الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٦ صباحاً

الانتخابات ,,,, وشباب الساحات

عباس القاضي
الجمعة ، ١٧ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٥ صباحاً
في سنتها الجامعية الأولى,,انضمت إلى ساحة الحرية بتعز منذ اللحظات الأولى,, تتميز بحماسها المُتَّقِدْ, وبآرائها النَّيِّرة, اشتغلت بالثورة, روحا ووجدانا, رأتها في دفاتر محاضراتها, كتبتها في يوميات مذكراتها,, تنام فتكون الثورة تحت جفون عيونها, وتصحو فتراها في الأفق ساطعة كالشمس, سقفها في الثورة ليس لها حدود, تراها حلما يتحقق , فترى الشوارع من حولها نظيفة, واليتيم محاطا بالرعاية, والمسكين الذي كان, أصبح همه لمن يعطي زكاة ماله, لا ترى متسكعا في الشوارع,, والإعلانات تغطي واجهات المحلات, تعلن عن وظائف شاغرة, ترى فيها عزة وطن, وكرامة مواطن, ينعم بثروة وطنه, تقف عند نقطة تفتيش إن وُجِدَت لا يوجد فيها رجل أمن, يبحث عن إثبات المواطنة في جيب مواطن,, ولكنها لاحظت أخصائيا يحدث أحدهم مؤنبا بقوله : أيام برد وتلبس هذه الملابس الخفيفة ! انتبه على صحتك فهي تهمنا.

كانت في الساحة تناقش وتكتب, وصوتها يعلو وقت ترديد الشعارات, ويختفي عند الأذان,, شاركت في كل الأنشطة وكانت في صدارة مسيرة الحياة التي قطعت المسافة من تعز إلى صنعاء مشيا على الأقدام, ومعها أبوها الثائر أيضا.
وجاءت المبادرة الخليجية , وعلى إثرها قانون الحصانة, التي لم يَرُقْ لها, رأته إجحافا بحق الشهداء بإعطاء صك براءة للقاتل, كانت ومعها الكثير من زميلاتها, يتطلعن لليوم الذي يضعن الحناء على أيديهن فرحا بأخذ الشهداء حقهم بالقصاص من قاتلهم.

وجاءت الإنتخابات, رأتها في بداية الأمر رجسا من عمل السياسيين الذين لم يراعوا مطالب الثوار بتحقيق كامل أهدافهم, ولكنها وكما وصفت سابقا أنها تمتاز بآرائها النيرة لم تقف عند هذه الجزئية , وبدأت بحوار داخلي وتجاذبات فكرية بين الانتخاب وعدمه, لم تتحمل هذا الهاجس طويلا فنثرته دررا على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي, تتسآل عن المؤيدين والمعارضين للإنتخابات, وحجة كل منهم ,وصل إلى صفحتي, قرأته, فوجدتني مخاطبا بهذا السؤال, وهذه الإجابة :

تساؤلات مشروعة...ربا..( اسمها ).تدرين لماذا؟ لأننا لا نضع الأمور في حجمها الحقيقي...ولا في موضعها الصحيح...بعضهم يتصور أن الإنتخابات هي كل الثورة . وهذا ما يجعلنا نتحسر على دماء الشهداء ويأتي من قِبَلِها الممانعة للإنتخابات ..كذلك يرى أن المبادرة جاءت من الجهد السياسي وليس من الفعل الثوري وهذا ما يزيد الشباب غيضا وحنقا على إجراء الانتخابات ....وبالمقابل والذي جاء في صلب الموضوع....ما هي النتائج فيما إذا لم ننتخب ؟ معناه إننا عدنا إلى المربع الأول وبقى حكم العائلة جاثمة على صدورنا....وسيكون رد الفعل مخيفا لا يمكن لعاقل أن يرضاه ....وسيكون لديه شرعية البقاء...بصفته صاحب الشعبية الحقيقية لعدم رضاء الأغلبية في التغيير...بالإضافة إلى شرعية القوة التي يمتلكها....والتي حُكِمنا بها منذ نصف قرن في العالم العربي كله. هادي.. ليس الرئيس المطلوب, ولا يلبي طموحات الشعب الثائر, الذي سقفه فوق السحاب....لكن هي فترة انتقالية الغرض منها انتقال السلطة من سطوة الفرد وسيطرة العائلة..إلى الشعب...وذلك من خلال الانتخابات فبراير لعام 2014 مـ.

المبادرة جاءت مخرج من عند الله لهذا الشعب الصابر, لأن البديل أسوأ, صحيح دون الطموح. ...لكن بثباتنا وإصرارنا سندخل المستقبل لليمن الجديد من هذا الباب الذي ارتفاعه قصير بعض الشيء, والذي عند دخوله يجب أن ننحني... الانتخابات صورية, شكلية, غير تنافسية نسميها بأي اسم كان...لكننا نتفق أنها استفتاء لرحيل رأس النظام.... ارحل....والذي هتفنا بها شعارا وغنيناها قصائد....جاء اليوم الذي سنحققه.....صدقيني...ربا.. ما كنا لنصل إلى هذا لولا الشهداء والتضحيات الجسيمة...أوقفنا التمديد والتأبيد والتوريث وأقنعنا العالم أن صالح لا يمكنه البقاء في السلطة هذا كله بالفعل الثوري..وسيستمر حتى تحقيق كامل أهدافه , لأن الثورة ليست مرتبطة بزمان ومكان , وطقوس وشعار,, الثورة منهج حياة, بدايتها انتخابات 21 فبراير ولن تنتهي لأننا أخذناها دبلوم دراسي لمدة عام,,, فبرغم اجتهادنا ومثابرتنا إلا أننا لم نحصل على النتيجة, التي كنا, نطمح لها سنحصل على وثيقة التخرج بالنجاح من خلال هذه الانتخابات ,,على أن نحصل على الشهادة الرسمية بعد عامين إن شاء الله.