الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٩ مساءً

مشاكلنا من ثقافاتنا أم من حكامنا

يحي محمد القحطاني
الأحد ، ١٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
أي مستقبل نحن العرب قد رأيناه أفضل من الماضي منذ نهاية عصر الخلافة الراشدة ونحن من سيئ إلى أسوء ومن ظلم رئيس جمهورية أو أمير إلى ظلم إمام أو ملك،ومن فقر وجهل وبطالة إلى مجاعة وحروب وإرهاب وهكذا دواليك حالنا ،فنحن وبلادنا في نفق مظلم ومصير مجهول،وحالنا كما يقول الشاعر(كلما قلنا عساها تنجلي

*قالت الدنيا هذا مبتداها )فثقافتنا وتأريخنا وموروثاتنا تعلمنا منذ صغرنا وتقول( لو أن الزمان يأتي بأحسن مما كان ما قامت القيامة) وفقهائنا إصلاحيين وسلفيين وحوثيين يقولون لنا دائما طريق النجاة والفوز بالجنة ألإقتداء بالسلف الصالح (في عهد خلافة الصحابة والأهل ) دنيا ودين قولا وعملا ،والأحاديث الشريفة المنقولة إلينا عن الرسول صلى الله علية وسلم تقول(عن ابن مسعود رضي الله عنه وكذا عن عمران بن حصين خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن،ومنها ما رواه الطبراني عن ابن مسعود بلفظ خير الناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم)ويقول الشاعر العربي(دع ألأيام تعمل ما تشاء

*وطب نفسا إذا حكم القضاء) فنحن اليمنيين على سبيل المثال كان حالنا إلى عام 1989م أفضل بكثير عما نحن علية اليوم ، وكذلك كان حالنا في عام 1990م أفضل من حالنا اليوم في عام 2012م ، في شتى المجالات (التعليم والوظيفة والمعيشة والصحة والناحية المادية والأمن والسلام) وعلى سبيل ألاستدلال فقد كان معظم الطلاب الناجحين من الثانوية العامة يحصلون على منح دراسية إلى الخارج حيث كان يوجد منح دراسية إلى الخارج عام 1980م أكثر من عدد الطلاب الخريجين من الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي=4000 منحة دراسية، واليوم عشرات ألآلاف من الطلاب يدرسون في النظام الموازي ،وكان الخريج من الجامعة يتوظف بأي وزارة بنفس العام الذي يتخرج من الجامعة وحتى عام 1989م، واليوم مئات ألآلاف من الخريجين مسجلين في كشوفات الخدمة المدنية،وينتظرون عشرات السنين للحصول على الوظيفة ،وكان الراتب الشهري للموظف الجامعي وحتى عام1989م مبلغ وقدرة = 6000 ريال و كان يكفي الموظف بما في ذلك إيجار المنزل وكان يوفر منة واليوم الراتب للمدير العام مبلغ وقدرة = 64000ريال وهذا الراتب لايكفي لمدة أسبوع لموظف لا يزيد عدد أولادة عن خمسة مضاف للعدد الأب وألأم وبشرط أن يكون البيت الذي يسكنه ملك وليس إيجار وتعالوا نحسبها:-

1- مصاريف ألأكل الصبوح=300ريال+مصروف الغداء =400ريا ل +مصروف العشاء=300ريال =1000ريال* 7 عدد أفراد ألأسرة*7أيام=49000ريال.

2- مقابل تنقلات في الباص ذهابا وإيابا لعدد ثلاثة أولاد يدرسون في الجامعة +ألأب الموظف =400ريال*4عدد *7أيام=11200ريال.

3- مقابل حق المواصلات لأثنين من ألأولاد يدرسون في ألإعدادية=150ريا ل *2عدد ألأولاد*7 أيام= 2100 ريال

4- وعلية يكون إجمالي المبلغ المنصرف لمدة أسبوع ولعدد5 أولاد +ألأب+ألأم و للبنود من 1إلى3=49000+11200+2100=62300ريال.

