الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً

11 فبراير .. لن يسرقك العقال المبخر !

اسكندر شاهر
الأحد ، ١٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
اليوم السبت الموعد الأسبوعي لصدور صحيفة اليقين ويصادف صدورها هذه المرة الحادي عشر من فبراير الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة الثورة الشبابية الشعبية اليمنية من مدينة تعز منادية بإسقاط النظام الذي لم يسقط بعد ..

أشياء كثيرة سرقها الشيخ القبيلي بمشاركة الشيخ المتأسلم بحماية العسكري المندس في الثورة .. من بين هذه الأشياء شعار (إسقاط النظام) الذي استبدل بشعارات ما أنزلت الثورة بها من سلطان ، ومن بينها أيضاَ إسقاط النظام العائلي القبلي العسكري المتفرد وبناء الدولة المدنية الحديثة التي لا نرى لها من أفق حتى الآن إلا إذا استمرت الثورة ..

سُرقت ساحات التغيير والحرية والتحرير ومنصاتها وصودرت حرية القول والتصعيد وحتى اختيار اسم الجمعة في كل أسبوع ، ومن بين ما تمت سرقته أيضاً جائزة توكل ودين بُشرى و "بكائياتي" .. فشر البلية ما يضحك ..

وأما دماء الشهداء وأرواحهم فلم تسرق فقط بل بيعت في سوق نخاسة وتمت مقايضتها (حصانة كاملة بنصف حكومة فارغة) .. والحق يقال أنها (بيعة سارق) ، ولو أنّ ثمة عدالة لعاد المسروق وكان السجن مصير البائع والمشتري ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..

11 فبراير نفسه يريدون سرقته وأرادوا تصوير المسألة أنها ثورة مشترك بدأت في 3 فبراير بصنعاء ومع الأسف يجاريهم في هذا بعضهم بما في ذلك حائزة نوبل ربما لأنها تعيش بصنعاء مع أنها من شرعب السلام .. وربما لأسباب أخرى لا يعرفها إلا الراسخون في (الإصلاح) ..

يعلمون جيداً أن الثورة انطلقت في مثل هذا اليوم من مدينة تعز وبمجرد انطلاقتها أعلنت الحرب الأحمرية السعودية المحمومة على المدينة التي أحرقت مُجسماً للعاهل السعودي لأنها أدركت قبل غيرها بأن الثورة المضادة تقودها الرياض، وأن على القرار الوطني المختطف سعودياً منذ ثلاثة عقود أن يعود إلى أهله ، وأن دم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي ومشروعه الحداثي النهضوي لابد له أن ينتصر في نهاية المطاف ، وأن جهلنا وفقرنا وعذاباتنا ليست قدراً يكتبه أهل العقال الذين رأوا بياض الحياة بالذهب الأسود .. ويريدوننا أسرى الظلم والظلام حتى موتهم بالتخمة والسرطان كما كان مصير ولي عهدهم ( الكريم جداً) والذي بخّره عالفوا الأموال من المشائخ حتى الموت ازدراءاً ..
إيماءة :

بعض المرتهنين للسعودية حشروا أنوفهم في تعز بطريقة الوصاية التي اعتادوها وقالوا بأنها ملك لكل اليمن – وهي كذلك بإرادتها وتاريخها وجغرافيتها ومكانتها- وأوصوا أهلها بعدم التعاطي مع إيران (بُعبُعهم وليس بُعبعنا) وكأنهم لم يعوا حتى الآن أن من يمارس العمالة لا يحق له النصح أولاً ، وأن من يرفض العمالة للسعودية القريبة يرفض العمالة لمن هو أبعد ، وأن أهل مكة أدرى بشعابها ، وان العمالة والارتهان ليست صفة "تعزية" بالمطلق ولأجل هذا تضخ الرياض أموالاً طائلة لإفساد ثورة اليمن وتعتبرها في قرارة نفسها ثورة تعز ، وتعاني وتكابد في هذه المدينة دون غيرها ، وستستمر المؤامرة والثورة المضادة برعاية أصحاب المباخر في النظام المشترك وحكومة النفاق ومجلسها المزور ، على أنه وانطلاقاً من هذا اليوم الحادي عشر من فبراير ستستمر الثورة الحقّة أيضاً وقد تخفّفت من أثقالهم وأعبائهم وفتاواهم وخداعهم ومنسقيتهم وتكالبهم ولعابهم الممزوج بالدم الحرام والسم الزعاف ..