الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٤ صباحاً

الإنتخابات الرئاسية المبكرة: ثلاثة في واحد..!

د . أشرف الكبسي
الجمعة ، ١٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يبدو أن الديموقراطية في اليمن وبعد أن خضعت لعمليات التجميل بأنامل الجراح الخليجي ستبهر الجميع بهيئتها وحلتها الجديدة ، فقد تجاوزت حدود التشخيص المادي البسيط إلى التجريد المعنوي المعقد ، فللوهلة الأولى يبدو وكأن عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية المبكرة هو مرشح واحد فقط ، بينما تكمن الحقيقة الباعثة على السخرية – والتي لا يراها الكثيرون – أن هناك ثلاثة مرشحين مختلفين كلياً، وهم على التوالي : عبد ربه (مرشح المؤتمر) ، ومنصور (مرشح المشترك) ، وهادي (مستقل) ..!!

في هذا السياق فقط يمكن لنا فهم التنافس الحاد في الحملات الانتخابية والتي يقوم بها (أو يدعيها) كل فريق على حده لمرشحه ، وعدم التورع أو الخجل السياسي في استخدام مصطلحات تعبر عن وجود أكثر من خيار للأختيار مثل: تهيئة الملعب الإنتخابي ، انتخابات حرة ونزيهة ، الإستحقاق الانتخابي ، وغيرها الكثير والكثير ...

فالنظام يتباهى بمرشحه (عبد ربه) ويدعم فوزه في الإنتخابات ، بإعتباره جزء لا يتجزأ منها ، وهو من سيضمن له – ومن خلاله - الإستمرار بالإمساك بمقاليد السلطة ، فهو على أية حال نائب رئيس البلاد ونائب رئيس الحزب الحاكم لسنوات طويلة خلت...

كما أن المعارضة السياسية ممثلة في أحزاب المشترك ، تراهن على مرشحها (منصور) وتناصره بقوة ، كونه الخيار الوحيد المتبقي لديها ، لإقتطاع حصتها من كعكة السلطة التي طالما حلمت بها ، ولإثبات صوابية خياراتها السياسية المتضائلة في ميزان الشارع الثائر ، وذلك من خلال تحقيق مهرجان زائف لنقل السلطة (من رئيس إلى نائبه) !!

وبين هذين المرشحين المتناقضين ، يبرز المرشح الثالث (هادي) ، كشخصية افتراضية ، تغازل بغموضها الفئة الصامتة والمستقلة المتعبة ، حيث تقوم دعايتها الإنتخابية على إذكاء روح التوقعات السارة والمفاجآت الممكنة لدى الناخب ، بوصفها شخصية وإن توارت حتى الآن خلف قرينيها ، إلا أنها حتماً قد ضاقت بهما ذرعاً ، وستقول كلمتها الفاصلة يوماً ما لحساب الخيار الوطني والشعبي المستقل !!

إلا أن المشكلة الكبرى لدى كافة الفرقاء والأطراف، تتمثل في العلاقة الإستثنائية وعمق الإرتباط (مادياً ومعنوياً) ، بين المرشحين الثلاثة ، وإمكانات التأثروالتأثيرالمتبادل ، وهو ما قد يعطل كل الخطط والإتفاقات والتوقعات المسبقة ، ومع هذا فإن الجميع يجد نفسه مرغم على رفع شعاراستسلامي موحد فرضه الأمرالواقع وهو : (لاتسل عن سوق أنت واصل إليه) !!
وبناءً على تلكم القراءة الإستثنائية للمشروع الديمقراطي الراهن ، يطالب البعض همساً، بأن تعتمد قائمة انتخابية تتجاوز المرشح الواحد إلى أولئك الثلاثة ، وبهذا فقط يصبح هناك مجالاً للاختيارعند الناخب اليمني ، كمحاولة خجولة لقطع الطريق أمام أولئك الذين يصفون ترشيح وانتخاب الفرد الواحد بالمهزلة التأريخية...!!

ويبقى التساؤل الأهم : من سيفوز في الانتخابات المقبلة ، ومن سيحكم اليمن خلال الفترة الإنتقالية القادمة : عبد ربه ، أم منصور ، أم هادي ...!!