الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٣ مساءً

الثورية حين انقلبت علئ صاحبها !

عزيز الإبل
الثلاثاء ، ١٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
إد أن منسوب الثورية عندما يرتفع إلئ مؤشر اللاواقعية يبدأ بتخوين صاحبه ، فمن الطبيعي أن تجد احدهم مهووسا بنفسه ، لا يدري ماذا يعمل ومايقول ، بعد أن كان في بداية ايامها يقوم بتوجيه الثوار داخليا وإرشادهم، لإنطباعه السائد انه الشاب يؤدي دوره تحت مسمئ ثورة الشباب حينها ، ايام تقلبت وهو يترقب تقلص الدور المنسوب إليه تدريجيا ، بعد أن بدل مجهودا كبيرا في بادئ الامر وهو يقوم بتهيئة اجواء الساحة وتفريغها من الغبار، حتئ رأئ نفسه بين اناس آخرون يلعبون دوره السابق ، وكيف ظل يتأمل لهم بنظرة مراهق منتظرا إشارتها ليبدأ في العمل مجددا ،

صديقي القديم أنهار نفسيا ، كم يثير الشفقة حين يصرخ بلهجة غاضبة ويقول " ارتبشت "لدرجة ان والده كان سيتجه به نحو طبيب نفسي ، فلم يعد يعرف لماذا يستمر في الساحة ، لطالما يرئ أن من حل مكانه مؤخرا يستميتون به ، كونهم من ذاك التيار الذي عرف اصحابه مسبقا بسراويل علي صالح كما وصفهم فكري قاسم .

مازالت النخوة الوطنية تمتلئ صديقي ، ولا يعرف اي شارع يسلكه ليحصل علئ امثاله في الوطنية ، سؤئ أنه يصادف كتاب " الوطنية " علئ أحد الارصفة في فرشاة بائع ليبصق عليه ،حين يتذكر بأن معلمه من كان يعبد راتب آخر الشهر قال له ذات يوم يوم بأن الوطن عبارة عن "قن" والمناهج ليست إلا فقاسة لإنتاجِ الدواجن !

لا يدري إلئ اين مصيره ، وهو الذي مل مبكرا من ترديد علي محسن سرق ثورتي ، يقرر العودة إلئ غرفته الممتلئة بالظلام تعتلي جدرانها صور زعيم لطالما قرأ مؤخرا "فلسفة الثورة " ، فتجده يلاعن الثورية ومن دخلها اخيرا ، وتارة تسرقه الساحة فيتجه إليها والدماء تفور بداخله ، فتنظره يدوس علئ اسنانه كمن يحاول إبتلاع أحدهم، ومن ثم يبتلع اعشاب القات التي أعتبرها اخيرا الملجأ لشخصه من بين الحداثيين الجدد .

يدرك بطريقة منسوبة ما إليه بأنهم منافقون ، يقولون ولا يعملون ، حين يراهم بصمت وكيف أنهم يستخدمون النفاق بطريقة ديماعوجية لإثبات شخصنة وجودية لا تستحق ذلك ، سيقول جمال وهو يقرأ الان بأني فض ، رغم حرصي مشاركته الهوشلية لإنقاده من مأزق وقع به مؤخرا ، لسبب بسيط وهو إنحراف المسار في يوم ميلاده .

أحدهم ايضا بالامس القريب أحرق نفسه إحتجاجا علئ إنحراف المسار ،ثوريا بإمتياز ، فالنار لم تكن بردا وسلاما عليه ، كتلك التي حصل عليها البوعزيزي ، بفارق بسيط فالاول أحرق نفسه وأحرف المسار، والآخر احترق وذهب سدئ ، فالمسار نائم ... الله من أحرفه .