الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤١ صباحاً

حذاء في وجه نظام

عبدالعزيز العرشاني
الخميس ، ١٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
قامت ثورة 26 سبتمبر ضد الجهل والفقر والمرض رغم قلة عدد الثوار فهم أقل من 200 ثائر وبرغم حب الشعب اليمني للأئمة واعتبار أن طاعتهم طاعة لله ولرسوله والخروج عليهم خروج عن الدين - حتى أن أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري يقول مخاطباً الأمام وهو في حالة من اليأس والقنوط مشوباً بالقهر لموقف الشعب اليمني المتخاذل والسلبي نحو ظلم الأئمة وحكمهم الجائر رغم الأثافي الثلاث فالشعب اليمني مازال يحبهم ويتبرك بتقبيل أرجلهم فيقول الشهيد رحمة الله عليه:

من أين يأتيك العدو *** وأنت في أرضٍ تكاد صخورها تتشيع
حتى الأحجار تكاد تتجه إلى صف الإمام فما بالك بالبشر. وبالرغم من ذلك فقد زالت دولتهم وأنتهت لأن الله قد أراد التغيير ولا راد لحكمه.

الدبابة رمز ثورة 26 سبتمبر
لوقارنا بين عفاش وحاشيته بالأمام وحاشيته لكان الفرق كما بين الثرى والثريا فذاك من أسرة سليلة عريقة كما أنه من علماء الزيدية إلا أن علمه لم ينهه عن غيه وظلمه وطغيانه كما أن حاشيته من المتعلمين وعلية القوم أما هذا فهو نكرة ( ونشعر بالدنس والعار من لفظ أسمه وأسرته وحزبه وحتى التفكير فيهم ولكن ما باليد حيلة ) أمي لا يملك الشهادة الابتدائية وحاشيته ( ماعدا الأحرار ممن تخلى عنه وألتحق بركب الثورة المباركة ) من أرباب السوابق وأراذل الناس وأحط البشر لا خلق لهم ولا دين أختارهم على عينه ممن تميز بالصفات الحيوانية فالواحد منهم:

مراوغ كالثعلب
متملص كالأفعى
متحايل كالذئب
جاهل كالحمار
غبي كالبغل
هائج كالثور
حقود كجمل
غادر كالضبع
كذوب كابن عرس
قبيح كقرد
تابع وإمعة كالتيس
حائر كالضب
شؤم كالبومة
قذر كالغراب
تافه كأحلام العصافير
ثرثار كالببغاء
صغير كبغاث ( طير صغير )
فاسد كالجراد
حقير كالخنفساء
طائش كالفراشة
يلدغ كعقرب

فأين وجه المقارنة بين ظلم الأئمة وكان وزن وحجم سقوطهم الدبابة كرمز لسقوط عهد سيء سابق وبين من قام الشعب كله بثورة في وجهه وأسرته وعصابته وكان وزن وحجم سقوطه الحذاء كرمز لنهاية عصابة متآمرة عميلة لا وزن ولا أهمية لها.
عفواً أيها الحذاء

لكل زمان دولة ورجال ولكل شخص مقامه وحجمه ووزنه على غرار أوزان المقاتلين في ألعاب القوى فهناك وزن الذبابة ووزن الريشة ووزن الديك وظهر في اليمن على أيدي أبطال ثورة اليمن وزن جديد هو وزن الحذاء كأداة في أيديهم ضد خصومهم المساوون في الشأن والأهمية للأداة الحذاء, وكان الحذاء هو الصوت الوحيد واللغة الطاغية الذي قطع قول كل بليغ كرسالة من كل الشعب في سابقة هي الأولى من نوعها لم تحدث في السابقين ولن تحدث في اللاحقين وكل له وزنه وحجمه, وفي قصتي الحذاءين لم يتساءل الناس كم سعر الحذاء? وهل هو جلد أم بلاستيك? وهل هو بخيط أم بدون خيط? كل هذه الأسئلة لا معنى لها ولاتهم. ولن يأتي اليوم الذي يصبح رمز للثورة اليمنية كالدبابة لأنه أولاً وأخيراً حذاء. وأحسب أن الشهيد الزبيري كان سيعيد صياغة بيته الشعري الشهير وعلى النحو التالي:

حُكمٌ أذا لطم الحذاء بوجهه ***صاح الحذاء بأي ذنب أضرب
نظام حاكم بوزن حذاء

لم أكن أتخيل أن النكتة الشهيرة عن علي صالح ستصبح لصيقةً به وقريبة من الواقع ولكنه العدل الإلهي ومفاد النكتة كالتالي:

أثناء الرحلات المكوكية للرئيس علي صالح للمحافظات وتوزيعه للمشاريع الوهمية زار محافظة ذمار فتجمع المواطنين حول موكبه مطالبينه بمشاريع للمحافظة فوعدهم بمشاريع مقابل حلهم لسؤال يطرحه عليهم ونصه كالتالي :

فيه خيط ويستخدمه جميع الرياضيين فما هو ؟
فتباينت الإجابات من الجمهور ولهدف مد محافظة ذمار بالمشاريع فمن قائل الكرة وآخر الصفارة وآخر الفانيلة وآخر الترنك فلما لم يستطع الجمهور الإجابة طلبوا حل اللغز من الرئيس فأجابهم :

حل اللغز هو البوتي .
وتحرك الموكب الرئاسي مبتعدا فصاح جمهور المواطنين مطالبين الرئيس بفرصة أخرى فعاد الرئيس وطرح عليهم سؤال أخر وعلى النحو التالي :

بنى سد مأرب ! وحقق الوحدة ! ونهض باليمن فمن هو ?

فاستفسره جمع المواطنين :
بخيط أم بدون خيط !?
فرد الرئيس بدون خيط !
فأجابه الجمهور كحل لسؤاله .
الصندل .

نهاية حكم بحذاء
عند أن وعي الشعب وطالب بأمواله وملكه أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ومارسوا حرب شعوا ضد أبناء جلدتهم يحاكون الصهاينة في صنيعهم. حاصروا الشعب في قوته فهم في رغد عيش والشعب جائع ينظر إليهم, يشربون والشعب ظامئ, ينيرون منازلهم والشعب في ظلام دامس ( وزع المؤتمر مولدات كهربائية لأعضاء حزبه في بداية الثورة والبترول والنفط والغاز يصرف لهم أسبوعيا كل ذلك بالمجان من مالي ومالك نكاية في الشعب وانتقاما منه )( لا رحم ولا ترك رحمة الله تنزل ) لم يتركوا جرماً إلا وفعلوه ولا موبقةً إلا وصنعوها ولا حدثاً إلا ومارسوه ولا منكراً إلا وأحدثوه ولا بدعةً ألا وتعاطوها.

نجاستهم لا تطهرها كل مياه الأرض ولا ينفع معها الغسل بالماء سبع مرات أحداهن بالتراب. فكيف نقارنهم بالأئمة أو حتى التتار أو المغول أو المحتل الأجنبي, لم يرعوا صلة الدين أن كان لهم ديانة ولا صلة الدم والقربى أن كانوا منا, لكن ماذا ننتظر من الكائنات وحيدة الخلية . الطفيليات . الديدان ممن طغوا وبغوا وتفننوا في نشروا الرذيلة والفساد وكان المفترض فيهم أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض جزاءً وفاقا.