألغام من النوع الثقيل لتنتقل المعركة بين الثوار أنفسهم ، فأقلام والسن خطباء ساحات الجامعة والداعين للحق الإلهي ومصدري الفتاوى صوبوا ألسنتهم وأقلامهم ورماحهم الثورية تجاه السيدة توكل ولم يوفروا أي وسيلة في مهاجمتها واتهامها ، ولكن هذه التعليقات والنقد التي صدرت تجاه الأخت توكل والتي غزت وانتشرت في مواقع الثوار ، خرجت عن باب الأدب والخلاف السياسي واتجهت نحو الخلاف الشخصي والجرح والاتهام في الشرف والخوض في النيات والشكل واللون ، فقد اتهمت الأخت بأنها خارجة عن الدين وتريد تفرض قيم علمانية وآخر يتهمها بالإباحية ..

ولكن الأشد علي كرجل عربي مفترض فينا ان نكون على خلق ان تعرض صور في الصفحات الاجتماعية لأختنا توكل وهي عارية أو تشبّه بالكلب أو الخنزير أو نحو ذلك ، فهذا هو الخطأ الأكبر والجريمة الأشنع الذي يجب ان يرفضها كل مسلم ويمني وعربي .

من حق الجميع ان يخالف السيدة توكل وان ينتقد ما تقول وما تفعل ولكن ليس من حقه ان يشوه عرض امرأة ويصفها بالفحش ويتهمها بالخروج عن الدين ، والمشكلة الحقيقة ان الأخت توكل والثورة الاقصائية التي اتخذت شعارا طاغوتيا واقصائيا يقول : " الشرعية الثورية فوق كل الشرعيات " ساهمت في ان يكون هذا النقد جارحا ومفتقدا لكل القيم الإنسانية والأخلاقية ، وكانت السيدة توكل رائدة هذا المنهج والمؤسسة لهذه الطريقة في التخاطب على الرغم من كونها سيدة تحصلت على جائزة نوبل للسلام والمحبة ، وتأمّل الناس فيها ان تكون داعية للمحبة والسلام وان تعزز قيم الحوار والقبول بالآخر إلا ان اختنا الفاضلة مضت في طريق العنف والسب والشتم مما تسبب في فقدانها كثير من ثقة الناس فيها وتعرضت للنقد في الإعلام العربي واليمني ... فهاهي توكل اليوم تقع فريسة وضحية لما خلقته أناملها الثورية وما سطره لسانها السليط ، فهل من معتبر .

يجب علينا ان نستعمل خطابا مؤدبا يراعي القيم والحقوق الإسلامية والمجتمعية وان اختلفنا فإننا أولاد بلد واحد ومصير واحد ... لا بد ان يأتي يوم ونجلس معا ونتناسى أحقادنا وماسينا ..