5- من خلال ما سبق فإن الحد ألأدنى للراتب يجب أن يكون=4عددألأسابيع*62300ريال في ألأسبوع=249200ريال(مأتين وتسعة وأربعون ألف ومأتين ريال).

وتلاحظون عدم احتساب قيمة فواتير الكهرباء والماء والتلفون وقيمة الغاز والسكر والشاهي والبن والصابون، ولم نحسب مصاريف الرسوم الدراسية ولا قيمة الكتب ولا قيمة الدفاتر والأقلام ولم نحسب إيجار المنزل إن كان الموظف بدون منزل ولم نحسب قيمة الملابس وقيمة العلاج ومصروفات المناسبات مثل ألأعياد والولادة ولم نحسب مصايف الزواج ولا الموت ولا مصاريف الأثاث ومصاريف التلفون السيار ومصاريف السيارة إن وجدة وهناك بعض ألأولاد يدرسون بالنظام الموازي وهلم مجر، وللعلم أن أعلاء راتب في السلم الوظيفي اليمني وبحسب ألإستراتيجية الوطنية الجديدة=180000 ريال (مرتب رئيس الجمهورية)ومع ذلك لدينا الهيئة العلياء لمكافحة الفساد، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة،والهيئة العليا للرقابة على المناقصات وأخير الهيئة العامة للمصالحة والعدالة ألانتقالية،وهكذا تسوء أحوالنا نحن اليمانيون في جميع المجالات من عام إلى عام تدهور التعليم وتدني في الرواتب وانتشار للبطالة وانتشار أعمال التهريب والغش التجاري والسلعي، حتى وصل بنا الحال إلى تهريب ألأطفال وتهريب العمال لغرض الحصول على لقمة العيش وازدادت الجريمة لزيادة الفقر وبالعادة نقول لأنفسنا لقد ذهبت ألأيام الحلوة ولم تبقى إلى ألأيام السوداء،وبالإعلام والكتب والتلفزيون نقول أننا أصحاب حضارة وكان تاريخنا عظيم ونحن من سبق هذا العالم بالطب والرياضيات وعلم ألاجتماع وعلم الفلك،أبن سيناء والحياتي وأبن الهيثم الخوارزمي أبن خلدون وكان منا أبن ألأمير والصنعاني والمقبلي والشوكاني والبردوني والمقالح،وإلى اليوم نتغنى في الماضي
(جادك الغيث إذا الغيث هما يازمان الوصل بالأندلس)مع أن العالم ألأخر يتطور في كل المجالات من عام إلى عام، وفي كل عام يقولون لأطفالهم (سنة حلوة ياجميل)

فهل العيب فينا أم بمورو ثنا الثقافي أم بحكامنا،مع أنه أكتشف أخيرا أن أجناس العالم كاملة تنحدر من أصول عربية كما نقل من عدن الغد= عن العرب أونلاين لندن،فقدا كتشف علماء بريطانيون وبرتغاليون في علوم الوراثة بجامعة "ليدز" البريطانية أن جميع أجناس العالم، سواء كانوا أوروبيين أو أمريكيين أو صينيين أو هنودا، وحتى الإسكيمو، ينحدرون من أصول عربية، واستند العلماء في الدراسة لتأكيد اكتشافهم على أن خلايا أجسام كل أجناس العالم لديها نفس الخلايا الموجود في خلايا جسم العربي( الميتوشوندريال) وهي المادة المسئولة عن تكوين الطاقة في الخلايا ،وأشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى أن هذا الاكتشاف أوضح تطابق مادة الميتوشندريال الموجودة في خلايا أجسام كل أجناس العالم ، مما يعنى أن كل هذه الأجناس أمضوا مئات الآلاف من السنين في بلاد العرب قبل أن يهاجروا إلى أوروبا وآسيا والمناطق الثلجية والأمريكتين في العصر الحديث، وفقا لصحيفة "المدينة" السعودية الثلاثاء الموافق 7-2-2012م .