الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

ماذا تريد امريكا ودول الخليج من سوريا

وليد الوتيري
الاربعاء ، ٠٨ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
في البداية انوه إلى أنني لست مدافعاً على طغاة سوريا وعن مجازرهم التي يقوموا بها ضد إخواننا السوريين ولكن حجم المؤامرة التي يريد الغرب وعملائه من حكام الخليج تمريرها عبر دعمهم للثورة السورية لإسقاط نظام البعث الأحمق .

فنلاحظ بوضوح التباين والتناقض في تعامل أمريكا وعملائها من دوله إلى أخرى لخدمة مصالحهم ومصالح عملائهم , فتلك المجازر التي يقوم بها نظام الأسد ضد إخواننا في حمص و ريف دمشق والزبداني ودرعا وغيرها من المدن السورية لا تقل بشاعة عن تلك المجازر التي ارتكبها نظام صالح ضد أبناء تعز وأرحب ونهم وأبين وصعده والمسيرات الشبابية في الكثير من محافظات اليمن , ولا تختلف عن القمع والتنكيل الذي يتعرض له إخواننا في البحرين المطالبين بالإصلاح والعدالة الاجتماعية بل إن المستغرب منه إن تشارك بعض الدول المدافعة عن حقوق الشعب السوري في قتل وقمع المواطنين في البحرين .

ومن خلال الكثير من المعطيات يتضح إن هناك العديد من الأهداف والخطط التي يريد الغرب وعملائهم من حكام الخليج تنفيذها عبر دعمهم اللا محدود للثورة السورية وإلا لماذا يرفض الغرب الحوار بين المعارضة والنظام ؟

لا أرى من هذا التعنت الغربي وعملائهم الخليجيين سوى السعي لتحقيق أهداف إستراتيجية في سوريا عجز عن تحقيقها من خلال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومن هذه الأهداف :-

1. تأجيج حرب أهلية وطائفية ستعمل على تقسيم سوريا وإذكاء الطائفية في هذا البلد كما هو الحال في العراق .

2. إيجاد الذرائع لتدخل دولي طويل المدى في سوريا وإضعاف مقدرات الشعب السوري لحماية ظهر إسرائيل .

3. حظر الأسلحة والمعدات القتالية وإضعاف قوة حزب الله التي تهدد إسرائيل .

4. إضعاف المعسكر الإيراني المزعج لأمريكا وذلك بإسقاط الأنظمة الموالية لإيران .

هناك العديد من الأسباب والمعطيات التي جعلتني اشك في حقيقة الموقف الغربي الداعم للثورة السورية وتثير اشمئزازي وقلقي في نفس الوقت وأتذكر حينها قول الشاعر
إذا سقــــــط الذباب على إناء رفعت يدي ونفسي تشتهيــــــه
فبقدر ما أتمنه لثورة أشقائنا في سوريا من النجاح والتمكين إلا إنني يساورني القلق والإحباط من الموقف المحرض والغير مسؤول من قبل الغرب ودول الخليج والذي لا يؤدي إلا إلى المزيد من التعنت والعنف من قبل نظام الأسد الأحمق ومن هذه الدلائل

1. الموقف التركي المتشنج ضد نظام الأسد فتارة يهدد الأتراك بعدم السكوت وتارة أخرى باستخدام القوة ولم تحاول تركيا وبإملاء غربي إن تستخدم الدبلوماسية التركية الناجحة في خدمة مطالب الشعب السوري دون الكثير والمزيد من العنف .

2. لم تضغط أمريكا وحلفائها على إطراف الأزمة السورية للجلوس للحوار كما فعلوا في الوضع اليمني .

3. دعم الإعمال القتالية التي يقوم بها المنشقون عن الجيش السوري وبعض إطراف المعارضة المسلحة وقد اظهر الغرب وحلفائهم استعدادهم لدعم الجيش المنشق وجاء ذلك في أكثر من مناسبة فعلا سبيل المثال دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية للمسلحين بعد ترك سلاحهم أو تسليمه ردا على دعوة النظام السوري للمعارضة إلى الحوار ونبذ العنف وإلقاء السلاح .

4. لم تساعد الدول الغربية ولا الجامعة العربية على إنجاح مهمة المراقبين العرب في سوريا ولم يتم توفير أي إمكانيات بشرية أو تقنية لتسهيل عمل البعثة العربية واستمرار التأجيج والحرب الإعلامية ضد النظام السوري وحتى ضد البعثة العربية نفسها واتهام رئيس البعثة بأنه عميل مع إيران والنظام السوري .

أخيرا اعتقد إن حرمة الدم السوري وتحقيق أهداف ومطالب الثوار وليس أهداف الغرب وحلفائهم لن يتحقق بإثارة الإطراف المتنازعة ولكن الوضع السوري يحتاج إلى مبادرة تحاكي المبادرة الخليجية في اليمن مع تعديلات تسمح ببقاء الرئيس الأسد كجزء من المرحلة الانتقالية ورعاية حوار وطني سوري شامل وإصلاحات جذرية وتعددية حزبية وسياسية في ظل أجواء ديمقراطية وجيش وطني بعيداً عن سلطة الحزب وهيمنة الساسة .