الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠١ صباحاً

دلالات عودة الزعيم

طارق الجعدي
الثلاثاء ، ١٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
توارد خبر عودة صالح الذي ذهب للعلاج لدى الولايات المتحدة بعد زيارة قصيرة لدولة عمان يحللها البعض على انها بضغط من الولايات المتحده خوفا من طلب اللجوء السياسي لديها وكان صالح في مؤتمر صحفي قال انه سيعود الى اليمن بعد علاجه وتارة يقول انه في صحة جيدة وتارة يقول انه سيغادر من اجل ان تنجح انتخابات فبراير كونه حجرة عثرة في طريقها وهكذا تصريحات كثيرة ومناورات سياسية مكشوفة من ابسط البسطاء في الشارع اليمني الثائر .

على ما يبدو ان صالح سمع بحق العوده وانه حق مقدس للفرد فاراد ان يمارس هذا الحق ’ ليكن له ولكن ما دلالة هذه العودة وما اثرها على الواقع السياسي الحالي خاصة ونحن متجهون للإستحقاق الانتخابي في 21 فبراير القادم , عودة صالح تعني عودة الخوف على المبادرة الخليجية وعودة صالح تعني عودة التوتر والتاهب من جديد والذي لا قدر الله سيفوت فرصة الاستحقاق الإنتخابي .

في تقديري ان عودة صالح الهدف منها هو نفض الغبار الموجود في الشارع حول تاريخه السياسي وهي محاولة بائسة خاصة بعد مضي عام كامل على الثورة التي نفضت غبار الفساد الذي كان موجودا في عهده , يسعى صالح في عودته الى نمذجة الإنتقال السلمي للسلطة وفق نموذج أمريكي رأيناه سويا بعد فوز الرئيس باراك اوباما حين سلم له الرئيس السابق جورج بوش الابن مقاليد الحكم في احتفال داخل البيت الابيض ويقال ان الاخير سلم للاول حتى مفاتيح السيارات وخرج مع اسرته في سيارة بسيطة وعاد لممارسة حياته الاسرية دون اراقة دم امريكي يريد اصلاح وتغيير , تكرير هذا النموذج لا يصح بعد الثورة فلا رسميات بعد الثورة ولكن ترحيل ومحاكمة وكان هناك فرصة قبل الثورة ولكن على ما اظن انه فات القطار وليس ثم سوى احذية ثائرة تنتظر من يشتريها في اسواق المزاد .

عودة صالح دليل استهتار بدماء الشهداء وانين الجرحى وبقدر مايعني استهتار برموز البلد السياسية والثورية فهي بوجه اخر تعني عدم تقدير شعب يسكن في جغرافية اليمن .
هناك اكيد من قدم له المشورات بضرورة عودته ولكن هل سيصمد هؤلاء اما المد الشعبي والثوري ام انهم يستندون الى ظروف معارضاتية تضمن لهم البقاء الامن واللطيف في مرحلة ما بعد صالح , ونستطيع القول انه نجح في تهيئة ظروف تضمن له بقاء سياسي فاعل وان على المدى القريب المحدد بالفترة الرئاسية لمنصور .