الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

في خواطري كلمات .. للأخ ( التجمع اليمني للاصلاح )

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ٣٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
كثيرِ من الناس لا يمكن لهم ان ينكرون دور حزب التجمع اليمني للإصلاح كحراك سياسي وشعبي

كبير بين مختلف التنظيمات السياسية و الحزبية اليمنية ، وشريك أساسي في مرحلة مابعد قيام الوحدة اليمنية في حكومة الوحدة قبل حرب صيف 94م ، ورغم اني من بين من وضع علامات صفراء على لوحته إبان تلك الحرب الظالمة التي كان سببها بكل المقاييس النظام السابق و على رأسه علي عبد الله صالح ، المخادع الوحدوي و الديمقراطي الكبير ..

و قد وقع الإصلاح في تلك المرحلة من المراحل المظلمة من تاريخ الوحدة اليمنية في فخ سياسي محسوب ضده أمام الشعب اليمني عامه و أمام إخواننا في الجنوب بوجه خاص ، نظراً لمشاركته الغير مدروسة في تلك الحرب التي في ظاهرها حينذاك على أنها ضد" الانفصال" حسب ما فهمه إلاخوان المسلمون في اليمن ، لكنها في حقيقة الأمر كانت حرب مصالح بين الساسه الكبار بغطاء سياسي و ديني ِ كبيرين ، راح ضحيتها آلاف من إخواننا من الجانبين و أدرج خلالها أيدي حزب له ثقله الاجتماعي والسياسي في اليمن ، حيث تسبب حضوره الحرب حينذاك ، تأخره في سلم الصعود السياسي في الدورات الانتخابية التي أعقبتها ، و ان كان الإصلاح لم يخسر عدد من أصواته التي استغرق سنين على جلبها ، إلا ان هذه القضية حدت من توسع الولاء له في الجنوب اليمني .

لا تنزعج مني أيها الأخ( غير الشقيق ) و من نصيحتي هذه ، فما يأخذ الأخ النصيحة الحقة إلا من أخية و من يحبه و يود له الخير و الأمتنان ، فالخطأ السياسي يسقطه اعتذار سياسي مثله ، ولذا فإن على التجمع اليمني للإصلاح ان يدرك ذلك و ان يعتذر لأبنائه و إخوانه الجنوبيون وذلك لما كان قد شارك الحزب الحاكم في دخول الحرب السالفة الذكر .. !

رغم هذه الدعوة لك الى مراجعة الملف الماضي الخاص بك ، فإني لا يمكن أغض الطرف عن دورك الكبير الى جانبي في طريق نيل الحرية و الاستقلال من الحكم الفردي العائلي ، و بصماتك لاشك ظاهرة في هذا البلد الكبير الذي جعله البعض وراءهم و استبدلوا هامته بمصالحهم الضيقة لإشباع غرائزهم الدنيئة في الحياة الدنيا الفانية ، و قد مثلت بعملك الثوري أجمل أنواع الدروس من الصبر و التحمل رغم ما حمله البعض في نفوسهم عليك من شتم و اتهامات دون أدلة تذكر على انك وقعت بها ، و لكن الله يرى و يراقب كلاً حسب نواياه تجاه امته و شعبه و تجاه الغاية القصوى التي من أجلها ترك المخلصون بيوتهم وديارهم و أعمالهم لأجل المثول أمام القضايا الوطنية التي تمثل للأجيال القادمة خطوطاً عريضة للتضحية و الفداء ، و ينتابني أخي ( التجمع) شعوراً مغمور بالألم الكبير حين يتجاهل البعض دورك التاريخي الكبير تجاه اليمن و أبنائه و حمل زمام الثورة الشبابية السلمية مع جميع مكوناتها السياسية و الحزبية و الشباب المخلصون المستقلون و من كان له مثقال ذرة من حب و انتماء لهذا البلد الطيب ، كلكم مشكورين على هذا العمل الكبير الثوري .

أخي التحمع اليمني للإصلاح .. لقد بزغ نجمك في سماء اليمن منذ ان ولدت الى يومنا هذا و أنا أعد خطواتك داخل الصرح اليمني و أتتبع اثرك الوطني و الإسلامي و أقف في طريق من يلمزك بوطنيتك و من يستخف بوزنك الحضاري و الإنساني في المجتمع اليمني و لم يمرّ يوما ما دون ان أكون نداً لأعدائك ، و لك ان تعلم ان كل يوم يمر عليك يضعك المتربصون لك سوء الدوائر تحت مجهر عقارب الزمن ، يتتبعون سلبياتك قبل الحسنات ، كي يقدمونها دعاوى في محاكم التاريخ الإنساني ، غير آبهين بأنك انسان كغيرك من بني آدم لا يقترب منه الكمال حاشا لله ان يشابهه أحد سبحانه وتعالى .

لذا إعلم أخي انك ذو شأن ليس بالقليل في مجتمعنا اليمني ، و ان الكثير ممن سمعوا عنك يستبشرون بقدومك في ساحة الوطنية و الكثير ينتظرون منك مسؤولية كبيرة تجاههم و ما أكثر مسؤولياتك أيها الأخ غير الشقيق ..! لكن ثق بأن لك أيادي تتحرك و رأس مملوء بالحكمة و قبلهما ثق ان الله مع الصابرين و ان مع اليسر يسرا ان مع اليسر يسرا ، و لتعلم ان المرحلة المقبلة الحرجة لها لحاف بطرفيها زمامان .. زمامٌ على عاتقك ومن شاركتهم أحلامك و طموحاتك و آخر بأيدي زملائك من الشباب الأحرار ، فاحذر أخي من زلّات الزمن التي قد تصيبك و انت لا تدري أو تكون انت غير حاضراً المكان ..!

أخي التجمع اليمني للإصلاح .. مشهوداً لك بصلاح الأخلاق صلاح الخلق و صلاح العمل المدني و الاجتماعي وذلك عبر تجربة طويلة من حياتك السالفة ، فكم من طالب تخرج على يديك و كم من عالم و كم مثقف و كم من طبيب و كم من مهندس وكم وكم .. كل أولائك مستحيل ان يمحون بصماتك من دفاتر ذكراياتهم الجميلة ، كيف لا و انت انت من علمتهم و انت انت من أخرجتهم من وحل اليأس و عدم التحرك الى حلقة مملوءة بالحيوية و النشاط ، هممٌ اكتسبها هؤلاء من همتك ، و نشاطِ رافق الكثير منهم أسوةِ بنشاطك و طموحك الكبير الذي لم يكن في محور دنيوي و حسب ، إنما فاقت تطلعاتك الى الدار الآخرة و هنا محل اهميّتك القصوى لدى من يكنون إليك الحب و الود و التقدير والاحترام .

وأخيرا أخي الكريم قد اطلت عليك و أنا أعلم انني قد أمطرت سهاماً من شتائم اعدائك ، لكني لا اهتم بمن يقف ضد أصحاب الحق و ان كانوا قد قصروا في حياتهم و معطياتهم ، إلا ان الانسان بشر يخطى و يصيب ، و خيرالخطائون التوابون ، فشد الوثاق فأمامك تغيير واقع إنساني ليس بالأمر السهل ، و تجاهك مطالب الصغير و الكبير و الضعيف و الفقير ، واستعن بالله تعالى ولا تعجز فإن من استعان الله أعانه فنعم المولى و نعم النصير ...