الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٣ صباحاً

الإستفتاء القادم ...

دحان النجار
الاربعاء ، ١٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٠١ مساءً
أنطلقت الثورة اليمنية في ال11 من فبراير 2011م ولم يكن يعتقد الكثير بأنها من القوة ما يمكنها من الإستمرار طوال هذه الفترة الزمنيه (سنة كامله) وبصلابة لا مثيل لها في تأريخ شعبنا اليمني... تشابكت أحداثها وتعددة مشارب القوى المشتركة فيها وفي المقابل تشابكت القوى الدولية والإقليمية المعنية بترتيب نتائجها كل بما يظمن مصالحه -- وهذا امرا مشروعا في العلاقات الدولية.

أخذنا القادة السياسيون في المشترك ومعهم محاوروهم من المؤتمر وحلفائه و الوسطاء الدوليون والإقليميون من محطة الى أخرى من الحوار المتناقض والغير محدد المعالم, فيه قدم المشترك الكثير من التنازلت مقابل تحقيق الكثير من المكاسب للطرف الآخر حتى كدنا لا نثق بما نسمع من نتائج للحوار لأنها تخفي ورائها الكثير من اسرار طرفي الحوار و المجتمعيىن الدولي والإقليمي .......الواضح فيها هوا إنصياع المشترك الغير مشروط للإملاآءت الدولية والإقليمية كأمر واقع.

حوارات سرية وعلنية.... عملية سياسية تأخذ مجراها بينما الثورة في الميدان لها فلسفتها الخاصة....المحاورون يقولون بأن هدفهم الأساسي هوا تخفيض كلفة الثورة من دماء ودمار ....الوسطاء يبررون تدخلهم بمساعدة الشعب اليمني للخروج من (أزمته) وتجنيب اليمن التفكك والوقوع في الإنفلات الأمني ومن ثم تحت سيطرة القوى المتطرفه.......بحت حناجر الثوار في ساحات الحريه وميادين التغييروفي الأرياف وفي الخارج تهتف بسقوط صالح ومحاكمته وكذابقية اركان نظامه وستسمر.

كان يبدوا واضحا بأن الثوار هم من يتحكم في الميدان لكن قطاع كبيرمنهم يتأثر بالقرار السياسي للأحزاب التي يتبعونها حتى لو تظاهروا بالإستقلالية وحق صنع القرار......لا عيب في ذلك , فهدف الحزبية هوا توحيد الهدف وسبل الوصول إليه لكل من يتشاطر هذا الهدف.إلا أن المبالغة في الإستقلالية في صنع القرار الثوري من قبل اتباع الأحزاب الكبرى لايمكن أخذه بجدية من قبل يقية المشاركين بالثوره وبالذات شباب الثورة المستقلين الذين تقع عليهم مسؤلية توحيد خطابهم وآليتهم الساسية.....لكن الكل في خندق واحد.

أوصلونا إلى قبول المبدرة الخليجية التي تتغير بإستمرار وتتعدد ملاحقها وآلياتها التنفيذية ومن أهم حلقاتها الإنتخابات الرئاسية القادمة لتثبيت النائب رئيسا في 21 فبراير 2012م..... برأيي هذه لن تكون إنتخابات بل هوا إستفتاء على قاعدة تحصيل حاصل.......المشاركة فيها لا تسلب أحدا شرعية ولا تعطي لأحد حق, هي مجرد عملية يقصد منها إخراج صالح من السلطة شكليا وبشكل مشرف ولا مانع من المشاركة فيها.

المشاركة فيها من وجهة نظري الشخصيه أفضل من مقاطعتها لأن صالح لا يزال واهما أو موهوما يتصور نفسه محبوبا شعبيا , ففي المشاركة يعزل جماهيريا وهذا لن يضر بالثورة بل يكسر صنمية صالح في أذهان البسطاء من عامة الشعب.

على الثوار أن يستمروا بثورتهم بعد الإستفتاء حتى السقوط الفعلي للنظام وبالتأكيد أن الثورة أي ثورة تنتهي بعملية سياسية معينة ولكنها تكون عملية مشرفة تحقق أهداف الثورة في التغيير الجذري للنظام القائم وإستبداله بنظام أكثر ملائمة لحاجة المجتمع .