الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً

سيناريوهات مصير نظام الاسد

عبدالعزيز النقيب
الخميس ، ٠٩ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
في عام 2007 و 2008 و أثناء الشد و الجذب بين امريكا و سوريا حول المقاومة العراقية و الدعم اللوجستي التي تلقاه في سوريا و قلت في حينه ان على امريكا اذا اردت القضاء على المقاومة العراقية ان تفصل مصالح السنة في العراق عن مصالح السنة في سوريا حتى لا يساندوهم رغما عن نظام الاسد ...بمعنى ان يكون أصدقاء امريكا في سوريا هم السنة و هذا لن يكون الا بثورة سنية في سوريا تتعاطف معها امريكا... سئلُت في حينه عن السيناريو الذي تراه في حالة قامت ثورة سنية بدعم امريكا و الغرب عموما في سوريا...و الحقيقة انني توقعت المواقف الدولية كلها ما عدا مواقف دول الخليج و طبعا عدم توقعي نهائيا للربيع العربي.

اما الثورة السورية فقد كنت اتوقعها منذ توريث الحكم للاسد الابن بتلك الطريقة الفجة و السيناريو الذي كنت دائما اتوقعه هو احياء مشروع الدولة العلوية في شمال غرب سوريا و الذي حاولت فرنسا أنشأها في عشرينات القرن الماضي لحصار الوسط الشامي السني بثلاث دول هي اسرائيل اليهودية و لبنان المسيحية و اللاذقية العلوية و لكن الشيخ العلوي الوطني صالح العلي أجهض مشروع الدولة العلوية في ثورته المعروفة في عشرينات القرن الماضي....

في إعتقادي أنه ما من منطق يفسر هذا الايغال في الاجرام و القتل على الهوية الطائفية قصفا لمناطق السنة في حمص و حتى ذبحا لاسر بأكملها بالسكين التي يمارسه النظام السوري الا ان النظام يسعى بكل قوة لتفجير الحرب الطائفية الاهلية و ليستفز السنة لارتكاب مجازر طائفية في حمص بحق العلويين ليكون مبررا قويا جدا لانسحاب الجيش المسيطر عليه من العلويين بكل السلاح الثقيل الى اللاذيقية و جبال العلويين..و هو بهذا العمل يضمن بقاءه في سلطة و لو في جزء بسيط من سوريا و هو امر افضل من السحل او المحاكمة او النفي...

و السؤال هنا ما هو موقف أمريكا و الغرب و اسرائيل و روسيا و العرب من احياء مشروع الدولة العلوية...

1. بالنسبة للغرب و امريكا و اسرائيل فهم يتوقون لليوم الذين يرون فيه هذه الدويلة و التي ستكون على غرار اسرائيل و لبنان مرتبطة بالغرب على حساب المشروع العربي و الشام الكبير تحديدا و خصوصا السنة الشاميين..

2. روسيا يسعدها بقاء حليف لها على شواطيء البحر المتوسط

3. العرب لا يريدون و لا يرغبون برؤية سوريا تنقسم و لكنهم لا يملكون من امرهم شيء

سيرغب الغرب ان يرى دولة سنية ضعيفة منزوعة السلاح في سوريا صديقة لامريكا ..و سوف تحصد امريكا مكسبا اخر و هو الجولان عندما سترغم اسرائيل باعادته للدولة الجديدة التي لا تملك السلاح لحمايته و لاعطائها شرعية سياسية و التي ستقوم بدورها بتسليم الجولان لامريكا لانشاء قاعدة عسكرية كبرى تسيطر على قلب الشرق الاوسط و تشرف من خلال المرتفعات الجولانية على لبنان و سوريا و الاردن و العراق و السعودية و الاهم من ذلك كله اسرائيل ..نعم اسرائيل..