الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٣ مساءً

بين الحراك والثورة عامل مشترك اسمه (المشترك)

نصر شاجره
الاربعاء ، ١٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
منذٌ بزوغ نجم المتقاعدين في المحافظات الجنوبية وما تلاه من استلقاف على اكفة الاصلاح والاشتراكي حين ذاك ..

كانت الفرصة السانحة والمتواتية التي استغلت استغلال سيء وسيء جدا من قبل اللقاء المشترك وتفاعلت هذه القضية وتطورت ونمت من قضية تناقش لحلها ورد اعتبار المنضويين في عتباتها وهم (الضباط وصف الضباط والجنود) الذي تم تسريحهم نتيحة لتفاعلات وأثار حرب 94 وما أن أدار المشترك هذه القضية مستغلها استغلال سياسي ونكاية بينه وبين النظام ..فاستغل المشترك حاجات هؤلاء الاشخاص استغلال ينم عن اختزالها في اثارة النفوس واشاعة الفوضى في رحاب المناطق الجنوبية تفاعلت وشاعت ونمت وترعرعت حتى وصلت هذه القضية الى ماوصلت اليه من تصاعد فتأسست مايسمى بجمعيات المتقاعدين كنت حينها متواجدا في اليمن وتحديدا في البلاد لقضاء اجازتي الصيفية وذات يوم وانا في سوق حمام دمت واذا بقوافل من السيارات تتوافد الى المدينة وهى محمله بالجماهير الغفيرة من مناصري الاصلاح والاشتراكي والمشترك بشكل عام برغم ان الغالبية من هذان الحزبان الكبيرين الذي تبنوا قضية المتقاعدين وطورها وهم رافعي الرايات واللافتات المعبرة بعبارات المناصرة والداعمة لهذه الجمعيات تطورت وترعرعت ونمت في كنف هذا اللقاء حتى شاب ونضج وقويت شوكته فانقلب على الاب الرحي والمربي الغير فاضل..

ومن هنا تفرعت وتشتت وتطورت وتنوعت هذه الجمعيات وتحولت من جمعيات الى حراك سلمي ومن حراك سلمي الى حراك همجي اوهكذا تحولت هذه المطالب لهؤلاء المتقاعدين والتي كانت مطالبهم عادلة الى مطالب غير شرعية وعنصرية ومناطقية تداخلت فيها الغايات والاهداف للبعض فتشكلت منها الجماعات منها انفصاليه ومنها عصابات تحولت الى عصابات تقتل المواطنين وتقطع الطريق وتفرق فيما بينهم على اساس شطري شمالي وجنوبي ومناطقي ومذهبي تخللتها الالقاب واللمز والنعت بمسميات لابناء الشمال (بدحابشي) وكل الالفاظ المسيئة والخارجة عن الذوق والاخلاق اليمنية والقيم الاسلامية فوصل الامر لدى البعض منهم الى التنكر وخلس رداءهم وهويتهم اليمانية ..وهاهى تتفاعل وتتصاعد واصبحت تشمل بأذيتها كل ابناء اليمن في شمال اليمن وجنوبه واتسعت الهوة ليس بين هذه المجاميع وقطاع المجتمع اليمني بل ان الامر تداخل ببعضه فاصبح كلا منهم ينعث الاخر بالعمالة للمحتل اليمني والاخر للعمالة الخارجية ..وهاهى تتشعب هذه القضية وشملت التنافر والتناقض والاستطاف والاستقطاب فيما بين مكونات هذه الجماعات حتى وصل الامر الى الاقتتال فيما بينهم بين زعامات كانت في الماضي ولازالت في الحاضر ويمكن تكون في المستقبل معول هدم وتمزق ليس بين اليمنين كشعب واحد كانوا يحكموه بنظامين شمالي وجنوبي بل سوف يتعدى ذلك الى تمزيق الشعب حسب الميول السياسي والولاءات لزعمات اختزلت العداوة والبغضاء فيما بينها حتى وصمت (بالزمرة والطغمة) والى مذاهب ومصالح ضيقة لدى بعض القوى المستفيدة من الحرب قبل السلم..

وما أن استحضر شباب الامة واجبهم وما يمليه عليهم دينهم وحالهم حتى هب ونهض داعيا بثورة التغيير واستئصال راس الفساد والمفسدين في الارض والانسان فتعشم الناس خيرا بهذه الثورة المباركة ..وما أن شاع نورها حتى استلقفها اللقاء المشترك مستفيدا بهذا الزخم الثوري والتفاعل المجتمعي حتى ركب هذا التكوين موجات تفاعل الثورة فقاد السفينة واصبح ربانها ..فركبها واستفاد بما لم يتمكن الاستفادة منهم وهم المتقاعدون والذي ما أن وصلوا الى غايتهم ومرادهم حتى اصطدموا بالغول الذي احتظنوه ونماء في احشاءهم كطفل مكشر انيابه ..وهكذا كما تدين تدان فإذا كان الانفصالين المسمى الحراكيين قد تسلقوا وترعرعوا واستفادوا من اللقاء المشترك هاهى الثورة تبادلهم التعويض وبالقيمة التي لم يكون اللقاء المشترك يحلم به في يوم من الايام ..

وهنا السؤال ونحن الان في بداية مرحلة جديدة ومهمة وخطرة هل يفيق ويستفيد اللقاء المشترك من التجارب الذي صنها لنفسه ومن تجارب الاخرين وعلى راسهم النظام والحراكيين الانفصالين والحوثين ..؟؟ ويعلم بان من اوصله الى سدت الحكم ومن غير المعادلة الوطنية لصالحه هم شباب الامة فيعمل على تأسيس دولة النظام والقانون والابتعاد عن سياسة الغاب الذي كانت تحكم الجميع سعيا وهدفا للوصول الى الغايات بسبل كانت ادوات هدم وفوضى قد تنهش بمخالبها جسده في يوم من الايام ..

نتمناء بان يعيد حساباته ويعيد بترميم البيت اليمني متسامي بروح المسئولية عن الضغائن والاحقاد ليس هذا اللقاء وحسب ولكن جميع القوى السياسية التي كانت قد ساهمت ولازالت تساهم باكبر قدر من الفوضى وخلق بؤرة الفساد في البلاد واثارة حفيظة النفوس والفتن بين العباد..